طالبان تخترق حصون الحكومة في كابول: 80 قتيلاً وجريحاً
عاشت العاصمة الأفغانية كابول ومعها السلطات المدعومة من الاحتلال الأميركي يوماً متوتراً، عندما شنت خلاله حركة طالبان سلسلة هجمات منسقة استهدفت مباني حكومية قرب القصر الرئاسي قتل فيها 26 شخصاً وأصيب العشرات بجروح، لتؤكد اتساع نطاق نشاط الحركة الإسلامية واشتداد جرأتها وتنويع أشكال عملياتها، عشية تغييرات عسكرية أميركية محتملة على الأرض في أفغانستان.
ووقعت هذه الهجمات في موازاة زيارة قام بها مبعوث إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الخاص الى أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، الى المنطقة القبلية في شمال غرب باكستان، قبيل زيارة مرتقبة له الى أفغانستان. وقال مسؤول حكومي في المنطقة إن هولبروك «توجه الى مقر قوات الأمن في مهمند واستمع الى تقرير عن العمليات العسكرية»، فيما ذكر مسؤول استخباراتي في شمال غرب البلاد أن هولبروك توجه في مروحية الى مهمند، إحدى سبع مناطق باكستانية تغلب قبائل البشتون على سكانها.
وتأتي الهجمات أيضا في الوقت الذي ينتظر فيه أن يتخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما «في الأيام القليلة المقبلة» بحسب وزير الدفاع روبرت غيتس، قراراً بشأن إرسال جنود إضافيين لدعم نحو 70 ألف جندي منتشرين في أفغانستان ضمن قوتين دوليتين، واحدة بقيادة الحلف الأطلسي، والثانية بقيادة أميركية، علماً بأن رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن اعتبر أن «الإدارة الجيدة هي بالتأكيد العنصر الأهم في الوقت الراهن».
ونفذ المهاجمون الذي ارتدوا جميعهم سترات تحوي متفجرات، عملياتهم ضد ثلاثة مبان حكومية قرب القصر الرئاسي في غضون دقيقتين، بحسب ما أوضح وزير الداخلية حنيف اطمار. وهاجم انتحاري وزارة التربية غير أنه قتل بأيدي الحراس الأمنيين. وانفجرت القنبلة التي كان يحملها غير أن أحداً لم يصب. ثم «هاجم انتحاريان إدارة السجون» في شمال كابول، وتمكنا من شق طريق لهما بإطلاق النار على الحراس، قبل تفجير قنابل كانوا ثبتوها على أجسادهم، ما أدى الى مقتل مدنيين وعناصر شرطة.
وأخيراً، «دخل خمسة انتحاريين مبنى وزارة العدل» وسط العاصمة وقتلوا بالرصاص جندياً وعنصر حراسة. ثم أطلقوا النار وقتلوا موظفين مدنيين في الوزارة، بحسب وزير الداخلية، الذي ذكر أن تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار بين قوات الأمن والمهاجمين وقع في مبنى الوزارة أدى الى مقتل خمسة مهاجمين. وقد قتل في الهجمات الثلاث 26 شخصاً وأصيب 55 شخصاً بجروح، فيما قتل 8 انتحاريين سواء بتفجير قنابلهم أو أثناء الاشتباكات.
وتبنى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد هذه الهجمات. وأكد أن 16 انتحارياً دخلوا كابول، مشيراً الى أن الناجين منهم ينتظرون الأوامر لمهاجمة مبان حكومية اخرى.
وأوضح «لقد استهدفنا إدارة السجون ووزارة العدل للانتقام للمعاملة السيئة التي تعرض لها مساجين طالبان».
وفي واشنطن، اعتبر المتحدث باسم البنتاغون براين ويتمان، أن سلسلة الهجمات «جريئة، وقحة ومقلقة»، مؤكداً أن الجيش الأميركي «سيقوم بدراسة هذا النوع من الأعمال بغية البحث عن رابط». وأضاف «أعتقد أننا شهدنا خلال الأسابيع الأخيرة أعمالاً تبيّن سعي طالبان الدائم الى الانتقام من نجاح الحكومة (الأفغانية)».
ميدانياً أيضاً، قال مسؤول في الجيش الفرنسي إن ضابطاً فرنسياً ومترجماً فورياً أفغانياً قتلا في كمين جنوبي كابول. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية كريستوف برازوك إن جندياً فرنسياً آخر أصيب إصابة خطيرة في الكمين المزدوج الذي استهدف فيه لغم أرضي الجنود الفرنسيين والأفغان ثم هاجمهم المتمردون. وارتفع بذلك عدد الفرنسيين الذين قتلوا في أفغانستان الى 26 فرنسياً. وقد قدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تعازيه وكرر دعمه للعمليات العسكرية في أفغانستان.
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن روسيا تفكر في اتخاذ خطوات لتحسين علاقتها مع الولايات المتحدة، منها الاستخدام المحتمل لطائراتها الحربية لنقل الإمدادات لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وأوضح «ناقشنا العام الماضي مع زملائنا في حلف شمال الأطلسي اتفاقاً بشأن استخدام النقل الجوي العسكري الروسي لتغطية احتياجات القوات الدولية.. كما يمكن أيضا اتخــاذ خطوات إضافية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد