المقاومة توقف إطلاق النار وتمهل إسرائيل أسبوعا للانسحاب
أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عصر اليوم وقف إطلاق النار وأمهلت إسرائيل أسبوعا لسحب قواتها من قطاع غزة وذلك بعد ساعات من إعلان إسرائيل وقفا أحاديا لإطلاق النار بدأ في الساعة الثانية بتوقيت غزة منتصف الليلة الماضية بتوقيت غرينتش.
ونقلت وكالة رويترز عن أيمن طه القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحركة أعلنت وقفا فوريا لإطلاق النار من جانب نشطائها والفصائل المتحالفة معها، بينما أعلن ناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي أن الفصائل وافقت على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع ليتم فتح المعابر أمام الحالات الإنسانية والإغاثية.
وفي وقت لاحق قرأ القيادي بحماس موسى أبو مرزوق بيانا تؤكد فيها فصائل المقاومة أن إسرائيل فشلت في فرض شروطها على المقاومة التي قررت بدورها وقف إطلاق النار مع استعدادها للتنسيق مع كل الجهود خاصة المصرية والتركية والسورية والقطرية بما يلبي مطالب الشعب الفلسطيني ويضمن فتح كل المعابر وخاصة معبر رفح.
وجاء ذلك بعد ساعات شهدت إطلاق المقاومة عشرة صواريخ محلية الصنع على جنوب إسرائيل ردا على استمرار الاعتداءات الإسرائيلية رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الوزراء إيهود أولمرت الليلة الماضية.
واستهدفت ستة صواريخ فلسطينية محلية الصنع منطقة سديروت جنوب إسرائيل حيث سمع دوي انفجارين في المنطقة دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات.
وردت إسرائيل على الفور بمهاجمة ما قالت إنها منصات لإطلاق الصواريخ في غزة، حيث قامت طائرات إسرائيلية بتنفيذ غارات وهمية فوق غزة كما أطلقت نيرانها على مناطق مفتوحة في القطاع.
لكن المقاومة عادت وأطلقت أربعة صواريخ أخرى فيما بدا محاولة للتأكيد على أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق هدفها الرئيسي من العدوان والمتمثل في إنهاء إطلاق هذه الصواريخ، علما بأن الأيام الـ22 للعدوان شهدت إطلاق أكثر من سبعمائة صاروخ من قطاع غزة.
كما شهد صباح اليوم تبادلا لإطلاق النار بين قوات إسرائيلية وعدد من رجال المقاومة الفلسطينية استمر لفترة وجيزة في شمال قطاع غزة.
وواصلت الطائرات الإسرائيلية التحليق طوال الساعات الماضية في أجواء قطاع غزة فيما رابطت آليات الاحتلال في المحاور الرئيسية بالقطاع.
في الوقت نفسه، استشهد مواطن فلسطيني بنيران قوات الاحتلال ظهر اليوم بينما كان في مزرعته ببلدة خزاعة شرق خان يونس وهو أول شهيد يسقط منذ إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد.
لكن عدد الشهداء الفلسطينيين الذي استقر أمس في اليوم الـ22 للعدوان عند 1203 شهداء يبدو مرشحا لزيادة كبيرة حيث استفادت فرق الإسعاف والطوارئ من حالة الهدوء الحذر لتتمكن من انتشال ما يقرب من مائة جثة لشهداء سقط معظمهم في مناطق حدودية وكان من الصعب الوصول إليهم بسبب وجود آليات قوات الاحتلال.
وقال معاوية حسنين المدير العام للإسعاف والطوارئ إن عدد الشهداء وصل إلى نحو 1300 من بينهم 417 طفلا و108 نساء و120 من كبار السن إلى جانب 14 مسعفا وأربعة صحفيين فضلا عن خمسة أجانب، بينما بلغ عدد المصابين نحو 5320.
وتُوقع زيادة أخرى في عدد الشهداء نظراً لوجود أماكن عديدة لم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها فضلا عن حجم الدمار الهائل فيها.
وأكدت شهادات كثيرة من الأهالي عن تعمد قوات الاحتلال هدم العديد من المنازل فوق رؤوس سكانها قبل الانسحاب من المنطقة.
وقال مسعفون شاركوا في انتشال الجثث إنهم رأوا مشاهد "تقشعر لها الأبدان" وإن أغلب الجثث بدت مقطعة إلى أشلاء وتظهر عليها بداية علامات التحلل وتنبعث من تلك المناطق روائح كريهة.
وأشار المسعفون إلى أن غالبية الجثث التي عثر عليها كانت لأطفال ونساء مكثوا في بيوتهم مع بداية القصف، مؤكدين أنه يتم دفن الجثث التي يتم العثور عليها مباشرة ولا يتم نقلها إلى المستشفيات نظرا لوضعها ووصولها إلى درجة من التحلل، قائلين إن تحديد هويات القتلى يرجع إلى ذويهم الذين يتعرفون عليهم.
في المقابل، اعترفت إسرائيل فقط بمقتل 13 شخصا بينهم عشرة جنود بالإضافة إلى إصابة أكثر من مائتين آخرين.
وأكدت مصادر فلسطينية أن الآليات الإسرائيلية تراجعت من عدة مناطق كانت متوغلة فيها خاصة مدينة غزة لكنها أبقت على آليات في مناطق أخرى مثل شرق جباليا وبيت لاهيا.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الأحد أن الجيش أوصى الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم إثر الهجمات على غزة بعدم العودة إليها في هذه المرحلة مبررا ذلك باحتمال تجدد القتال.
وفي محاولة لتحسين صورتها قالت إسرائيل إنها ستفتح اليوم معبرين لنقل مواد غذائية كما ستقيم مستشفى ميداني لعلاج المصابين الفلسطينيين.
جدير بالذكر أن إسرائيل لم تلتزم بشكل صارم بوقف إطلاق النار الذي أعلنه أولمرت، فبعد وقت قليل من دخول الوقف حيز التنفيذ تم إطلاق قذيفة فوسفورية على منطقة التفاح شمال شرق قطاع غزة، كما قصفت المدفعية المنطقة بعدد من القذائف خصوصا شرقي مدينة غزة.
وشكك في إمكانية التزام إسرائيل بما أعلنته، حيث أنها قد تتراجع عن قرارها الأحادي في أي وقت إذا ما واصلت المقاومة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مضيفا أن جيش الاحتلال حذر سكان شمال غزة من العودة إلى بيوتهم إلا بعد انسحاب قواته من هناك.
يذكر أن الساعات التي سبقت إعلان وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل شهدت تكثيف المقاومة لعملياتها وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها قصفت قاعدة حتساريم الجوية الإسرائيلية بصاروخ غراد أثناء إلقاء أولمرت كلمته، كما قصفت بعيد ذلك مستعمرة أوفكيم الإسرائيلية بثلاثة صواريخ غراد.
وكان أولمرت أعلن في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب مع وزير الدفاع إيهود باراك مساء السبت أن وقف إطلاق النار سيسري اعتبارا من منتصف الليل بتوقيت غرينتش، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية ستواصل رغم ذلك انتشارها داخل قطاع غزة وفي محيطه.
كما حذر من أن إسرائيل ستكون مستعدة للعودة إلى عملياتها والرد بقوة في حال تعرضها لهجمات، موضحا أن حركة حماس ليست جزءا من هذا التفاهم.
واعتبر أن العملية العسكرية في قطاع غزة حققت أهدافها كاملة وربما أكثر، مشيرا إلى أن حماس تلقت ما وصفها ضربة قاسية لفترة طويلة، وأوضح أن كافة المناطق التي تطلق منها الصواريخ باتت تحت سيطرة القوات الإسرائيلية، وتم تدمير الكثير من مخازن السلاح وممرات تهريبها.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد