عندما طبع نديم محمد آلامه
آلام نديم محمد لم أعلم كيف طبعت وإنما رأيتها توزع باليد , الشاعر محمد كامل صالح , ابن الشاعرة العالمة فتاة غسان أخت بدوي الجبل مثلاً يدخل كما رأيته مقهى الهافانا من يعرف من المهتمين بالشعر يعرف نديم محمد أو يسمع به ولم يعرفه بعد.
الشاعر محمد كامل صالح كان يجعل نسخة من آلام نديم محمد في يديّ أمثال هؤلاء. أحدهم قاعداً على كرسي في الهافانا أو ما زال واقفاً الى جانب قاعد. ينظر جهة (سليم) يقول (بانجو) ليخرج قبل أن يدركه سليم بمثل قوله نعم? ماذا تريد أن تشرب?
آخرون من المتحمسين لآلام نديم محمد مسكوها بالتوزيع من مقهى الحجاز الى بوابة الصالحية مجال الوسط الثقافي لمدينة دمشق تلك الأيام!
في المكتبات أو ماعرف بعد بالأكشاك لبيع الصحف والمجلات ومطبوعات المسائل الساخنة في السياسة والثقافة أيضاً كما صارت تسمى الحركة الأدبية واسم أو صفة ( الكاتب) أخذت مكان الأديب أنا استطلع واجهاتها. أو انحشر بين الذين يقرؤون عناوين الصحف المعلقة في صدورها في طريقي الى الدوام في جريدة الوحدة في دخلة الى جانب السبع بحرات وإما الى الهافاناأو الى ملاقاة الشاعر أمين نخلة ينزل في أحدث فنادق دمشق لأيام يحضر في أماسيها ندوات مختلطة. يشتف القهوة من فناجين المأخوذات بشعره من مثل( في الأشرفية يوم جئت وجئتها/ نفسي على شفتيك قد جمعتها)! أو هنّ كما رأيت, والمجالس أمانات, يتداولن فنجان قهوته. لا تمهل إحداهن الأخرى, إلا ريثما أن يعاد إليه. لترشف صاحبة الدور , موضع ما رشفت شفتاه الشاعرتان!
وفي كل ذلك فما وقعت عيناي في ذلك اليوم على نسخة لديوان آلام نديم محمد بما يصدق توزيعه في دمشق باليد حمل منه شيئا على الأقل الى طرطوس ,محافظة اللاذقية أم لم يبق ما يحمل! آلام نديم محمد ان لم تكن مفاجأة بظهورها فقد كانت المفاجأة في مغايرة ظهورها إذ بينا كان الذين يسمعون بنديم محمد وينتظرونه , هامة اليوم او غد بمرضه لا:( فالج لا تعالج) فحسب بل بداء الريّه أول ما سمع بين الناس في ثلاثينيات القرن العشرين مستقويا على كل علاج سواء وضع في مصحة ابن النفيس حيث الهواء النقي والجو النظيف والماء السلسل أو نقل الى مصحة جبل لبنان تحت إشراف الأطباء الذين اشتهروا بمعالجة هذا المرض القاتل على اللس الفالج لا تعالج أشهر ما كان بتعطيل الاطراف أما داء السل اسمه الاشهر بين العامة الفالج يعطل اطراف الجسم أما داء الريّة يارب تجير فإنه يصيب مبدأ الحياة بحيث تكون النهاية مئة بالمئة مضمونة ماعدا في نديم محمد فقد جاءت مغايرة تقرأ شعراً في جوهرها ومعاناتها. نديم محمد هل هو طائر النار يوزع ديوان شعر بعنوان آلام هذه المرّة!
الدكتور محمد الفاضل رئيس الجامعة على ماصار يلمّ بمقهى الهافانا بما هو مركز النشاط الثقافي لا ملتقى ابناء المحافظات في قول سعيد الجزائري فحسب بل هو ملتقى شعراء وأدباء ذلك الحين من لبنان, العراق, مصر ومن كل قطر عربي يريد ان يعرف بشعر وأدب لا يتحقق له ذلك بدون نزول في دمشق وقعود في مقهى الهافانا يسمع ويسمع منه الشخصيات اللبنانية المعروفة بأي نشاط وبأي مركز يأتون الى الشام يقعدون بالطربوش ليشرب احدهم نفس أركيلة في مقهى الهافانا!
الدكتور محمد الفاضل رئيس الجامعة أكثر ماكان يأتي بين العصر والمغرب ولكنه هذه المرة أول مايدخل مقهى الهافانا من باب المصطبتين أو المسكبتين الادنيين كما سميتها سابقا تشبيهاً بمساكب البقدونس والنعناع والطرخون في الغوطة!
الدكتور محمد الفاضل يضع من يده أو يخرج من كمّه في التعبير التراثي نسخة من آلام نديم محمد الدكتور محمد الفاضل على ماقرأ آلام فرتر بخط يده أعني قراءة آلام فرتر بلغتها الأم ينظر في عيون القاعدين حول تلك الطاولة?
يوسف المحمود
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد