الأميركيون يبحثون عن «قائد الانسحاب»... أين جو بايدن؟
يعيش الأميركيون لحظات عصيبة هذه الأيام، فمشهد هبوط طائرة «شينوك» على مبنى السفارة الأميركية في كابول، أعاد ذكريات سايغون ــ فيتنام عام 1975، التي تركت ندوباً عميقة في كبريائهم.
الجمعة الماضي، ذهب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركية إلى كامب دايفيد، فأباطرة العالم هم بشر أيضاً، ويحتاجون إلى الراحة بين فينة وأخرى، على أن يعود يوم الأربعاء المقبل إلى البيت الأبيض.
لكن سرعة حركة «طالبان» في السيطرة على مفاصل الدولة ومحاصرة كابول بداية، ودخولها أخيراً، أقلق «عين ساورون»، سيد الظلام في «موردور» (الشخصية الشريرة في ثلاثية سيد الخواتم).
وعلى المقلب الآخر، جنود الإمبراطورية يلهثون، فاستعدادات الرحيل لم تجهز بعد، والعدد غير كافٍ حتى لتأمين المكان، وكل ذلك فيما العالم بأسره يشاهد آلاف الأفغان يجرون بأقصى سرعتهم مع الطائرات الأميركية، علّ سيد الظلام يرأف بحال من أفنوا عمرهم في مساعدته طيلة عشرين عاماً. لكن لا، لن يكتمل المشهد إلا بسقوط بعضهم من الطائرات، في مشهد مشابه لسقوط الأميركيين من برجي التجارة العالمية ذات أيلول.
في الداخل، لم يجد الأميركيون حلاً سوى رفع وسم «أين بايدن» #WhereIsBiden على «تويتر». حتى إعلام الحزب الديمقراطي لم يستطع «مسح قذارة» ما حصل، وعندما سأل جايك تابر من «سي أن أن»، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، لماذا لم تقم إدارة بايدن بإجلاء الناس قبل سحب الجيش؟ ألا يظهر ذلك أن الخروج لم يكن مخططاً بشكل كافٍ؟ لم يستطع بلينكن الإجابة، واكتفى بلوم إدارة ترامب.
وفي محاولة لملمة ما حصل، نشر حساب البيت الأبيض على «تويتر»، يوم أمس، صورة للرئيس الأميركي مرفقة بتعليق: «هذا الصباح، التقى الرئيس ونائبة الرئيس بفريق الأمن القومي وكبار المسؤولين للاستماع إلى آخر المستجدات بشأن سحب موظفينا المدنيين في أفغانستان، وإجلاء المتقدمين بطلبات SIV وغيرهم من الحلفاء الأفغان، والوضع الأمني المستمر في كابول».
المستفيد الأكبر مما حصل، كان دونالد ترامب من دون منازع. ويمكن القول إن الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، استثمر كل لحظة من غياب بايدن معطوفة على ما يحصل في كابول في رصيده السياسي.
وقال إن «ما قام به جو بايدن في أفغانستان، أسطوري. وستذكر على أنها واحدة من أعظم الهزائم في التاريخ الأميركي». ليعود بعدها ويدعوه إلى الاستقالة.
الأخبار
إضافة تعليق جديد