نجدت آنزور: علينا أن نوسع هامش الحرية

أكد المخرج السوري العالمي نجدت انزور ان "هناك خطأ فادح يكمن في الظن ان كل الغريبين يحملون نظرة واحدة شاملة عنا" وأضاف  "علينا ان نشرع انطلاقاً من هذا التصور في محاورة الغرب بمفهومه الأرحب وألا نقتصر على رؤية المتطرفين فيه" مشدداً على ان " الفن لا يمكن ان يكون حكراً على النخبة اذا ما كان هناك صدق وجدية في التناول والمعالجة" على حد قوله

واعتبر انزور الذي شارك في مهرجان"الغرب كما تراه وسائل الاعلام العربية" الذي جرى في روما عطلة نهاية الاسبوع ان ما جرى خلال أزمة الرسوم الدانماركية يعد جزءاً من "اساءات تتكرر بشكل يومي أو مرحلي على اساس استهداف لرموز العالم الاسلامي والعربي" لكنه تساءل " من موقعي كمواطن وكإنسان وكمثقف قبل ان أكون فناناً ومخرجاً اود ان اعرف: هل رد الفعل يختزل في احراق سفارة او في الكف عن اكل الجبن ؟ وهل هذا يكفي؟" وأردف "لقد وجدت ان هذا التصرف كان ساذجاً لا يمت للحضارة بأي صلة وبالتالي لايعكس الشخصية الحقيقية للمسلم التي نستمد نحن ايضاً خصائصها وأبعادها" وأضاف "هذا ما دفعني إلى انجاز مسلسل سقف العالم الذي لاقى نجاحاً منقطع النظير رغم تناوله لمسألة دقيقة وحساسة حيث قدمت في بداية كل حلقة من المسلسل مقولة لأحد فلاسفة ومفكري وكتاب الغرب تحمل رأيهم في الرسول الكريم" على حد قوله

ولفت المخرج السوري، الذي يقوم حالياً بتصوير مشاهد فيلمه الجديد "ظلم" الذي تدور أحداثه حول مرحلة الإستعمار الايطالي لليبيا، إلى ان "دور الفنان يمكن ان يكون توثيقياً في عملية نقل المزاج العام الاجتماعي حيال قضايا عامة ساخنة"، مستطرداً

"يجب ان يكون لنا رأي في كل شأن فنحن لسنا ناقلين فقط" واضاف "عندما يتاح للفنان هامش للحرية يعمل من خلاله فمن الممكن ان يبلور موقف ما" مضيفاً القول "نحن نستطيع ان نسيطر على هامش الحرية وتوسيعه شيئاً فشيئاً إذا استطعنا التكيف مع الواقع المعاش وتوجهات السلطةوالتوجهات العالمية بشكل أرحب وتمكنا من ايجاد موقع لنا كسوريين أولاً وكشرقيين وكعرب وكمسلمين" مشدداً "ما أبحث عنه هو الدور الريادي الذي يمكن للفنان ان يتبوأه من خلال المساهمة في تغيير المجتمع الذي يعيش فيه" حسب تعبيره

ووصف انزور الإعلام العربي في الوقت الراهن بأنه "مريض وموجه ولايمت للواقع بصلة "وكذلك الغربي لديه نفس المشكلة اذ انه"يرى من زاوية واحدة وهي غالباً ما تكون امريكية الهوى" واضاف "فعلى سبيل المثال معظم القنوات العربية تبث باللغة العربية ولايصل منها أي شئ للغرب وهذا هو حال السواد الاعظم من المطبوعات الصادرة باللغة العربية والتي لا يعلم منها في الغرب إلا قطرات من بحر". ورأى مخرج سقف العالم ان "القاسم المشترك الذي يجتمع عليه كل من المشاهد الغربي والعربي هو كونهما ضحية للمنابر الاعلامية" على حد قوله

وعن الرسالة التي يحملها الفنان على عاتقه قال نجدت انزور "إنها التقريب بين وجهات النظر فأنا اعتقد بضرورة المضي في بلورة سياسة اعلامية مختلفة على المستوى العربي" وأضاف "في الوقت الراهن لا ارى أي بصيص أمل للأسف ما عدا الجهد الفردي كما نفعل نحن والآخرون حتى من خلال المشاركة في المهرجانات والندوات والمؤتمرات والمحافل الثقافية والفنية حيث نسعى إلى انتزاع حقوق عرض اعمالنا في اوروبا والتي تجسد حقيقة أفكارنا" حسب تعبيره

وأقر انزور انه كان يطمح من خلال الاعمال التي أنجزها التأثير على المجتمع وأضاف " إذا عدنا إلى القائمة الطويلة من الأعمال التي أنجزتها فسنرى انها كانت في سوادها الاعظم ابتداءً من رجل شجاع عن رواية حنا مينه وإخوة التراب للكاتب حسن م.يوسف وصولاً إلى سقف العالم، تحمل رسالة ومشروعاً ثقافياً وفنياً احاول ان اقدم فيه جوهر الانسان العربي والمسلم بشكل مختلف عما يظهر في الغرب وأعالج فيها قضايا ساخنة ملحة في المجتمع وخاصة المحلي " وختم بالقول " هذا ينبع من شعوري بأنني احمل وطني سوريا أينما حللت فالوطنية ليست شعار بل ممارسة وهذا التعلق الحميم بأهداب الوطن يتجسد عبر تقديم مخلص وصادق للعمل الفني بكل أبعاده" على حد قوله.

المصدر: آكي