خطة "أوبلان 8044 مراجعة 5" لضرب سوريا وإيران
الجمل: برغم الموقف السوري الرسمي المطالب بالتسوية ورد الحقوق العادلة في صراع الشرق الأوسط، وبرغم مطالبة سوريا الرسمية للإدارة الأمريكية بتحمل مسؤولياتها كدولة تقدم نفسها لبقية العالم باعتبارها القوة الأعظم التي تضطلع بمهمة محاربة الشر وتوطيد دعائم الخير في العالم، فإن الإدارة الأمريكية ما تزال تمضي قدماً في مسارها المزدوج الهادف إلى توطيد دعائم المشروع الإسرائيلي في الشرقين الأوسط والأدنى، حتى لو كلف ذلك القضاء على الحلفاء قبل الأعداء والخصوم.
* نفض الغبار عن مخطط البنتاغون القديم:
تقول المعلومات الواردة اليوم على موقع تيبمو كراكر الإلكتروني الأمريكي، بأنه بعد مضي العديد من السنوات على الإنكار، فإنه ثمة وثيقة لمخطط سري أمريكي تم إعدادها وتوزيعها مطلع عام 2003م من قبل قيادة الأسلحة النووية التابعة للجيش الأمريكي.
مضمون الوثيقة السرية العسكرية الأمريكية، يتعلق بقيام أمريكا بشن ضربات نووية ضد الدول التي تسعى –بحسب الافتراض الأمريكي- إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل، ومن بين هذه الدول: سوريا، العراق (في فترة الرئيس صدام حسين)، ليبيا، وإيران.
تقول المعلومات بأن مضمون الوثيقة حصلت عليه منظمة العلماء الأمريكيين الفيدرالية. وأشارت المعلومات إضافة لذلك، بأنها قد تعرضت لبعض التعديلات بسبب التغيرات الجارية في السياسات النووية الخاصة بإدارة بوش.
أبرز التغيرات كانت بسبب تبني إدارة بوش لسياسة تنفيذ الضربات النووية ضد البلدان غير النووية، وتحديداً البلدان التي "تقتنع" الولايات المتحدة، بأنها تسعى لامتلاك الأسلحة النووية، وذلك على النحو الذي يغير ويقلب رأساً على عقب الدور الوظيفي للقدرات النووية الأمريكية، بحيث يترتب عليه أن تتحول القدرات النووية الأمريكية من دائرة الردع إلى دائرة العدوان والهجوم، على النحو الذي يتيح للإدارة الأمريكية توجيه الضربة النووية الأولى، إضافة إلى إضفاء المزيد من التعددية لخيارات استخدام القوة المتاحة أمام دوائر صنع واتخاذ القرار السياسي والأمني والعسكري والحربي الأمريكي.
وقد حاول بعض خبراء البنتاغون تمرير مضمون الوثيقة باعتباره يتماشى مع مبدأ: الازدواج الدفاعي – الهجومي، طالما أن القدرات النووية وغير النووية تعتبر ضرورية وهامة من أجل الإيفاء بمتطلبات قدرات الردع الخاصة بالقرن الحادي والعشرين.
* التبريرات الأمريكية وأصل الخطة:
علق الجنرال ريتشارد مايرز، الذي كان رئيساً لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، لمحطة سي إن إن الأمريكية قائلاً بأن مراجعة الصلاحيات النووية الأمريكية، لا يمثل خطة عملياتية في حد ذاته، وإنما تمثل هذه المراجعة وثيقة سياسية، وبرغم ذلك، فقد علق ديك تشيني قائلاً بأن مفهوم مراجعة الصلاحيات النووية هو مفهوم يمهد السبيل من أجل قيام أمريكا بتوجيه الضربات النووية الاستباقية، وأضاف تشيني قائلاً بأن ذلك يمثل الجزء القليل الظاهر على السطح.
تشير المعلومات إلى وجود وثيقة عرفت باسم "أوبلان 8044 مراجعة 3"، وهي وثيقة تمثل النسخة المجددة لخطة الأسلحة النووية، والتي كانت تعرف سابقاً باعتبارها "الخطة العملياتية المتكاملة"، والتي سبق أن قامت بوضعها القيادة العسكرية الإستراتيجية الأمريكية المسؤولة عن:
• تخطيط الأسلحة النووية.
• مذهبية الأسلحة النووية.
• الحفاظ على الأسلحة النووية.
هذا، وقد لجأت منظمة العلماء الفيدرالية إلى استخدام قانون حرية المعلومات، وإرغام السلطات الأمريكية على تزويدها بالمعلومات المتعلقة بكيفية أن خطة "أوبلان 8044 مراجعة 3" قد ترتب عليها تعديل العقيدة المذهبية الخاصة بالسياسة النووية الأمريكية، بحيث تم لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، وضع خطط لشن هجمات نووية ضد أهداف إقليمية في مناطق العالم الأخرى، تمت الإشارة إليها في وثيقة مخطط الحرب النووية الأمريكية الأساسية.
* ماذا قال المحلل سبنسر أكيرمان؟
أشار المحلل سبنسر أكيرمان بأنه ليس من السهل الإشارة من وثيقة الخطة إلى الدول الساعية إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل، والتي هي بالضرورة الدول المدرجة على قائمة أهداف الولايات المتحدة الأمريكية للضربات النووية المتوقعة. ويضيف المحلل سبنسر أكيرمان قائلاً بأن التخمينات من واقع الصور المرفقة تشير إلى: إيران، العراق، ليبيا، كوريا الشمالية، وسوريا.
ويضيف أكيرمان، بأن خطة "أوبلان 8044 مراجعة 3" قد تم تغييرها لاحقاً بإضفاء بعض "التعديلات الجديدة عليها"، وأصبحت نسختها المعدلة الجديدة تحمل اسم "أوبلان 8044 مراجعة 5"، ويقول أكيرمان بأن هذه الخطة ظلت سارية حتى شهر تموز الماضي، واقتصرت أهدافها على إيران، كوريا الشمالية، وسوريا بعد إلغاء العراق وليبيا..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد