جديد حملة الذرائع الإسرائيلية ضد سورية

الجمل: تضغط الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها إسرائيل باتجاه تحريك حملة بناء الذرائع المتعلقة بوجود برنامج نووي سوري بما يؤدي إلى إكسابها طابعاً عملياً ومؤسساتياً ودولياً.
* التحرك الأمريكي الجديد:
نشرت وكالة يونايتيد برس الأمريكية تقريراً إخبارياً حمل عنوان «الولايات المتحدة تطلب من الأمم المتحدة البحث في الصواريخ السورية»، وأشار التقرير إلى الآتي:
• طلبت الولايات المتحدة من مفتشي الأمم المتحدة توسيع نطاق بحثهم عن المنشآت النووية السورية.
• لمحت الولايات المتحدة إلى احتمالات أن يكون لسوريا برنامج أوسع مما هو متوقع.
• حدد المسؤولون الأمريكيون وجود ثلاثة مواقع وقدموا المعلومات لوكالة الطاقة الذرية العالمية.
• ترغب الولايات المتحدة التأكد من حقيقة طبيعة المبنى الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية صبيحة 6 أيلول 2007م.
• نفت سوريا وجود أي برنامج نووي لديها.
• أخبر ميشيل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية صحيفة الواشنطن بوست بأن اهتمام أجهزة المخابرات الأمريكية بالطموحات النووية السورية قد تزايدت وتعمقت منذ الغارة الإسرائيلية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن وكالة الطاقة الذرية العالمية قد تقوم بإجراء تفتيش للتحقق من مزاعم تل أبيب – واشنطن المتعلقة بملف البرنامج النووي السوري المفترض.
* ماذا تقول التسريبات الإسرائيلية:
نشر موقع دبكة الإلكتروني الإسرائيلي بعض التسريبات نقلاً عن المصادر الأمريكية التي أشارت إلى النقاط الآتية:
• حدد المسؤولون الأمريكيون وجود ثلاثة مواقع داخل سوريا باعتبارها مواقع محتملة للأنشطة النووية السورية.
• أبدت واشنطن عدم رضاها عن المحادثات السورية – الإسرائيلية الجارية وطالبت بالمزيد من الضغط على سوريا.
• أشارت بعض المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى وجود ثلاثة مواقع نووية ترتبط بعضها ببعض وهي: المفاعل النووي الكوري الشمالي، منشأتان نوويتان من أجل التزود بالوقود النووي ومعالجة هذا الوقود لاستخلاص البلوتونيوم.
• زعمت المصادر الإسرائيلية بأن دمشق كانت قريبة من إكمال برنامج تسلح يستخدم البلوتونيوم بدلاً من اليورانيوم المخصب.
* الحلقة الجديدة في المزاعم الإسرائيلية:
برزت بعض التسريبات الإسرائيلية الجديدة التي حاولت استخدام الاتفاقيات العسكرية السورية – الإيرانية من أجل الربط بين برامج التسلح السوري وبرامج التسلح الإيراني، وهذه المرة ليس على أساس اعتبارات تبادل المنافع والعتاد وغيرها وإنما على أساس الربط الميداني العملياتي، وبهذا الخصوص أشار التسريب الإسرائيلي إلى النقاط الآتية:
• أنشأ الحرس الثوري الإيراني قيادة صاروخية منفصلة تنضوي تحتها القوة الصاروخية السورية بحيث تتكامل معها.
• القيادة المشتركة تم تشكيلها مؤخراً بناء على الاتفاق الموقع عليه بواسطة وزير الدفاع السوري.
• الاندماج العلمياتي الصاروخي السوري – الإيراني سيشكل خطراً استراتيجياً رئيسياً للدولة اليهودية.
وأشار التسريب الإسرائيلي إلى أن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري تحدث قائلاً بأن هناك قيادة مستقلة جديدة يمكن إنشاؤها من أجل تقوية بنية وأنشطة القسم الصاروخي.
وأكد التسريب الإسرائيلي على أن القوات الإسرائيلية تعمل بجهد إضافي من أجل إكمال إنشاء بطارية صواريخ أرو الثالثة التي يهدف الإسرائيليون إلى نشرها شمال إسرائيل من أجل أن تعمل كدرع صاروخي وقائي ضد الصواريخ البالستية السورية – الإيرانية وصواريخ حزب الله.
خلال الفترة الممتدة من عدوان تموز ضد لبنان 2006م وحتى الأسابيع الماضية كانت التحليلات الإسرائيلية المتعلقة بأمن الحدود الشمالية الإسرائيلية تركز على وجود ثلاثة مناطق تمثل تهديداً مباشراً للأمن الإسرائيلي، وهي: سوريا، إيران، وجنوب لبنان حيث يتمركز حزب الله. وكان التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي يسقط هذه التهديدات على أساس اعتبارات وجود ثلاثة مسارح عملياتية محتملة يتوجب إعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهتها. ولكن على ضوء المزاعم الإسرائيلية الجديدة القائلة بوجود قيادة عسكرية صاروخية موحدة متكاملة سورية – إيرانية وعلى خلفية الزعم بأن بطارية الصواريخ أرو الثالثة للدفاع الصاروخي التي سيتم نشرها شمال إسرائيل لاعتراض الصواريخ السورية – الإيرانية – وصواريخ حزب الله، فإن من الممكن أن نستنتج بوضوح أن هذه المزاعم تشير إلى تحول جديد في مذهبية المسرح العسكري لدى الإسرائيليين وعلينا أن نتوقع بأن ثمة احتمالات بأن خطة العدوان الإسرائيلي القادم ستركز على الدخول في مغامرة خوض مواجهة واسعة يتم فيها دمج المسارح الثلاثة: السوري – الإسرائيلي – اللبناني ضمن مسرح واحد وهو أمر لن تستطيع إسرائيل القيام به إلا بالمشاركة الأمريكية الفعلية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة