"حكاية مفتاح" أول فيلم كرتون فلسطيني عن النكبة وحق العودة
رغم ظروف المعاناة وتعقيدات الحياة في غزة التي تشل إبداعات الفلسطينيين نجحت شركة فلسطينية محلية صغيرة في إنتاج أول فيلم كرتون عن نكبة فلسطين تدور وقائعه على أرض قرية فلسطينية مهجرة في 1948.
ويتميز فيلم "حكاية مفتاح" بكون جميع أحداثه ومشاهده على مدار 35 دقيقة حقيقية استوحتها المؤلفة من روايات جدتها عن أحداث دارت على أرض قريتها "المحرقة" المهجرة، تظهر كيف دافع رجالها وشبابها ببسالة عن أرضهم مع قلة الإمكانات وضعف السلاح والعتاد.
وتقول مؤلفة وكاتبة سيناريو الفيلم ورسامة الكاريكاتير المشهورة أمية جحا إن قضية حق عودة الفلسطيني واشتياقه إلى كل ذرة من تراب أرضه تحضرها في معظم رسوماتها، و"كانت المنطلق لإنتاج عمل فني أستطيع من خلاله تثقيف الأطفال وتوعيتهم بقضاياهم الوطنية بطريقة بسيطة يمكن فهمها".
وأضافت أنها تحاول عبر ذكرها شهادات من عاشوا في القرية إظهار حقيقة أن الشعب الفلسطيني لم يترك أرضه ويهرب بإرادته، بل هرب خوفا ورعبا مما أحدثه العدو بأبنائه وأطفاله ونسائه وشيوخه. وعن سر استخدام المفتاح ليكون بطل الفيلم وشخصيته المحورية، قالت مؤلفة الفيلم ورئيس مجلس إدارة شركة جحاتون لرسوم الكرتون إن إيمانها وسائر أبناء شعبها بحتمية العودة دفعها لتجعل المفتاح كائنا حيا يعيش معه الأطفال ويكون صديقهم الذي لا يتخلون عنه.وقالت في حديث للجزيرة نت إن الفيلم يبين للطفل أن المفتاح للاجئ ليس قطعة حديد بل رمز وإرث، حافظ عليه الأجداد بعد أن طال بعدهم عن بيوتهم وقراهم، وعلى الأحفاد التشبث به ليعودوا ويحققوا حلم أجدادهم الذين ماتوا وهم يرنون إلى العودة وفتح بيوت أجدادهم التي أوصدوها بأيديهم. وأعربت الرسامة الفلسطينية عن أملها بأن يحظى الفيلم بإعجاب القنوات الفضائية التي تعنى بتقديم مواد جادة للأطفال، لأنها ترنو إلى أن تثق الفضائيات العربية بأن الفلسطيني مبدع حتى في أحلك الظروف.
وتقول مؤمنة أبو حمادة مسؤولة العلاقات العامة بالشركة إن قناعة فريق العمل بأهميته وروح الجماعة أسهما في نجاح الفيلم وإثرائه.وأضافت في تصريح للجزيرة نت أن إدراك فريق العمل المكون من 10 أشخاص بأهمية تأثير رسوم الكرتون دفعهم إلى تسخير كل طاقاتهم وإبداعاتهم لخدمة الفيلم والانطلاق به إلى رحاب أطفال العالم العربي والغربي للتعريف بحجم مأساة ونكبة شعب فلسطين وأطفاله.
وتنطلق مشاهد الفيلم بحكاية طفلين أخوين هما "علي وهند"، اعتادا قبل النوم أن يروي لهما جدهما قصصا معينة في كل ليلة قبل منامهما، لكن الأمر اختلف ذات ليلة، إذ دخل علي على جده يستفسر عن سؤال طرحه مدرسه، من هو مواطن؟ ومن هو لاجئ؟ ليخرج الجد المفتاح من جيبه ويبدأ المفتاح بشخصيته الكرتونية يعود بذاكرته إلى ماذا حل بقرية "المحرقة" وكيف بدأت مأساة القرية التي عاشت بسلام إلى أن دخلها "الأعداء" وعاثوا فيها تقتيلا.
أحمد فياض
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد