كيف استطاع تنظيم القاعدة إعادة بناء قدراته بأفضل مما كانت عليه؟
الجمل: أجهزة المخابرات الغربية والأمريكية، وبالذات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي الأمريكي، والمخابرات العسكرية البريطانية وغيرها من مخابرات الدول المتحالفة في الحرب ضد الإرهاب، اعتقدت خلال العام الماضي، بأن عمليات مكافحة التمرد والإرهاب التي قامت بها، وبالذات في أفغانستان والعراق، قد أدت إلى إضعاف تنظيم القاعدة بقدر كبير.
ولكن كانت المفاجأة أكبر عندما توصلت التقارير الاستخبارية المتعلقة بتقديرات الموقف، إلى حقيقة أن تنظيم القاعدة استطاع أن يعيد تجميع وبناء قدراته بشكل يفوق ما كان عليه في السابق، فقد استطاعت القاعدة:
• بناء شبكة من الاتصالات يصعب على كل أجهزة التنصت الالكتروني اعتراضها، وتتمثل بكل بساطة في عملية التخلي عن استخدام الموبايلات والانترنت، واستبدالها بالرسائل الشفهية، وبدرجة أقل المكتوبة، التي ينقلها أعضاء القاعدة من مكان إلى آخر.
• بناء شبكة لنقل الدعم بعيداً عن التحويلات المصرفية التي يمكن تعقبها، وذلك عن طريق نقل الأموال السائلة وما خف وزنه وغلا ثمنه (مثل الذهب، الماس، والدولارات) عن طريق أعضاء القاعدة.
• بناء شبكات من الخلايا السرية المندمجة ضمن السكان المحليين في شتى بقاع العالم.
• تطوير القدرات التخطيطية والتنظيمية، باستقطاب المزيد من العناصر المتميزة بالكفاءة في تخطيط العمليات العسكرية السرية.
• إعداد الكثير من المراكز التدريبية السرية، لا في المناطق النائية فحسب، بل وفي المناطق المدنية المأهولة التي لا يشك أحد بها.
• بناء شبكات واسعة من الحلفاء والأصدقاء، وبالذات زعماء القبائل والعشائر وكبار الأثرياء في البلدان الإسلامية.
تقول مصادر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بأن تنظيم القاعدة، لم يعد عملياً تحت قيادة بن لادن وأيمن الظواهري الميدانية، وقد استطاع أن يتجاوز بسرعة أزمة خسارته للكثير من القادة الميدانيين، إما عن طريق القتل أو الاعتقال، وذلك خلال الأعوام التي أعقبت أحداث الحادي عشر من أيلول، وذلك عن طريق التعويض بقادة ميدانيين جدد أكثر سرية وغموضاً وتمرساً ودهاء وشراسة في تنفيذ العمليات.
القادة الجدد، أو (الجيل الثالث) من قادة القاعدة، من أبرزهم:
- أبو جهاد (مصري): أحد الزعماء السابقين للجماعة الإسلامية المصرية المسلحة.
- أبو عبيدة (مصري): من الناشطين في العمليات الميدانية الخارجية لتنظيم القاعدة.
- عطية عبد الرحمن (ليبي).
- خالد حبيب (مغربي).
- عبد الهادي (عراقي).
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد