المطابقة بين شخصيتي مارجورجيوس والخضر

17-12-2020

المطابقة بين شخصيتي مارجورجيوس والخضر

ماهر سلوم:

هناك شخصيتان اسطوريتان ما زالتا إلى اليوم حاضرتين في التراث الشعبي المسيحي والاسلامي، وكل مسيحي ومسلم (خاصة في سوريا اليوم) يزاوج ويطابق بين الشخصيتين دون أن يعرف أساس هذه المطابقة.. نعني بهما شخصية مارجورجيوس الأخضر، وشخصية سيدنا الخضر..
المسيحيون (وخاصة الشرقيون) يحتفلون لليوم بيوم القديس مارجرجس في نفس التاريخ الذي دارت حوله أعياد الخصب القديمة (أواخر نيسان)، كروح للنبات والاخضرار والخصب..
وسيدنا الخَضر (ويعني الأخضر) نراه في الحكايا الشعبية جالساً على طنفسة خضراء على وجه الماء متشحاً بثوب أخضر ينبت العشب تحت قدميه أينما حل (يذكرنا بـ تموز إله النباتات والخضرة، ودموزي وأدونيس..الخ)..
لاحقاً، أضاف الخيال الشعبي على شخصية مارجرجس صفات أخرى، فالأيقونات الشرقية التي ما زالت تعلق على الجدران في مناطق سوريا المسيحية وفي متاحف أوروبية، تظهر مارجرجس ممتطياً جواداً ويصارع تنيناً متعدد الرؤوس (يذكرنا بالإله بعل في شكله المعروف كقاهر للتنين ذي الرؤوس السبعة)، ومن خلفه تظهر امرأة جميلة تنظر بهدوء وثقة وتعاطف وترمز للكنيسة التي يقاتل من أجلها القديس (تذكرنا بـ عناة الأوغاريتية)!
يا خضرْ.. دعاءُ أمّيَ السحريّْ
لي وللآخرينْ
كانت توزعهُ مع خبزِ تنُّورها على العابرينْ
وكانَ الخضرُ أيضاً يأكلُ رغيفَهُ باسماً!
ما زالت تطوِّقُ عنقَها قِلادةٌ على هيئةِ فارسٍ يمتطي حصاناً ويحملُ رُمحاً
قالت لي مرّةً..
سأورثُكَ الحصانَ والرُّمحَ، كي تحرسَ أحلامَ الفقراءْ
وأحتفظُ بالفارسِ لنفسي؛
فقد تكونُ السماءُ موحشةْ!
نحن أبناء الخصبِ والخضرةِ والحنطةِ والماءْ..
التهمت الحرائق أخضرَ جبالنا الشمّاءْ
وقريباً.. قريباً جداً
سيظهر من جديد، على جبالنا وفي سهولنا، سيدنا مارجرجس وسيدنا الخضر،
وسينبت الأخضر من جديد أينما وطئت أقدامهم أرضنا العظيمة!

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...