السفير الأمريكي الأسبق في السعودية يدعوها إلى الإعتراف بالهزيمة والإنسحاب من اليمن
وجه السفير الأمريكي الأسبق في السعودية تشارلز فريمان، نصيحة للرياض من خلال لقاء أجرته معه صحيفة “The Cradle” الأمريكية قائلاً، أنه على السعودية الإعتراف بالهزيمة والإنسحاب من اليمن، وإلا لن يدعها اليمنيون تتراجع دون أن يطالبوا بقدر أكبر من التنازل في المقابل، كما أن أمريكا لاترى جدوى بمساعدة السعوديين على مواصلة مغامراتهم في اليمن.فريمان الذي كان يشغل منصب مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الأمن الدولي، قال إن “القيم الأمريكية والإسرائيلية تباعدت منذ فترة طويلة. لا مصلحة لأمريكا في حرب مع إيران”.
وفي الحوار، تحدث فريمان بعدة مواضيع وبدأ بالجمهورية اللبنانية التي وصفها بالدولة فاشلة.
وعن دول الخليج لا سيما فيما يتعلق بالسعودية ما بعد ترامب، قال فريمان: لقد جادلت في مكان آخر بأن الأحداث في غرب آسيا وشمال إفريقيا مدفوعة الآن بالدول هناك، بدلاً من القوى العظمى الخارجية، كما في الماضي.
وأضاف: لقد مضى عصر الصعود الأوروبي الأمريكي العالمي. تسعى كل دولة في المنطقة، سواء كانت متحالفة مع أمريكا أو ضدها، الآن إلى التكيف مع هذا الواقع من خلال تنويع علاقاتها الدولية.
وتابع: يحاول البعض التوصل إلى حلول خاصة بهم للنزاعات طويلة الأمد التي كانوا قادرين على رفضها باعتبارها غير قابلة للحل ولكن يمكن تحملها عندما ساد السلام نسبياً “Pax Americana”.
وأشار إلى أنه مع انحسار أمريكا عن المنطقة، سيتعين على الدول الموجودة فيها أن تجد توازنات إقليمية خاصة بها للحفاظ على الاستقرار والتنمية. في غضون ذلك، لا أحد يأخذ التوجيه من أي قوة عظمى خارجية أو حتى يتظاهر بالإذعان لقوة واحدة.
وحول المأزق الإقليمي الحالي لـ”إسرائيل” مع إيران قال فريمان: هناك خيبة أمل متزايدة من “إسرائيل” بين اليهود الأمريكيين وغيرهم من المؤيدين السابقين لـ تل أبيب. تباعدت القيم الأمريكية والإسرائيلية منذ زمن بعيد. المصالح الإستراتيجية الأمريكية والصهيونية لم تعد متطابقة. لا مصلحة للولايات المتحدة في حرب مع إيران، الأمر الذي لا تزال “إسرائيل” تتغاضى عنه. لا أعتقد أن إدارة بايدن، على الرغم من ارتباطها القوي المتبقي بالصهيونية، ستسمح لنفسها بالانجرار إلى صراع منخفض الحدة بين “إسرائيل” وإيران.
وأضاف: لقد استنفدت “إسرائيل” بشكل أساسي خياراتها العسكرية. يمكنها أن تفعل المزيد من الشيء نفسه ولكن المزيد من الشيء نفسه لن يجلب لها السلام. فقط المصالحة مع الفلسطينيين وجيران “إسرائيل” العرب يمكنهم فعل ذلك. في هذا السياق، يجب القول، إن ما يسمى بـ “اتفاقيات إبراهيم” هي تحويل، وليست طريقاً إلى السلام. على الرغم من معارضة شركاء “إسرائيل” العرب لإيران، إلا أنهم لا يرغبون في الوقوع في مرمى نيران حرب بين “إسرائيل” وإيران.
وعن إنهاء الحرب العدوانية التي تقودها السعوديةو الولايات المتحدة والإمارات على اليمن قال فريمان: إن على السعودية الاعتراف بالهزيمة والانسحاب. ولن يدعها (اليمنيون) تتراجع دون أن يطالبوا بقدر كبير من الإذلال في المقابل.
إضافة تعليق جديد