منتدى دافوس: تركيز على الإرهاب وصمت عن حقوق الإنسان
شددت النخبة السياسية المجتمعة فى المنتدى الاقتصادي العالمي على الإرهاب كأكبر خطر للسلام الدولي، لكنها لزمت صمتا ملفتا للنظر حول الحاجة إلى ضمان عدم انتهاك حقوق الإنسان جراء تدابير مكافحة الإرهاب.
فقد صرح كلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي المجتمع فى دافوس من 23 إلى 27 يناير، أن مواجهة الإرهاب تأتى ضمن كبرى القضايا المعروضة، بجانب التغيير المناخي.
لكن واحدة من جلسات المنتدى لا تتناول مناقشة التدابير اللازمة لتحقيق التوازن بين مواجهة الإرهاب وضمان حقوق الإنسان الأساسية.
فصرحت مارى روبنسون، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان سابقا "أدرس هذه المسألة (مكافحة الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان) مع فريق من خبراء القانون البارزين من 30 دولة"، وأكدت أنها "مشكلة هامة، تتسبب فى تآكل مؤسسات سيادة القانون".
وأضافت المسئولة الدولية السابقة عن قضايا حقوق الإنسان فى تصريحاتها ل "آي بى اس"، "لم نجح فى ضمان حماية حقوق الإنسان من تدابير مكافحة الإرهاب فى بلدان مختلفة"، وأنه "لم يركز على مناقشة هذه القضية فى دافوس".
ومن ناحيتها، أكدت منظمة العفو الدول الحقوقية العالمية فى تقرير لها أن "المسماة ب "الحرب على الإرهاب" أدت إلى تآكل كافة حقوق الإنسان"، وأن "الدول تلجأ إلى ممارسات حرمها القانون الدولي منذ سنوات طويلة، بحجة الأمن القومي".
وبدوره، صرح وزير خارجية بنغلاديش افتقار احمد ل "آي بى اس" أن حكومته "لم تطلق رصاصة واحدة" فى مكافحتها للإرهاب، "فنكافحه من خلال التحول الاجتماعي وسياسات تهدف إلى التخفيف من وطأة الإرهاب".
فى المقابل، احتلت محاربة الإرهاب مكانة بارزة فى جلسات دافوس.
فصرح الرئيس الأفغاني حميد كرزاى أن "حريق الإرهاب" يؤثر على القانون والنظام وطالب المجتمع الدولي بمساعدة حكومته على هزم هذا الخطر. وأشار لاغتيال بنظير بوتو والهجمات فى أفغانستان وباكستان، وقال "الارهاب يبدو طليقا فى المنطقة".
وفيما اعتبر تنويها للرئيس الباكستاني بيرفيز مشرف الذي شاركه المنصة، وصف الإرهاب بانه "أفعى سامة.. سعى البعض بيننا إلى تغذيتها ومحاباتها..".
أما بيرفيز مشرف، الذي يحمل مسئولية عدم إغلاق معاقل طالبان فى باكستان، فقد صرح أنه يمسك بزمام الأمور فى بلده وأن الإرهاب لا يمكن محاربته بالوسائل العسكرية فحسب، لكنه لم يتعرض للوسائل السياسية والاجتماعية التى يمكن أن يتبعها.
كما اعتبر التدخل الأمريكي فى المنطقة أمرا حاسما. فقد تعرضت وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس فى خطابها إلى النواحي المختلفة لما أسمته "الأجندة الديمقراطية" التى يعمل الرئيس جورج بوش على تطبيقها فى الشرق الأوسط.
وقالت "المشكلة الرئيسة فى وجه الديمقراطية فى الشرق الأوسط ليست هي أن الناس غير مستعدة لها"، وإنما أن قوى العنف (الإرهاب) التى لا ينبغي السماح لها بأن تنتصر.
المصدر: آي بي أس
إضافة تعليق جديد