ما علاقة انقطاع شبكة الانترنيت بالصراع الإقليمي والدولي في المنطقة
الجمل: ارتبك أداء شبكة الانترنيت خلال الأيام الماضية في منطقة شرق المتوسط ومنطقة الخليج. وبهذا الخصوص نشرت وكالة «رويترز» تقريراً أشار إلى أن ثلاثة كوابل بحرية تجري معالجتها الآن بحيث يتوقع اكتمال إصلاحها بحلول عطلة نهاية الأسبوع (أي يوم أمس الأحد).
* توصيف الوقائع:
أشارت التقارير الفنية إلى أن الكوابل البحرية الثلاثة التي تم "قطعها" سيتم إصلاح اثنين منها يوم أمس الأحد والثالث ستكتمل عملية إصلاحه يوم السبت القادم. الكوابل البحرية التي تم قطعها في أعماق البحر المتوسط، وتحديداً في المنطقة الواقعة على امتداد الساحل الشمالي المصري تبين أن اثنين منها (اللذان يزودان منطقة شرق المتوسط ومنطقة الخليج) قد تم قطعهما فقط من بين كل الكوابل الموجودة. أما الكابل الثالث المقطوع أيضاً فيوجد في أعماق مياه الخليج العربي في المنطقة الساحلية الواصلة بين دبي وسلطنة عمان.
* أبرز الشكوك:
نشر موقع «زاريفيستر» المختص بتقارير خدمات الشبكة العنكبوتية تقريراً مطولاً ومفصلاُ حول حادثة الانترنيت التي وقعت الأسبوع الماضي أشار فيه إلى النقاط الآتية:
• إن عدد الكابلات التي تم قطعها هي أربعة تتوزع على الشكل التالي:
* كابلان يربطان بين الأراضي المصرية وأوروبا، وقد تم تخريبهما تحت مياه البحر المتوسط في الجزء المقابل للأراضي المصرية، وقد ترتب على ذلك انخفاض خدمات الإنترنيت بنسبة 70%.
* كابلان، الأول يربط بين جزيرة «هالول» التابعة لدولة قطر وجزيرة «داس» التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والثاني يربط بين الإمارات العربية وسلطنة عمان. وبسبب تعدد الكابلات في تلك المنطقة فإن خدمات الانترنيت تعرضت لبعض الأضرار الخفيفة.
• في بداية الأمر بررت شركة «تيليكوم» الأضرار بأنها ناتجة عن حركة السفن المكثفة في المناطق البحرية الموازية للسواحل المصرية من جراء تعدد الخطوط الملاحية وكثرة عدد السفن المارة دخولاً وخروجاً عبر قناة السويس. ولكن الرد الذي دحض هذا التفسير جاء بواسطة السلطات المصرية التي أعلنت بأن معلومات الرصد بواسطة الرادارات البحرية، وبناءً على تقارير حركة السفن المارة عبر القناة قد أكدت بنسبة 100% عدم وجود أي سفينة في منطقة انقطاع الكوابل البحرية بشكل متزامن مع لحظة انقطاع خدمات الانترنيت. بكلمات أخرى، خلال التوقيت الزمني للحظة انقطاع الانترنيت والذي هو بالضرورة لحظة انقطاع الكوابل البحرية كان الرصد الراداري البحري ورصد الأقمار الصناعية الخاصة بحركة الملاحة يشيران إلى عدم وجود أي سفينة في منطقة قطع الكوابل.
أشار تقرير «زاريفيستر» أيضاً إلى أن الأضرار التي ترتبت على عمليات قطع الكوابل كانت تنحصر في مناطق بعينها هي:
• شرق المتوسط.
• الخليج العربي، والتي امتد تأثيرها إلى باكستان وأفغانستان.
بكلمات أخرى، كما أشارت معلومات التقرير فإن هذه المناطق تتميز حالياً بـ"الخصوصية الفائقة الأهمية" في خارطة الصراع الإقليمي والدولي الجاري حالياً، الأمر الذي يؤكد حقيقة أخرى هي أن هذه المناطق قد تم "انتقائها" للاستهداف من دون سائر المناطق في العالم.
* تأكيدات الصحفي الأمريكي جاستن رايموند:
يعتبر جاستن رايموند من أبرز الكتاب الأمريكيين لجهة التصدي لفضح إدارة بوش ومخططات جماعة المحافظين الجدد وقد نشر جاستن رايموند تحليلاً حمل عنوان «لغز قاطع – الكابل: تجسس، كذب، نظريات مؤامرة – ماذا وراء إخراج الشرق الأوسط من دائرة الانترنيت؟».
يقول رايموند بأنه كان في البداية متشككاً حول قطع الكابلات التي تربط الشرق الأوسط بشبكة الانترنيت حيث سمع بذلك، بأنه سيحدث ضمن مؤامرة جماعة المحافظين الجدد الشاملة، والتي تتضمن عزل منطقة الشرق الأوسط عن العالم قبل حدوث العدوان العسكري الأمريكي، ولكن عندما تم قطع الكابلات في الشرق الأوسط والخليج العربي بدأ ريايموند يتذكر ويفهم. يشير تحليل جاستن رايموند إلى بعض النقاط أبرزها:
• إن نقطة قطع الكوابل قريبة جداً من ميناء الإسكندرية المصري وهي واقفة تماماً تحت دائرة الرصد المصري.
• إن المناطق المتضررة حصراً في منطقة الخليج العربي هي الكويت وباكستان، أما إيران فلم تتضرر الأمر الذي يشير إلى أن باكستان قد تكون هي الهدف خاصة وأن هناك الكثير من الأقاويل التي تشير إلى أن الأمريكيين ومعهم الإسرائيليون يعدون العدة لتجريد باكستان من قدراتها النووية قبل وقوعها في أيدي المتطرفين.
• إن عملية قطع الكابلات بهذه الطريقة لا يمكن أن تتوفر لجهة عادية، لجهة الانتقاء وإمكانيات وقدرات النفاذ إلى الأعماق البحرية واختيار كوابل بعينها دون غيرها من الكوابل.
• تقول بعض النظريات إن عمليات استهداف الكوابل تتم ضمن ما يطلق عليه تسمية "العمليات السرية" وتهدف إلى:
* عزل مناطق بعينها عن أخرى.
* قطع الاتصال بين طرفين أو أكثر.
* محاولة القيام بوضع أجهزة تجسس وتنصت.
* في حالة تعدد الكوابل يتم قطع بعضها سراً، من أجل حصر الحركة ضمن كوابل أخرى ثم وضعها تحت السيطرة أو إخضاعها لعمليات التجسس والتصنت.
• أشارت المعلومات والتسريبات إلى أن سفينة التجسس البحرية الأمريكية التي تحمل اسم «جيمي كارتر» تبحر في مكان غير محدد حالياً وهناك تكتم كبير على نقطة تواجدها الحالية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد