فرانس بريس: 4 أسباب تدفع السوريين المجنسين للتصويت لأردوغان
نشرت وكالة فرانس برس تقريراً حول توجه معظم السوريين المجنسين في تركيا للتصويت للمرشح الرئاسي، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وذلك في الانتخابات التركية المقرر إجراؤها في 14 أيار/مايو الجاري، فيما تناولت مخاوف اللاجئين المقيمين في البلاد في حال فوز مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
والتقت الوكالة مع عدد من السوريين في البلاد الذين أعربوا عن أملهم في أن يفوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية لأن ذلك من شأنه أن يساعد على بقائهم في تركيا في ظل دعوات المعارضة لترحيلهم من البلاد في حال فوزها بالانتخابات.
أمل في البقاء
وقالت اللاجئة السورية نيروز حسين إنها تأمل أن يفوز أردوغان مجدداً في الرئاسة، وذلك بعدما أسست حياتها في ولاية شانلي أورفا إلى جانب زوجها “عادل شيهو” بعدما فروا من عين العرب.
وتقول نيروز (35 عاماً) إنها تعتبر تركيا “وطنها الثاني”، فيما يروي زوجها عادل (38 عاماً) أوضاعه الحالية ويقول: “ولد أطفالنا الأربعة هنا، هم لا يعرفون سوريا.
استُقبلنا بطريقة جيدة في البداية لكنّ الحال تغيّر بسبب الوضع الاقتصادي” مع تجاوز التضخم نسبة 85 في المئة الخريف الماضي وتدهور قيمة الليرة التركية.
وتابع “حتى لو لم يعيدونا جميعاً دفعة واحدة، سيمارسون علينا ضغوطا ويطالبون بأوراق ويزيدون الإيجارات والفواتير”
ضغوط
وتطرّقت الوكالة إلى الضغوط التي مارسها رئيس بلدية بولو المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري شمال غرب البلاد على اللاجئين السوريين بشكل خاص، حيث ألغى في العام 2021 المساعدة الاجتماعية ورفع فواتير مياه اللاجئين السوريين بمقدار 11 مرة، وضاعف الضرائب المفروضة على تسجيل الزيجات من أجل ثنيهم عن ذلك، إلا أن حزبه تبرّأ منه وكان عليه أن يدفع غرامة.
ووفق فرانس برس فقد عكست تلك الواقعة رياح التغيير التي هبت على تركيا منذ أصبحت أكبر موطن للاجئين والمهاجرين في العالم في ظل حكم أردوغان ذي التوجه الإسلامي.
أزمة ثقة بـ”الشعب الجمهوري”
في السياق أيضاً، تقول الوكالة إن حوالي 240 ألف سوري حصلوا على الجنسية التركية وتبعا لذلك اكتسبوا الحق في التصويت، من خلال الاستثمارات (في شركات وشراء عقارات…) أو عبر الدراسة في مجالات مرغوبة.
وسيصوّت حسين (27 عاماً) الذي حصل على الجنسية التركية عام 2020، للمرة الأولى، لكنه الوحيد المخوّل بالتصويت في عائلته، ومن أجل مستقبل والدته “زارا” وأشقائه الخمسة، سيصوت لأردوغان.
ويقول إنه يتشارك وأصدقاءه الرأي نفسه بموضوع التصويت لأردوغان ليس فقط لما قدّمه للسوريين بل أيضاً من أجل ما فعله لتركيا، رافضاً تعهّد حزب الشعب الجمهوري بـ”عودة طوعية وكريمة” للسوريين إلى بلدهم.
“خوف أكبر”
من ناحيتها، تقول زارا (50 عاما) إنها كانت في أورفا عندما جرت الانتخابات الرئاسية السابقة لكنها هذه المرة تشعر بـ”خوف أكبر: في كل خطاب يتحدث (حزب الشعب الجمهوري) عن إعادتنا”، وتضيف “سيصطادوننا في ليل، حتى جيراننا الأتراك يخشون علينا”.
من ناحيته، ذكر المسؤول المحلي في حزب الشعب الجمهوري خليل باروت أن الأهم في عودة اللاجئين السوريين هو سلامتهم إذ “لا يمكننا أن نلقي بهم في النار، وأن نعيدهم إلى الحرب”.
وتابع: “لكن مع وصولهم، ارتفعت أسعار المساكن والإيجارات، وهو أمر أضرّ بنا” حتى لو وفّر السوريون عمالة رخيصة في قطاعات عدة منها النسيج والبناء والزراعة.
سيناريو “غير واقعي”
أما الباحث في مركز “تيباف” للبحوث في أنقرة، عمر كادكوي، فيشير إلى أن سيناريو إعادة السوريين بشكل جماعي إلى بلادهم يبدو “غير واقعي”. ويوضح “حتى مع انتهاء الحرب في سوريا، سيكون من الضروري ضمان أمنهم وسلامتهم”.
ويرى الباحث في خطاب إعادة السوريين إلى الوطن “أداة عملية” للحملة الانتخابية لحزب الشعب الجمهوري “بدلاً من التطرّق إلى قضايا ملحّة مثل الاقتصاد والعدالة والديموقراطية…”.
لاجئون “جياع”
والثلاثاء الماضي، شارك المرشّح الرئاسي للطاولة السباعية ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، مقطع فيديو تحدّث فيه مخاطباً الناخبين من الشباب التركي عن رؤية المعارضة لحل قضية اللاجئين في البلاد، محذراً من أن موارد تركيا لم تعد تكفي لإطعامهم.
وقال كليجدار أوغلو في الفيديو الذي شاركه على حسابه في تويتر، الثلاثاء، إن مشكلة تركيا مع طالبي اللجوء هي في الأساس مشكلة موارد، مضيفاً: “هدفي ليس تخويف أي شخص، ولكن أنا يجب أن أكون صريحاً”.
وجدّد كليجدار أوغلو حديثه عن ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم، لافتاً أنه لن يتم ذلك وفق أرضية عنصرية أو عرقية مهما كانت الأسباب.
ويعني ذلك وفق كليجدار أوغلو أن هناك أكثر من 60 مليون شخص في المجموع يعيشون في كل من تركيا وسوريا والعراق سيواجهون المجاعة والعطش، وبالتالي فهذا سيدفع “اللاجئين الجياع من سوريا والعراق للتدفق إلى تركيا”.
ويدور جدل واسع في تركيا حول وضع اللاجئين السوريين، حيث توعّدت كل من الحكومة والمعارضة بترحيلهم ضمن خطط متفاوتة في حال الفوز بالانتخابات وذلك وسط تصاعد مشاعر الكراهية والعنصرية تجاههم بفعل حالة الاستقطاب التي تشهدها الساحة التركية بين الأحزاب السياسية من جهة، وبفعل الوضع الإقليمي والدولي المشتبك من جهة أخرى.
وكالات
إضافة تعليق جديد