اللحم المجروم 750في أسواق دمشق.. وتنزيلات الألبسة تصل الى 80%
حالة الجمود والركود في الأسواق وفي الاقتصاد العالمي عموماً بدأت تتسرب الى كل دول العالم المصنعة وغير المصنعة الفقيرة والغنية على السواء..
فلم يعد أي اقتصاد في العالم بمنأى عن تأثيرات وتداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية حتى لو لم يكن مندمجاً في الاقتصاد العالمي فالأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت بارتفاع اسعار النفط وارتفاع اسعار المواد الغذائية والأعلاف وانتهت مؤخراً بإفلاس العديد من المصارف بدأت تنعكس حالياً بفقدان الوظائف وإلغاء فرص العمل وتسريح آلاف العمال فمنظمة العمل الدولية تتوقع ان يتم تسريح 51 مليون عامل في نهاية العام الحالي... أما على صعيد الخسائر فالأخبار تتوارد يومياً في هذا المجال فشركة شل خسرت 2.81 مليار دولار وشركة توشيبا تتحدث عن خسائر بقيمة 3.1 مليارات دولار وشركة فورد الأمريكية خسائرها تقارب الستة مليارات دولار... أما عن أرقام الذين يتضورون جوعاً على مستوى العالم فالأمم المتحدة تقول ان مليار انسان يعانون من الجوع.. وفيما يتعلق بنا في سورية فإن الآثار وان بدت قليلة وضعيفة على الاقتصاد الوطني.. لكنها موجودة وتتجلى ملامحها في واقع الجمود والركود في تداول المواد والسلع وقلة السيولة المالية لدى المستهلكين.. اضافة الى العديد من المصاعب والعقبات في معامل القطاع الخاص، كما ان انخفاض اسعار النفط عن عتبة الـ 51 دولاراً للبرميل الواحد تعني خسائر كبيرة في موازنة الدولة التي تم إعدادها على أساس ان سعر برميل النفط 51 دولاراً.
- لكن رغم كل ذلك فإن الوضع الاقتصادي السوري يعد الأقل تأثراً ضمن المنظومة العربية.. فليس هناك أي حديث عن التسريح بالنسبة للقطاع الخاص كما ان الوظيفة الاجتماعية للدولة لاتزال تشكل ضمانة كبيرة لحقوق العمال وتسهم في توفير فرص العمل وتشكل أيضاً عامل أمان اجتماعي.... إلا ان أهم ما يقلق أصحاب القرار الاقتصادي وكل المواطنين على السواء يتمثل بتكرار موسم الجفاف في العام الحالي... مع ما يعنيه ذلك من صعوبات كبيرة جداً على صعيد توفير مياه الشرب وعلى كل القطاعات الاقتصادية خاصة الزراعية منها وتحديداً محاصيل الحبوب اضافة الى عدم توفر المياه اللازمة لري المزروعات الصيفية والشتوية وفقدان عشرات آلاف الأسر لدخلها المعتمد على الزراعة.. لكن لا يزال الأمل كبيراً فيما تبقى من فصل الشتاء... ويأمل الجميع أن يتم التعويض خلال شباط وآذار... وان تنتهي موجة الجفاف..
- أما جديد الأسواق السورية فتمثل خلال الأسبوع الماضي بقفزة جديدة طرأت على أسعار أغنام العواس الحية إذ بيع الكغ بـ 220 ل.س والأسباب تعود الى استمرار التصدير ومنع توقفه كما كان معمولاً به في السنوات السابقة بدءاً من 1/1 ولغاية 31/3 وكثير من الشحنات المصدرة تتجه نحو العراق اضافة الى الأسواق التقليدية للأغنام السورية نحو دول الخليج العربي.. وهناك أحاديث كثيرة حول حجم القطيع فالأرقام الرسمية الاحصائية تقول إن حجم قطيع الأغنام السوري يصل الى 23 مليون رأس بينما الدكتور عادل سفر وزير الزراعة اكد قبل عدة اشهر انه يتوقع ان حجم القطيع لا يزيد على 16 مليون رأس.. كما ان المبالغة في احتساب عدد القطيع تعود الى رغبة المربين في تسجيل عدد أكبر مما لديهم كي يحصلوا على الأعلاف... لكن هناك من يقول حالياً ان عدد القطيع انخفض الى 12 مليون رأس بسبب المصاعب الكبيرة التي عانى منها المربون في الصيف الماضي والتي تمثلت في صعوبة الحصول على الأعلاف واضطرارهم لبيع جزء كبير مما لديهم من أغنام للمسالخ حتى الإناث...
- أما بالنسبة لأسعار اللحوم فقد قفزت هي الأخرى في اسواق دمشق الى 750 ل.س للكغ المجروم وقد بدأ المستوردون بتعويض النقص الحاصل في لحوم الأغنام من خلال استيراد لحوم الجاموس الهندي التي يباع الكغ منها بين 180 ل.س الى 210 ل.س أما لحوم الأبقار فلا تزال على حالها ويباع الكغ بين 350 ل.س الى 425 ل.س واللافت للانتباه في مسألة اللحوم الغش الكبير الحاصل في محلات القصابة التي تزعم انها تبيع لحم الجمل، فعدد قطيع الجمال في سورية وفقاً للأرقام الرسمية لا يزيد على 21 ألف رأس وهناك حوالي ألف محل يبيع لحم الجمال وبحسبة بسيطة نجد ان عدد المحلات يفترض ان يستهلك اجمالي عدد القطيع خلال شهر واحد.. لكن ما يتم فعلياً ان اغلب المحلات التي تبيع لحوم الجمل تبيع في حقيقة الأمر لحوم إناث الأبقار وتقدمها على انها لحوم جمل... حتى ان بعض المحال يستأجر رقبة الجمل بمبلغ ستمائة ليرة يومياً لعرضها في واجهة المحل وكدليل على صحة زعمهم.
- اما بالنسبة للفروج فيؤكد المربون ان هناك صعوبات كبيرة في التصريف أثرت على الأسعار سلبا.فبعد ان وصل الكغ الى 130ل.س يباع حاليا بـ100ل.س والمشوي هبط سعره أيضاً الى 240 ل.س اما بالنسبة للبيض فلا يزال سعر الصحن عند حدود 135-145 ل.س كما ان الكميات المسموح بتصديرها لاينفد منها يومياً سوى 40-50% بسبب المنافسة الشديدة في السوق العراقية.
وبالوصول الى الأعلاف يشكو المربون من ارتفاع اسعار الذرة في السوق المحلية وعدم تناسب اسعارها مع اسواق الدول المجاورة فوفقاً لروايتهم يؤكدون ان سعر الذرة في اسواق الأردن ولبنان حوالي /8/ ليرات للكغ الواحد بينما سعرها في السوق السورية حوالي 13.5ل.س علماً ان الأسعار في الاسبوع قبل الماضي كانت 12.5ل.س والاسباب كما يؤكد المربون تتمثل في التشدد الكبير بالشروط والمواصفات للكميات المستوردة.
اما الشعير فأسعاره على حالها منذ اسبوعين ولم تشهد اي تحرك ويباع الكغ بـ10ل.س والصويا ايضا على حالها بـ20.5ل.س
- وفيما يخص الاعلاف يمكن ان نذكر ان المؤسسة العامة للأعلاف تعاني من تكدس الكميات لديها بسبب فرق الاسعار بين ماتقدمه واسعار القطاع الخاص الأقل.. ايضا بقيت اسعار القمح على حالها 12 ل.س للكغ وكذلك الطحين 17.5 والتبن بين11-13ل.س
وبالانتقال الى حركة البناء والتشييد فإن وتائر العمل في هذا القطاع كما يقول البعض لم تشهد انخفاضاً وجموداً كما هو حاصل حالياً منذ اكثر من 20 عاماً. كما ان المعروض يفوق حجم الطلب بعشرات الاضعاف. ويتوقع البعض ان تدب الحركة والحياة في هذا القطاع مع بداية الصيف القادم.
وبالنسبة لأسعار مواد البناء فقد ارتفع سعر طن الحديد بمقدار الف ليرة عما كان سائداً في الاسبوع قبل الماضي اذ يباع الطن حاليا بـ 285000 ل.س والاسمنت بين 6700 و7000 ل.س وهناك منافسة كبيرة للاسمنت المنتج محلياً من قبل المستورد كما ان مؤسسة عمران تعاني من تكدس الكميات في مستودعاتها لذلك عمدت الى اسلوب جديد في التصريف من خلال بيع خمسة اطنان على البطاقة العائلية. كما ان الجمود امتد الى الاتجار بالأراضي والمعدة للبناء والأراضي الزراعية.
اما بالنسبة لأسعار الخضر والفواكه فتعد مقبولة ومعتدلة لكن الشكوى من الغلاء هي تعبير آخر عن قلة السيولة المالية لدى المستهلكين وليس عن ارتفاع اسعار بعض المواد وفيما يتعلق بالمواد الاساسية فالسكر يباع الكغ الواحد منه بين 28-33ل.س والرز بين 85-55 ل.س اما بالنسبة لأسعار الألبسة فقد بدأت اسعارها بالانخفاض وبعض المحال اعلنت عن تنزيلات تصل الى 80% وبالوصول الى اسعار الذهب فقد بيع الغرام في السوق السورية يوم امس بـ1215 وصرف الدولار بـ47.20 واليورو بـ60.25.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد