في خبر "الحياة" وزارة التربية تتراجع مذعورة أمام رجال الدين

08-07-2006

في خبر "الحياة" وزارة التربية تتراجع مذعورة أمام رجال الدين

ابراهيم حميدي : علمت «الحياة» امس ان السلطات السورية قررت التراجع عن خطة وزارة التربية الغاء التعليم في المعاهد الشرعية الدينية، بعد «وساطات» من شيوخ وعلماء دين سوريين والبدء باعداد بيان يتهم الوزارة بوضع «خطة تآمرية» للقضاء على التعليم الشرعي ودفع الطلاب الى «بؤر الفساد الاخلاقي» في المدارس المختلطة بين الذكور والاناث.

وقال احد رجال الدين البارزين امس ان لقاء عقد اخيرا بين الرئيس بشار الاسد وعدد من رجال الدين بينهم المفتي احمد حسون والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي والشيخ اسامة الرفاعي اسفر عن حل الموضوع والعودة الى المنهاج الموحد تحت اشراف الحكومة. واوضح ان «القيادة مهتمة بالخط الشرعي وضرورة ان تكون هذه المعاهد تحت رقابة وزارة الاوقاف افضل من ان تكون في الاقبية والسر»، قبل ان يشير الى ان تعميما مناقضا سيصدر في غضون ايام لـ «اعادة الامور الى نصابها».

وبدأت القصة قبل اسابيع لدى توزيع وزير الاوقاف زياد الدين الايوبي تعميما يطلب فيه من «مديري الثانويات والمعاهد الشرعية والحوزات العلمية التوقف عن تسجيل الطلاب والطالبات في الصف السابع للعام الدراسي 2006 -2007»، علماً ان عدد الثانويات والمعاهد الشرعية يبلغ 35 معهداً ومدرسة مرخصة من قبل الحكومة. واوضح النائب محمد حبش ان القرار استند الى قانون صدر عام 2002 لتمديد مرحلة التعليم الاساسي من الصف الاول الى التاسع وتأجيل الكتب الاختصاصية الى المرحلة الثانوية بهدف تطوير التعليم.

لكن «التعميم» ادى الى ردة فعل قوية من عدد كبير من رجال الدين، فبدأوا بتوزيع رسالة لجمع تواقيع في عدد من المدن السورية لتسليمها الى الرئيس الاسد، جاء في مسودتها انه «من الممكن تنفيذ خطة وزارة التربية من دون الغاء مقررات الدراسة الشرعية»، قبل ان يتهم الموقعون الوزارة بأنها تعد لـ «خطة مرسومة لتجفيف روافد الثانويات ثم القضاء عليها».

وكان بين الموقعين الدكتور البوطي وصلاح كفتارو، نجل المفتي الراحل احمد كفتارو، ووزير الاوقاف السابق محمد الخطيب والشيوخ صادق حبنكة وعبد الرزاق الحلبي ومحمد كريم راجح ووهبي الزحيلي واسامة وسارية الرفاعي. واوضح احد الموقعين ان عددهم وصل الى اكثر من مئة شيخ سوري و «ان الجميع اتفق على عدم وجود اي حاجة الى الاستمرار به بعد حل الموضوع».

وكانت الرسالة، وهي الاولى من نوعها، انتقدت المدارس المختلطة، وجاء فيها: «من المعلوم أن معظم المدارس الابتدائية وما كان يسمى بالإعدادي في الأرياف وضواحي المدن مدارس مختلطة، وكانت الأسر المحافظة المقيمة في تلك الأماكن تفر بأولادها من آفات الاختلاط وآثاره الشائنة إلى الثانويات أو المعاهد الشرعية بدءاً من المرحلة الإعدادية، لكن الخطة التآمرية ترمي اليوم إلى سد هذا السبيل في وجوه الأسر، وإنما الأداة إلى ذلك إلغاء المرحلة الإعدادية من المعاهد والثانويات الشرعية. وهكذا تجبر هذه الأسر على زج أولادها في بؤر الفساد الأخلاقي والجنوح إلى الموبقات، ولعل واقع المخدرات من أهونها»، قبل ان يشير الموقعون الى ان «الحوزات الشيعية ماضية في تجاهل هذا التعميم ومصرة على عدم الاستجابة له، ومدارس الشويفات (الخاصة) تضيف إلى منهاج المرحلة الأساسية ما تشاؤه من الزيادات في الساعات والمقررات، والمدارس التبشيرية الأجنبية (الاميركية والفرنسية والباكستانية) ماضية في مناهجها الخاصة بها وأساليبها التربوية من دون أي معارضة».

وقوبلت الرسالة بانتقادات لاذعة من عدد من الكتاب السوريين، وكتب نبيل صالح: «مثلما يتهم شيوخنا الأجلاء وزارة التربية بالتآمر على التعليم الشرعي، نتهمهم بدورنا بالتآمر على تحديث التعليم في سورية ومحاولة العودة به إلى العهود العثمانية».

 

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...