حول تشريعات حرية العقائد والمعابد في الإمارات
د.سامح عسكر:
بالنسبة للتغيير الذي يحدث في الإمارات من تشريعات حرية العقائد والمعابد وخلافه آخرها إلغاء يوم الجمعة كعطلة رسمية واستبداله بيومي (الأحد والسبت) ليواكب النظام الاجتماعي والاقتصادي المطبق في دول آسيا والغرب.
الفكرة إن الإمارات تريد تكرار نموذج كوريا وماليزيا وأندونيسيا النهضوي عندها، فهي تجمع بين غياب الحريات السياسية مع تعزيز الحريات الدينية لخدمة الإنتاج الاقتصادي المرتفع، وهذا الذي كان عليه نمور آسيا في بداياتهم بالمناسبة.. حيث الديمقراطية والحريات السياسية جاءت كعارض للنمو الاقتصادي..مش العكس..
وهنا ينتصر النموذج الحضاري المسيحي الغربي بتقديس يوم الأحد واعتباره عطلة رسمية، فالحضارة الغربية بالأساس مسيحية المنشأ ومن هذه الجزئية يعترض الإسلاميون والمتدينون باعتباره تقديما للعُرف المسيحي على الإسلامي، لكن الإمارات كي ترد على تلك الجزئية جعلت عمل يوم الجمعة (نصف يوم)
وبالمناسبة فالقصة ليست تقليدا حرفيا للغرب..فإسرائيل أجازتها جمعة وسبت أساسا، ولكن لأهداف اقتصادية واجتماعية خاصة بحكام الإمارات في موافقة أيام العمل بالشرق الأسيوي والغرب الأوروبي والأمريكي ، وذلك باعتبار أن موانئ الدولة تقع وسيطا جغرافيا بين الاتجاهين وموقعها يساعد في الاندماج التجاري والاجتماعي بين الشرق والغرب بموافقة مواقيت الشحن والتفريغ والسفر والسياحة والثقافة وخلافه..أي أن الهدف من قرار أجازة "السبت والأحد" اقتصادي اجتماعي مختلط..
أولا: اقتصادي لرفع معدلات السياحة والسفر من وإلى البلاد مع الدول المتطورة، وكذلك رفع معدلات التجارة والشحن
ثانيا: اجتماعي للربط الثقافي والأيدلوجي مع الدول المتطورة إنتاجيا ومعرفيا
ويظهر في الأخير أن الإمارات لم تعد تكتفي بانفتاح المسلمين والعرب عليها واعتبار دبي قبلة فنية وسياحية خاصة بالمسلمين كأغلبية، لكن القرار يهدف لرفع التمثيل الغربي والشرقي المتطور أيضا وتهيئة الدولة لمستقبل يخطط له قادة البلاد بأن تكون الإمارات هي سنغافورة أخرى ومركز ثقافي على الأرجح سيكون بديلا لمصر والسعودية ..وهذا يفسر قرار المملكة بافتتاح مهرجانات فنية كالبحر الأحمر في جدة الذي يعتبر خطوة ثانية لانفتاح المملكة بعد موسم الرياض..
إضافة تعليق جديد