تأبين المفكر شاكر الفحام في مكتبة الأسد
أقيم مساء أمس في مكتبة الأسد بدمشق لقاء تأبين بمناسبة أربعينية المفكر العربي شاكر الفحام، وحضر إلى جانب آل الفقيد جمع من أصدقائه وطلابه ومعارفه وسياسيون شغل الفحام بعض مناصبهم سابقا قبل أن يتفرغ لرئاسة مجمع اللغة العربية بدمشق لحين وفاته.
ولد الفحام في مدينة حمص عام 1922 ورحل في 28 يونيو/ حزيران 2008، مخلفا مؤلفات هامة في الدراسات اللغوية التي شكلت محور اهتمامه، فلم تشغله المناصب السياسية التي تسلمها سفيرا ووزيرا للتعليم العالي ووزيرا للتربية عن عشقه للغة الضاد، وعرف عنه عمله الدؤوب لإعادة مجدها.
وقام الفحام بدور بارز في حركة التعريب في الجزائر بعد استقلالها عندما شغل منصب سفير سوريا فيها بين العامين 1964 و1968م، وأصبح المشاور المعتمد في شؤون حركة التعريب في الجزائر.
وعن تلك المرحلة قال نائب رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق الدكتور مروان محاسني في كلمته إن "الفحام سفير للتعريب، فهو لم يكتف بممارسة عمله الدبلوماسي".
وفي السياق ألقيت في كلمة أرسلها للمناسبة وزير الخارجية السابق للجزائر الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي تحدث فيها عن مشاركة الفحام في بناء الجزائر الحديثة في التربية والتعليم.
وتطرق الإبراهيمي في كلمته لاستقدام الفحام خيرة الأساتذة والمعلمين السوريين للتعليم في الجزائر، وأشاد بإقناعه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بصرف رواتب المعلمين السوريين المنتدبين للتعليم في الجزائر، إضافة لما يتقاضونه لقاء تدريسهم في الجزائر.
وقال وزير التعليم العالي غياث بركات في كلمته إن للفحام نتاجا فكريا هاما شمل المقالات والمصنفات وتحقيق تراجم بارزة لابن عساكر كما قام بتحقيق المخطوطات الهامة في مكتبة الظاهرية كالكوكبيات إضافة للكتب ومنها كتاب الدلائل في غريب الحديث.
وأضاف "إلا أن ميله إلى التراث الشعري كان واضحا، ولعل ذلك يبرز في كتابيه حول الشاعرين الفرزدق وبشار بن برد".
عرف عن الفحام تفاؤله الشديد بمستقبل اللغة العربية، وتحدثت زوجته مديحة العنبري عن إيمانه بقدرة العربية على مواكبة العصر، الذي كان سببا لدعوته بإعادة بعثها.
وقالت ابنته الدكتورة ديما إن عائلته قدمت مكتبته الخاصة هدية لمكتبة الأسد ولروادها من طلبة العلم، مضيفة "فوالدي كان يستضيف طلابه في منزلنا ويناديهم بأولادي ويزودهم بما يحتاجونه من مكتبته الخاصة".
يذكر أن الدكتور شاكر الفحام نال الإجازة الجامعية في اللغة العربية في جامعة القاهرة عام 1946، ثم الدكتوراه في الجامعة نفسها عام 1963، وشغل منصب المدير العام لهيئة الموسوعة العربية الكبرى، وكان عضوا في مختلف المجامع والهيئات والمجالس المعنية باللغة العربية.
نغم ناصر
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد