لسنا الوحيدين.. لكننا الأقل دعماً!

02-12-2021

لسنا الوحيدين.. لكننا الأقل دعماً!

Image
مصاري

ليس صحيحاً أن سوريا واحدة من دول قليلة في العالم تقدم دعماً مباشراً لقطاعات الصحة، التعليم، الخدمات العامة، وغير ها.

وأقرب دليل إلينا، أن ملايين السوريين في الخارج يحصلون اليوم على دعم أكثر كفاية وفعالية مما نحصل عليه نحن في الداخل، رغم أنهم موجودون في دول رأسمالية، لم تحتكر وسائل الإنتاج لعقود بحجة أنها ملك للشعب، لم تشجع البرجوازيات الطفيلية، لم تغض الطرف عن تغلغل الفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع، ولم تترك الدخل القومي ليستحوذ عليه حفنة من الأثرياء والمتنفذين...

فكيف الحال في بلد...

يحرم أطفاله من تناول الموز مثلاً  لسنوات بحجة توفير القطع، تقف نساؤه في الطوابير منتصف الليل للحصول على ربطة خبز، يُضرب الكثير من أبنائه عن الطعام لعدم توفره، وتصبح فيه ملكية سيارة شبهة، وتملّك منزلين عاراً، ودخول مطعم خيانة... والموت خلاصاً!

في مثل هذا البلد، يصبح الدعم حقاً لكل مواطن... استفاد منه أو لم يستفد، فهو في النهاية بمنزلة تعويض متواضع عن سياسات اقتصادية واجتماعية أفقرتهم، وأثرت غيرهم بشكل مشروع أو غير مشروع، وعن سنوات حرب عاشوها ألماً، حزناً، خوفاً، ونقصاً في المال والولد..

ليس المواطن هو من كان يدير الملف الاقتصادي طيلة هذه السنوات كي يتحمل نتائجه السلبية اليوم، وليس هو من كان السبب في زيادة الهدر في المخابز العامة، تلف الطحين في المستودعات، انتشار ظاهرة  احتكار المستوردات، ارتفاع الفاقد الفني في شبكات توزيع الكهرباء... وغير ذلك.

نعم.. أنا كمواطن، لا أثق بأي مشروع تعلنه هذه الحكومة في ملف الدعم.

فالحكومة التي يتضح بموجب بياناتها الرسمية أن 38% من المساعدات الإنسانية لا تصل إلى مستحقيها من المحتاجين، لا يمكن أن تكون قادرة على اختيار المستحقين للدعم من غير المستحقين له.

والحكومة التي تعد منذ أشهر بانفراجات قريبة على المستوى الاقتصادي والمعيشي ثم يأتي الأسوأ، لا يمكن أن  تكون صائبة في وعودها حيال ملف معالجة الدعم، فالأداء واحد لا يتجزأ... أو يتبدل هنا أو هناك.

والحكومة التي تعجز عن حل مشكلة آلاف المواطنين المتروكين يومياً في الشوارع لساعات بانتظار وسيلة نقل تقلهم، لا يمكن أن تكون قادرة على معالجة ملف كبير باحترافية، ومن دون أن تتسبب بتبعات اجتماعية ومعيشية سلبية.

لذلك أرجو ألا يتكرر مسلسل عام 2008 وما تبعه من انتكاسات إنتاجية ومعيشية... وليكن الدعم تعويضاً بسيطاً عن حياتنا المتعبة، المثقلة بالهموم... والصبر!

 


فينكس _ زياد غصن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...