لافروف من مجلس الأمن يحذر من العدوان.. وترامب: أشكر سورية على «اتفاق إدلب»
في أول اعتراف رسمي من الولايات المتحدة الأميركية بالشرعية السورية شكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الحكومة السورية على «اتفاق إدلب»، على حين حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من شن أي عدوان على سورية «تحت ذرائع مفتعلة».
وبينما رحب الرئيس اللبناني ميشيل عون «بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح السوري على غرار المبادرة الروسية»، أكد نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، أن لا مجال لحلول جزئية في سورية. وتواصلت أمس أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة لأمم المتحدة في يومها الثاني في نيويورك، وعقد على هامش الدورة اجتماع لمجلس الأمن حول إيران ونزع الأسلحة النووية.
ومن مجلس الأمن الذي تترأسه بلاده حالياً، قال ترامب بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية: «أود أن أشكر إيران وروسيا وسورية لإبطاء وتيرة الاعتداء على إدلب حيث يوجد ثلاثة ملايين شخص»، في إشارة إلى «اتفاق إدلب» الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي في مدينة سوتشي الروسية.
وأضاف ترامب: أود أن «أشكر كذلك تركيا على تجاوبها للتحرك وإنقاذ حياة المدنيين في إدلب»، رغم أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان غادر قاعة اجتماعات الجمعية العامة أول من أمس عندما بدأ ترامب بإلقاء خطابه.
وجاء موقف ترامب بعد ساعات من لقائه المشترك مع أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، في واشنطن، حيث قال في مؤتمر صحفي مشترك: إن «الولايات المتحدة ستكون غاضبة للغاية، إذا وقعت مذبحة في مدينة إدلب السورية، الوضع محزن هناك فهي محاصرة، ومحاطة بكثير من الأشخاص، وفي داخلها 3 ملايين شخص بريء. العالم وأميركا يتابعون عن كثب».
من جهته قال لافروف في كلمته أمام الجلسة: «لقد نشأ وضع ينذر بالخطر في مسائل نزع السلاح الكيميائي. قبل كل شيء فيما يتعلق بتصرفات عدد من الدول الغربية، التي ترمي ضد السلطات السورية المزيد والمزيد من الاتهامات غير المبررة باستخدام مواد كيميائية محظورة».
وأضاف لافروف بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء: «نحذر من شن هجمات جديدة على أراضي الجمهورية العربية السورية تحت ذرائع واهية»، مؤكداً أن الحكومة السورية دمرت كامل ترسانة الأسلحة الكيميائية وأشار إلى أنه يوجد لدى الإرهابيين مواد سامة قتالية.
في المقابل، تناست رئيسة وزراء بريطانيا الترسانة النووية الإسرائيلية وحاولت حرف الجلسة وواصلت المزاعم الغربية باتهام الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي رغم أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت في أعوام ماضية أن سورية سلمت كامل ترسانتها من هذه الأسلحة.
ومن منبر الجمعية العامة، أكد الرئيس اللبناني، أن «أزمات الجوار لا تزال تضغط علينا بثقلها وبنتائجها»، مشيراً في كلمة بلاده إلى «التداعيات الأمنية» للنزوح السوري إلى لبنان التي تمثلت بحسب قوله «بارتفاع معدل الجريمة بنسبة تخطت 30 بالمئة، واقتصادياً بارتفاع معدل البطالة إلى 21 بالمئة»، إضافة إلى تداعيات «ديموغرافية بارتفاع الكثافة السكانية من 400 إلى 600 في الكيلومتر المربع الواحد، مضافة إلى محدودية إمكاناتنا، وندرة المساعدات الدولية للبنان، تجعل الاستمرار في تحمل هذا العبء غير ممكن، خصوصاً أن الجزء الأكبر من الأراضي السورية أصبح آمنا».
وحسبما نقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية عن عون فإنه جدد الدعوة التي أطلقها العام الماضي في الجمعية العامة بالعودة الآمنة للنازحين السوريين، معتبراً أن «السوريين الذين نزحوا إلى لبنان ليسوا بلاجئين سياسيين، باستثناء قلة منهم، فمعظمهم نزح بسبب الأوضاع الأمنية في بلادهم أو لدوافع اقتصادية وهؤلاء هم الأكثرية»، وأشار إلى أن أعدادهم «قد تجاوزت منذ ذلك الحين وحتى اليوم المليون ونصف مليون النازح».
وأعاد عون «تأكيد موقف بلاده الساعي لتثبيت حق العودة الكريمة والآمنة والمستدامة للنازحين إلى أرضهم، والرافض كل مماطلة أو مقايضة في هذا الملف الكياني، أو ربطه بحل سياسي غير معلوم متى سيأتي، والرافض قطعا لأي مشروع توطين، سواء للنازح أو للاجئ»، وأضاف: «وفي هذا السياق نسجل ترحيبنا بأي مبادرة تسعى لحل مسألة النزوح على غرار المبادرة الروسية».
وكان السيسي، قال خلال كلمته أمام الجمعية العامة: إنه لا مجال لحلول جزئية في سورية أو ليبيا أو اليمن، ولا مجال للحديث عن تفعيل النظام الدولي إذا كانت الدولة الوطنية القائمة على مبادئ المساواة مهددة بالتفكك، مطالباً باستكمال العمل في تطوير وسائل وسياسات مكافحة الإرهاب، بحسب وكالة «سبوتنيك».
الوطن
إضافة تعليق جديد