المالكي يرفض برمجة الانسحاب والأكراد يهدئون تركيا
أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس في طوكيو رفضه أي برمجة لانسحاب القوات الأجنبية من العراق، وهو ما تمسك به أيضاً الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي دعا قادة الكونجرس إلى اجتماع في البيت الأبيض لمناقشة المواجهة بين الطرفين حول قانون تمويل الحرب الذي ربطه الديمقراطيون بجدولة الانسحاب، وشدد على أن هذه الدعوة ليست للتفاوض أو التنازل. وفيما أعرب الرئيس العراقي جلال الطالباني عن “أسفه” لتصريحات حليفه مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان، التي استفزت الجارة الشمالية القوية تركيا، أقر مجلس الأمن القومي التركي “سلسلة تدابير سياسية واقتصادية” ضد أكراد العراق، ربما يكون من بينها عمل عسكري محدود، خاصة مع استمرار التحشدات العسكرية التركية على طول الحدود مع العراق.
وانفجرت أعمال العنف مجدداً بعد هدوء يوم الذكرى الرابعة للاحتلال، وقتل 34 عراقياً وأصيب 67 بجروح في هجمات ولقي 20 شخصاً على الأقل حتفهم وأصيب 30 آخرون في قصف بالمروحيات على منطقة الفضل وسط بغداد. واعترف الجيش الأمريكي باطلاق نار على مروحيتين لكنهما لم تسقطا، وقتل 4 جنود أمريكيين في حادثين منفصلين و10 مسلحين واعتقل 20 آخرون.
وقال المالكي إن برمجة انسحاب القوات الأجنبية غير ذي فائدة، لأن “ما يحدد رحيل هذه القوات هو النجاحات والانتصارات على الأرض وليس الجدول الزمني”، وهو الموقف نفسه الذي يتمسك به بوش. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو ان وزارة الدفاع سترسل إلى الكونجرس طلباً لتحويل 1،6 مليار دولار من الحسابات العسكرية الأخرى لتغطية نفقات عاجلة وضرورية للحرب، لأن المشرعين أخروا المصادقة على طلب بوش لتمويل الحرب. وذكرت ان بوش سيدعو قادة الكونجرس إلى لقاء في البيت الأبيض لمناقشة كيف سيقدمون إليه “مشروع قانون نظيف يمكن أن يوقع عليه”. وشددت على ان الدعوة “ليست للتفاوض”، ما أثار سؤالاً عن الهدف من الدعوة. وقال صحافي للمتحدثة “هذا يبدو كدعوة للديمقراطيين ليوافقوا على ما يراه بوش”، فقالت بيرينو “نأمل ذلك”. وأضافت ان بوش يعتبر القانون النظيف “خطاً أحمر”، وأصرت على أن الرئيس يمد يده لخصومه الديمقراطيين. واستدركت “ربما يكون ضرورياً ان يسمعوا مرة أخرى وجيداً، من الرئيس لماذا يعتقد انه من الغباء وضع جدول زمني اعتباطي للانسحاب من العراق”.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء التركي ان الرئيس العراقي الطالباني أعرب عن أسفه لتهديدات البرزاني، وذلك في محاولة منه للتهدئة خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، وشدد على أهمية العلاقات مع تركيا، وأعرب عن استعداد العراق لمقاتلة المتمردين الأكراد الأتراك في اطار خطة مشتركة بين البلدين.
وجاء أسف الطالباني مع تصعيد البرزاني مجدداً تجاه تركيا حيث هددها لليوم الثاني بالتدخل في شؤونها الداخلية إذا عملت على عرقلة تطبيق المادة 140 الخاصة بكركوك.
وقال في مؤتمر دعاة الديمقراطية في اربيل أمام مجموعة كبيرة من الشخصيات “سمعنا من بعض المسؤولين الأتراك تصريحات وتهديدات وفي بعض الأحيان استخدام لغة غير مهذبة”.
وأضاف “لم أقل بأننا نتدخل قلت إذا تدخلوا سوف نرد عليهم بالمثل أو سوف نتدخل”.
وشدد البرزاني على أن “كركوك مسألة عراقية لا يحق لأي دولة أجنبية أن تتدخل فذلك يعقد الأمور وعدم تطبيق المادة 140 وعندما نتأكد من أنها لن تطبق عندئذ ستحل الكارثة ونرجو ألا تصل الأمور إلى ذلك الحد”.
وقال البرزاني “نحن مع وحدة العراق وأمامنا خياران إما الاتحاد الاختياري وإما الانفصال ونحن لا ندعو للانفصال والأكراد لن يكونوا سبباً للانفصال على الاطلاق”.
وتابع “ان العراق بحاجة إلى معالجة جذرية للخروج من هذه الأزمة وهذه المأساة والحل هو الاتحاد الاختياري فلو اقتنع اخواننا في الأجزاء الأخرى من العراق بأن الفيدرالية هي الحل السليم لكان الوضع الآن مختلفا”.
وتوقعت مصادر حكومية ان تنفذ تركيا عملية عسكرية محدودة تستهدف مواقع ومعسكرات متمردي منظمة حزب العمال الكردستاني التركي المحظور الموجودة في شمال العراق، وتستعد حكومة أنقرة لإغلاق بوابة الخابور الحدودية مع العراق لفترة موقتة، لإثبات قدرة تركيا على الرد على أي استفزاز كردي عراقي، خاصة ان الاقليم العراقي يستورد احتياجاته الأساسية عبر هذا المعبر البري. واستمر الجيش التركي في حشد مزيد من القوات الخاصة، والمقاتلات والمدرعات والدبابات على طول الحدود مع العراق. وعزز الجيش وحدات المغاوير والمظليين عند نقطة الصفر على الحدود، في مؤشر على استعداد لإنزال هذه القوات في مواقع خلف تمركزات المتمردين الأكراد شمال العراق. كما لم تبت أنقرة في مشاركتها في المؤتمر الدولي الخاص بالعراق في شرم الشيخ المصرية أوائل الشهر المقبل، وأعرب مصدر دبلوماسي تركي عن عدم ارتياح أنقرة للموقف الحكومي العراقي والايراني الرافض لعقد المؤتمر في اسطنبول.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد