فيلم «أبعد من الخيال» رؤية أخرى لأحداث 11 أيلول

يأتي فيلم "أبعد من الخيال" أو "Beyond Belief" ليبدأ صفحة جديدة في تعامل السينما الأمريكية مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.

فكل الأفلام الأمريكية التي تناولت ما حدث يوم الحادي عشر من سبتمبر اهتمت بالتركيز على تأثير الهجمات على نيويورك وواشنطن على المجتمع الأمريكي، ولكنها لم تذهب إلى أبعد من ذلك. لم تذهب إلى الطرف الآخر من القصة.

مخرجة الفيلم الوثائقي "أبعد من الخيال"، والذي يحكي عن جهود أمريكيتين ترملتا اثر أحداث 11 سبتمبر أيلول لمساعدة أرامل الحرب في أفغانستان، تنفي أن يكون هدف الفيلم متعلقا بأحداث سبتمبر وتقول إن هدفها مواجهة تناسي الرأي العام الأمريكي لما يحدث في أفغانستان.

يحكي فيلم، الذي عرض لأول مرة في مهرجان تريبيكا السينمائي في نيويورك، قصة زوجتين من بوسطن فقدتا زوجيهما على إحدى الطائرتين اللتين اصطدمتا بمركز التجارة العالمي وكانتا حاملتين في ذلك الوقت.

سافرت سوزان رتيك وباتي كيوجلي على ظهر دراجتين من نيويورك إلى بوسطن لجمع المال لمساعدة أفغانيات فقدن أزواجهن في الحرب. وفي العام الماضي سافرتا إلى كابول لزيارة مشروعات ساهمتا في تمويلها ومن بينها مشروع إمداد نساء بأقفاص مجهزة لتربية الدجاج.

ويتابع الفيلم قصتهما وما كابدتاه من حزن حتى جاء وقت أدركتا فيه أنهما محظوظتان نسبيا مقارنة بحوالي 500 ألف زوجة أفغانية ترملن على مدار أكثر من عقدين من الصراع وليس لديهم أي مورد لرعاية أطفالهن.

وقابلت الاثنتان في كابول امرأة مسنة قتل أبناؤها السبعة وأخرى فقدت أطفالها الثلاثة. وتقول الثانية "عانيت كثيرا في حياتي. مات أطفالي جوعا. دفنتهم جوعى."

وتقول رتيك وكويجلي إن معظم الناس أيدوا مؤسستهما لمساعدة الأفغانيات والمعروفة باسم ما بعد 11 سبتمبر أو "beyond the 11th" ولكن قلة تساءلت لماذا لم تركزا على مساعدة الأمريكيات.

وقالتا إنهن "تلقين رسائل مخيفة عن طريق البريد الالكتروني (تقول) لما لا نقضي عليهم جميعا بأسلحة نووية"، في إشارة الى الشعوب التي جاء منها منفذو اختطاف الطائرات يوم 11/9، وتابعتا إنهن لا يصدقان وجود كل هذه الكراهية.

وبعد عرض الفيلم قالت بيث ميرفي مخرجة الفيلم إنها تأمل أن يتصدى لما أسمته بفقدان الشعب الأمريكي الذاكرة بشان الحرب المستمرة في أفغانستان.

وتقول ميرفي إنها "سمعت مرارا أن السوق مشبعة بأفلام 11 سبتمبر" لكن هذا الفيلم "ليس عن 11 سبتمبر رغم أن أحداث 11 سبتمبر نقطة البداية بكل وضوح. إنه عن امرأتين تعرضتا لمأساة هائلة كانت سببا في فتح أعينهما على العالم."

وصرحت ميرفي أنه "عقب 11 سبتمبر غابت الى حد كبير.. روح مساعدة الآخرين. اعتقد أن مشاعر الخوف من الأجانب التي سيطرت على الأمريكيين بغيضة وما زالت كذلك."

المصدر: BBC