الصراع على زعامة إسرائيل وصعود نجم موفاز
الجمل: شهدت تداعيات ما بعد تنحي أولمرت وصعود صيغة جديدة لتوازن القوى في الساحة السياسية الإسرائيلية حيث تشهد كواليس تل أبيب الخلفية المزيد من التفاهمات والمساومات لجهة الاستعداد لخيارات ما بعد أولمرت.
* المشهد السياسي الإسرائيلي: ماذا وراء الكواليس؟
تقول التسريبات بأن تحالف باراك – ليفني قد أصبح على وشك أن يكون حلماً متبدداً وذلك بسبب ضغوط المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي ترى أن المخرج الحقيقي لأزمة السياسة الإسرائيلية هو تحالف الجنرالين: باراك وموفاز. وذلك بدلاً عن تسيبي ليفني التي من الممكن أن يؤدي صعودها إلى نشوء تحالف الليكود –يمين كاديما- مع يمين العمل، بما قد يترتب عليه صعود شبح بنيامين نتينياهو العدو اللدود لتيار حزب العمل الإسرائيلي الذي ظل يتحين هذه الفرصة ليس لإضعاف حزب العمل فقط، وإنما من أجل تأديب عناصر كاديما التي شقت عصا الطاعة على نتينياهو وخرجت عن مظلة الليكود.
* صراع ليفني – موفاز: إلى أين يمضي كاديما؟
تحدثت استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي خلال الفترة الماضية عن صعود شعبية وزيرة الخارجية تسيبي ليفني داخل كاديما والشارع الإسرائيلي، ولكن لاحقاً وتحديداً في اليومين الماضيين برزت ظاهرة صعود شعبية الجنرال شاؤول موفاز داخل كاديما وفي أوساط الرأي العام الإسرائيلي وتشير التحليلات إلى أن العوامل التي دفعت باتجاه تعديل توازن القوى بين ليفني وموفاز تتمثل في الآتي:
• عوامل هيكلية – بنائية: وترتبط بالقوام المؤسساتي الإسرائيلي التي تأتي في مقدمتها:
- المؤسسة العسكرية الإسرائيلية: أكثر ميلاً لجنرالاتها السابقين وعلى وجه الخصوص الجنرال باراك الذي يمثل جناح الحمائم (المدرسة الاستراتيجية) والجنرال شاؤول موفاز الذي يمثل جناح الصقور (المدرسة التكتيكية).
- المؤسسة الدينية الإسرائيلية: أكثر نفوراً من فكرة انتخاب تسيبي ليفني لمنصب رئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب الخلفيات الذكورية التوراتية إزاء المرأة عموماً، إضافةً إلى أن ليفني قد دخلت في عداوات كثيرة مع زعماء المؤسسة الدينية الإسرائيلية.
- مؤسسة اللوبي الإسرائيلي: وتتمثل في المنظمات والجمعيات اليهودية العالمية وعلى وجه الخصوص منظمات اللوبي الإسرائيلي المنتشرة في أمريكا. إضافةً إلى سيطرة النزعة الليكودية على هذه المنظمات بما جعلها أقرب إلى المؤسسة الدينية الإسرائيلية وحزب الليكود.
• عوامل قيمية – إدراكية: وتتمثل في معايير ضبط الرأي العام الإسرائيلي التي تتضمن ما يلي:
- تأثيرات الماكينة الإعلامية الإسرائيلية.التعبئة النفسية الإسرائيلية واحتقاناتها المزمنة السلبية إزاء القضايا والملفات الإقليمية والدولية.
- التنميط السلبي إزاء الآخر وسيادة الموديل النمطي التقليدي الذي ينظر إلى الليكود باعتباره إله الحرب، وإلى العمل باعتباره إله السلام.
• عوامل تفاعلية – سلوكية: وتتمثل في المواقف إزاء التعامل مع الملفات السور ي واللبناني والفلسطيني والإيراني إضافةً إلى السياسة الداخلية الإسرائيلية وعادةً ما تبرز المواقف المختلفة والانقسامات في أوساط الإسرائيليين كلما اتخذت الحكومة الإسرائيلية موقفاً محدداً إزاء أحد هذه الملفات. هذا وقد لعبت عوامل مثل خطة فك الارتباط وحرب صيف العام 2006م والمحادثات السورية – الإسرائيلية الأخيرة دوراً كبيراً في تعبئة محفزات توجيه وإعادة توجيه الرأي العام الإسرائيلي إزاء الخيارات السياسية التي تقوم بتسويقها القوى السياسية الإسرائيلية.
* صراع ليفني – موفاز وانقلاب باراك: إلى أين؟
حتى وقت قريب كانت استطلاعات الرأي داخل كاديما تقول بأن 35% من عضوية الحزب يؤيدون تسيبي ليفني و25% يؤيدون الجنرال موفاز وتقول المعلومات والتسريبات الأخيرة بأن موفاز استطاع أن يعزز موقعه بقدر أكبر داخل كاديما وبهذا الخصوص نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تقريراً أشار إلى النقاط الآتية:
• حصل الجنرال موفاز خلال الفترة الماضية على تأييد ودعم زئيف بويم ورورتي تيروش وهما من زعماء كاديما المؤثرين.
• أصبح جاكوب إيديري زعيم كاديما عن منطقة الثقب على وشك تقديم الدعم والمساندة لشاؤول موفاز.
• روهاما إفراهام باليلا زعيمة كاديما يتوقع أن تقدم خلال الأيام القليلة القادمة التأييد والمساندة للجنرال موفاز .
• يمارس موفاز المزيد من الضغط على كبار حلفاء ليفني داخل كاديما وذلك لاقتناعهم بالاكتفاء بمجرد الوقوف إلى جانب ليفني ومراعاة عدم ممارسة الضغوط على أنصارهم وقواعدهم داخل الحزب باتجاه دعم ليفني، وتقول التسريبات بأن تزاحي هانيغبي أحد أبرز زعماء كاديما الموالين لتسيبي ليفني قد وافق على ذلك.
تقول المعلومات والتسريبات بأن الجنرال إيهود باراك قد ظل يواجه ضغوطاً مكثفة بواسطة جنرالات المؤسسة العسكرية لجهة التنسيق مع موفاز طالما أن الأخير يوافق من حيث المبدأ على استمرار محادثات السلام مع السوريين من جهة ومن الجهة الأخرى استهداف إيران وحزب الله والفلسطينيين.
إضافةً لذلك، تزايدت خلال الفترة السابقة الضغوط على باراك من جانب زعماء اللوبي الإسرائيلي الذين يفضلون صعود موفاز طالما أن من غير الممكن صعود نتينياهو وتقول المعلومات بأن مصدر فزع باراك الحقيقي يتمثل في:
• صعود شعبية نتنياهو.
• تزايد نفوذ وتأثيرات الجناح اليميني داخل حزب العمل والرافض لفكرة التحالف مع كاديما إذا تولت ليفني زعامة الحزب.
سيظهر في الأيام القادمة الموقف النهائي للجنرال باراك زعيم حزب العمل خاصةُ إذا نجحت حملة الجنرال موفاز في استقطاب زعماء كاديما المؤثرين
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد