أعلى مسؤول عسكري أمريكي يقر بارتكاب أخطاء في العراق
أقر أعلى مسؤول عسكري أمريكي الجمعة بارتكاب أخطاء في إستراتيجية مطلع الحرب على العراق إلا أنه أجزم أن قرار الغزو كان صحيحاً، وفي الغضون لمح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إمكانية خفض حجم قواته بالعراق إلى 100 ألف جندي أمريكي في نهاية العام المقبل.
وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال بيتر بيس، وأحد مهندسي الخطط العسكرية للغزو، إنه بالغ في تقدير موقف الجيش العراقي، عقب الغزو، وبالتالي سوء تقدير حجم القوات الأمريكية الضرورية لخوض الحرب.
وأوضح بيس، خلال تقييم صريح لقراراته وتوصياته في مطلع عام 2003 قائلاً "واحدة من أخطائي هو اعتقادي بأن الشعب والجيش العراقي سيرحب بالتحرير، وأن الجيش سيوحد صفوفه من أجل الشعب، وأن يكون بجانبهم للمساعدة في خدمة الوطن الجديد."
وأضاف الجنرال الذي سيتخلى عن منصبه في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل "إذا علمت أن الجيش العراقي لن يكون متوفراً، عندها كانت ستختلف توصياتي بشأن حجم إجمالي القوات الذاهبة إلى العراق."
ويشار أن بيس، الذي شارك في حرب فيتنام وأول مارينز يتولى منصب رئاسة هيئة الأركان المشتركة، أصبح أحد الضحايا لحرب العراق الدائرة من أكثر من أربعة أعوام.
وكان وزير الدفاع الأمريكي قد قرر في يونيو/حزيران الماضي استبدال بيس نظراً لتصاعد المواجهات بشأن الحرب، تحديداً في الكونغرس.
وأستطرد قائلاً إن الهجمات التي استهدفت مسجد العسكرية المقدس لدى الشيعة في فبراير/شباط عام 2006 أدى لاندلاع موجة عنف طائفي قوية أسفرت عن زيادة حجم القوات الأمريكية عوضاً عن خفضها.
وشدد أعلى مسؤول عسكري أمريكي على أن غزو العراق هو القرار الصائب، ورد على سؤال بشأن مدى تمسكه بتأكيداته السابقة بأنه لا جدل بشأن الخطوة "متأكد للغاية، متأكد للغاية."
غيس يشير إلى إمكانية سحب المزيد من قواته بالعراق
وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى إمكانية خفض القوات الأمريكية إلى 100 ألف جندي بنهاية العام المقبل، إلا أنه رهن الخطوة بتقدم الأوضاع في العراق.
وأوضح غيتس أن التشدد اكتسب قوة هائلة من هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ومضى قائلاً "أو الهجمات التي شنها المتشددون ضد مركز التجارة العالمي عام 1993، شنت من أفغانستان وعقب مرور أربعة أعوام على مغادرة آخر جندي سوفيتي هناك."
ويشار إنها المرة الأولى التي يلمح فيها مسؤولاً من وزراء حرب العراق إلى إمكانية إجراء خفض كبير لحجم القوات الأمريكية من 169 ألف جندي إلى 100 ألف، فيما قد تعد خطوة تصالحية تجاه الديمقراطيين المناهضين للحرب والجمهوريين المتشككين الذي يضغطون من أجل خفض القوات هناك وتغير مهمة الولايات المتحدة وإنهاء الحرب، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
ويرى الديمقراطيون في التقرير الذي رفعه البيت الأبيض إلى الكونغرس الجمعة كدليل على إخفاق سياسة الحرب التي يشنها بوش.
وأظهر التقييم أن الحكومة العراقية تحرز تقدماً "ضعيفاً" تجاه من تسعة من 18 من الأهداف العسكرية والسياسية، بإحراز هدف إضافي عن تقييم العام الفائت.
وعلق زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور هاري ريد قائلاً "لطالما حاولوا جاهدين تحوير ذلك، إلا أن تقييم البيت الأبيض حول الوضع السياسي في العراق يظهر، مجدداً، عدم جدوى السياسية التصعيدية التي انتهجها الرئيس."
وأضاف "بالقطع أنها لا تبرر الاحتفاظ بـ130 ألف جندي في حرب أهلية مفتوحة فقط لأن الرئيس اختار ذلك."
وأشار أحدث تقرير للبيت الأبيض بشأن تطور الملف السياسي في العراق، إلى أنّ التقدم الذي تمّ تحقيقه فيما يتعلق بالثمانية عشر هدفا التي تمّت مطالبة الحكومة العراقية بالتوصل إلى تنفيذها ضمن صفقة تمرير موازنة الحرب، كان ضعيفا.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد