الأسد: حماس مستعدة للتهدئة ودعمنا لها "سياسي"
c
وقال الأسد، إن بلاده قد تلعب دوراً على هذا الصعيد مع حماس، إذا تمكنت باريس من إقناع إسرائيل بتسوية توقف المعارك وتعيد فتح المعابر، وقال إن المعارك الحالية في غزة تزيد من التطرف في المنطقة، متمنياً عدم اندلاع حرب جديدة، وأن تتدخل الإدارة الأمريكية الجديدة لدفع عملية السلام بجدية.
وقال الأسد إن حركة حماس كانت ومازالت مستعدة لعقد الاتفاق، غير أنه أشار إلى أن الوقائع على الأرض قد تبدلت، ما يدفع بالتالي إلى البحث في شروط جديدة للاتفاق المنشود، تخرجه من الدائرة المفرغة التي يدور فيها منذ سنوات من خلال إعلان وقف إطلاق النار ثم التورط في مواجهات جديدة بشكل متواصل.
وحصر الرئيس الأسد الدعم الذي تقدمه بلاده لحماس في الإطار "السياسي" عبر تأييد قضيتهم مضيفاً إن الحركة حالياً: "تتعرض لعدوان،" وهي في موقع "الرد" عليه.
وأضاف: "نحن ندعم قضيتهم وندعم الدولة الفلسطينية المستقلة، وكذلك نؤيد قضيتهم بالدفاع عن أنفسهم."
وانتقد الأسد تصنيف الولايات المتحدة وبعض العواصم الغربية لحركة حماس على أنها "منظمة إرهابية" متسائلاً عن كيفية إطلاق وصف من هذا النوع على تنظيم "انتصر بانتخابات ديمقراطية" في إشارة إلى الانتخابات الفلسطينية البرلمانية الأخيرة، والتي حازت حماس فيها على أكثرية المقاعد.
وتابع الأسد بالقول: "كيف يمكن أن يكون هناك مجموعة إرهابية منتخبة ديمقراطياً؟ يجب مراجعة هذا الموقف المتناقض، لأنه يعني أن جميع أولئك الناس (الذين صوتوا لحماس) إرهابيون."
وقلل الأسد أهمية التأثير السياسي لإقامة الكثير من قادة حركة حماس في دمشق، مشيراً إلى أن "جذور" الحركة موجودة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى القيادة "الاستماع" لتلك الجذور.
ولدى سؤاله عن تأثير الصور المروعة من أحداث غزة عليه أعرب الأسد عن أسفه لصور الضحايا وأعداد القتلى، إلا أنه توقع بأن يتجاوز الأمر ذلك في المستقبل لدى الذين فقدوا أقاربهم وعائلاتهم ليصل إلى ردود فعل عنيفة.
وتوقع الأسد بأن تتسبب أعمال العنف الحالية في غزة بازدياد التطرف والعنف المضاد قائلا: "يمكن رؤية انعكاس الأمر على الأطفال الذين يرون القتل الذي يحصل في غزة، ويعرفون بأن إسرائيل هي المتسببة به، وهذا كله سيتراكم، ويوماً ما سينفجر."
وكشف الأسد أنه توافق مع نظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، خلال زيارة الأخير إلى دمشق، على مجموعة من النقاط المتعلقة بالوضع في غزة، بينها وقف الهجوم الإسرائيلي وسحب تل أبيب لقواتها من غزة، ورفع الحصار الذي وصفه الرئيس السوري بأنه "موت بطيء."
وأضاف أن هذه النقاط وضعت بشكل حزمة سينقلها ساركوزي إلى إسرائيل، بينما سيتولى هو إقناع حماس بها، فشرح قائلاً: "إذا وافق الإسرائيليون على هذه النقاط، فلدينا ما يمكننا القيام به مع حركة حماس،"
وشكك الأسد في ما تقوله إسرائيل حول قيام الفصائل الفلسطينية بخرق التهدئة خلال الأشهر الست الماضية، وذلك من خلال الإشارة إلى أن تلك الفترة شهدت قتل أكثر من 40 فلسطينياً، دون سقوط إسرائيلي واحد على حد تعبيره.
وحول موقفه من الرئيس الأمريكي المقبل، باراك أوباما، قال الأسد: "لن أبعث برسائل إلى الرئيس الجديد إلا بعد أن اقابله شخصياً، لكنني سأتحدث عن الآمال عوض إرسال الرسائل، وفي هذا الإطار، فأنا أتمنى ألا يكون هناك حرب أخرى في المنطقة، وأن تتدخل الإدارة المقبلة بعملية السلام بجدية."
وأردف الأسد بالإعراب عن أمله بأن تكون الإدارة الأمريكية المقبلة "مستعدة للاستماع" للآراء الأخرى، وقادرة على تعزيز صلاتها بسائر العالم، وعلى رؤية الحقائق كما هي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد