فرق الموت على خط بغداد- دمشق- عمان
كثفت «فرق الموت» نشاطها في العراق امس، مستخدمة سيارات الشرطة وملابسها. وهاجمت مجموعة منها السائقين العاملين على خط بغداد - دمشق - عمان، وخطفت 55 منهم. ونفت وزارة الداخلية علمها بالعملية. وقتل امس 16 عراقياً بينهم 11 طالباً جامعياً.
وعلى رغم ان الأوضاع الأمنية تسوء يوماً بعد يوم، أعلنت الادارة الاميركية امس انها غير قلقة لعدم تمكن رئيس الوزراء نوري المالكي من تعيين وزراء أصيلين يتولون الوزارات الأمنية، مبررة ذلك بقلة خبرة العراقيين بالديموقراطية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية، طالباً عدم كشف اسمه، ان «مسلحين يستقلون سيارتين مدنيتين أوقفوا باصاً كان يقل أحد عشر طالباً جامعياً في طريق عودتهم الى منازلهم في منطقة المهدية في الدورة واطلقوا النار عليهم وقتلوهم جميعاً».
وفي الرمادي أعلن مصدر طبي مقتل خمسة مدنيين واصابة 15 آخرين بانفجار عدد من قذائف الهاون في أحد أحياء المدينة (110 كلم غرب بغداد)، فيما قتل عضو سابق في حزب البعث المنحل في العمارة هو خالد عبد الصاحب.
الى ذلك نفت وزارة الداخلية علمها بعملية نفذتها قوة ترتدي زي الشرطة دهمت خلالها مكاتب شركات للنقل والصيرفة في منطقة «العلاوي» المكتظة وسط بغداد واقتادت حوالي 55 شخصاً الى جهة مجهولة صباح أمس.
وقال شهود في منطقة الصالحية، حيث مكاتب نقل المسافرين عبر الطريق البري الى سورية والاردن، ان قوة من عشرين سيارة من تلك التي تستخدمها الشرطة العراقية وحمايات المسؤولين (نوع مونيكا بيضاء) أغلقت الشارع قرب مبنى الاذاعة والتلفزيون العراقيين في منطقة الكرخ ومرآب العلاوي الخاص بالمسافرين الى محافظات العراق الاخرى. وانتشر عشرات العناصر في الشارع واعتقلوا كل من كان في المكان، معظمهم من سائقي سيارات النقل الصغيرة واصحاب مكاتب الصيرفة واقتادوهم الى جهة مجهولة بعد اطلاق عيارات نارية لتفريق السيارات.
يذكر ان طريقي بغداد - عمان وبغداد - دمشق يمران في محافظتي الانبار والموصل السنيتين ويمتنع معظم السائقين الشيعة عن المرور فيهما، بعد تعرض عدد منهم إلى عمليات خطف وقتل على الهوية في الانبار، وانحصرت هذه المهنة بأبناء المحافظة الذين يعتمدون على هويتهم وعلاقاتهم وعشائرهم في تجنب المسلحين.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد في الايام الاولى لتوليه السلطة عزمه على القضاء على ظاهرة «فرق الموت» التي تستقل سيارات الشرطة، فيما اشار مسؤولون أمنيون إلى اتخاذهم اجراءات للحد من هذه الظاهرة عبر وضع اشارات خاصة على سيارات الشرطة.
ونفذت قوة مشابهة حملة مداهمة لشركة أمنية في منطقة زيونة شرق بغداد قبل شهرين واقتادت 50 موظفاً عثرت على جثث بعضهم لاحقاً، ودهمت فرق اخرى شركات ومكاتب وفنادق وسط بغداد.
في واشنطن أعلنت الادارة الأميركية أمس انها غير قلقة لتأخر رئيس الوزراء نوري المالكي في تعيين وزراء أصيلين في حكومته يتولون الحقائب الامنية الثلاث. وقال الناطق باسم البيت الابيض جون سنو ان «هذا الامر سيستغرق وقتا ولست متفاجئاً». وشدد على ضرورة ان يتوصل المالكي الى تفاهم حول الوزراء، لافتا الى ان الخبرة العراقية مع الديموقراطية لا تزال متواضعة. وذكر بما قالته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي توقعت ان يتم تعيين الوزراء «خلال الايام المقبلة».
من جهة أخرى، علمت «الحياة» ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور بغداد في 22 الجاري للمشاركة في اجتماعات المؤتمر الوطني، وسيعلن على هامش الاجتماع استئناف العلاقات الديبلوماسية بين دمشق وبغداد.
وتعتقد سورية ان دعم الحكومة العراقية والعملية السياسية يعجلان بانسحاب القوات الاجنبية.
وقال مسؤول سوري ان بلاده «تنظر بتفاؤل الى الجمعية الوطنية (البرلمان) التي جرى انتخابها لأنها تمثل كل شرائح وتوجهات المجتمع العراقي، بعكس الجمعية السابقة»، معتبراً ان هذا التمثيل هو «المدخل الطبيعي للجهود المطلوب بذلها لاستعادة الاستقرار والامن ودحر مشاريع زرع الفتنة والحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً».
المصدر : الحياة
إضافة تعليق جديد