بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأميم القناة

25-07-2006

بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأميم القناة

قبل خمسين عاما، في 26 تموز ,1956 اعلن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر من مدينة الاسكندرية تأميم قناة السويس، الممر الاستراتيجي للنفط، التي كانت بين ايدي البريطانيين والفرنسيين، واصبحت شركة مساهمة مصرية مما كان سببا من اسباب العدوان الثلاثي على مصر الذي شاركت فيه بريطانيا وفرنسا واسرائيل.
ولمناسبة الذكرى تحدث بعض المؤرخين عما اسموه ازمة السويس واسبابها وتداعياتها. ورأى المؤرخ جان لا كوتور الذي كان مراسل صحيفة فرانس سوار في القاهرة قبل خمسين عاما، ان الدافع الرئيسي الذي ادى بباريس الى التدخل العسكري في قناة السويس كان ضرب رأس الافعى في مواجهتها مع ثورة التحرير الجزائرية المدعومة من عبد الناصر.
واوضح جان لا كوتور ان رئيس الحكومة الفرنسي غي موليه كان يسعى بتدخله العسكري في مصر مع البريطانيين والاسرائيليين الى الدفاع عن مصالح فرنسا المنتهكة بالقرار المصري. لكن الدافع الاساسي كان الجزائر.
وقال ان هذا يشبه ما يقال اليوم بشأن حزب الله المدعوم من سوريا وايران. وان (محمود) احمدي نجاد (رئيس ايران) يشبه عبد الناصر.
واوضح لا كوتور (85 سنة) ان فرنسا التي كانت مدفوعة بهمومها الجزائرية، هي التي جرت لندن لشن عملية السويس العسكرية، فالانكليز كانوا يشكون من عبد الناصر لا سيما في الخليج... وكانت لندن ترى في عبد الناصر شخصا مزعجا لكن باريس كان ترى فيه خصما وكانت الحرب في الجزائر دافعا قويا وكانت تشكل دفعا قويا في الرأي العام الفرنسي.
لكن جان لا كوتور اعتبر ان الدبلوماسية والمصالح البريطانية هي التي تضررت اكثر. وقال ان: المواقع البريطانية، لا سيما في الخليج، تدهورت اكثر من مواقعنا. واكد ان مواقع فرنسا العربية تمت استعادتها بسرعة خصوصا بفضل سياسة الجنرال ديغول ازاء اسرائيل والعرب.
وفرضت موسكو وواشنطن وقف اطلاق النار في السابع من تشرين الثاني .1956 ودفع الفرنسيون والبريطانيون ثمنا باهظا لعملية السويس التي باءت بالفشل وتحولت الى انتصار للقومية العربية.
ومن جهته، أكد المتخصص في العلاقات الاطلسية في مركز الابحاث البريطانية شاثم هاوس روبرت مكغيهن ان ازمة السويس شكلت بالنسبة للندن وباريس منعطفا.. واستخلصتا العبر منها بشكل مختلف. وقال ان البريطانيين استنتجوا انه :اذا كنا غير قادرين على التحرك بشكل مستقل كما نرغب فيه فإن الامر الاهم هو اقامة علاقات جيدة مع واشنطن.
لكن الفرنسيين استنتجوا العكس تقريبا، حيث ان باريس اعتبرت انه عليها ان تبحث عن الاستقلال الذي يمكنها من عدم الخضوع لضغط الولايات المتحدة... ما دفعها الى امتلاك قوة الردع النووي، مؤكدا ان عديدين يرون انه حتى وان كان هناك برنامج نووي فرنسي قبل 1956 فإن قوة الردع انبثقت فعلا من ازمة السويس

المصدر: ا ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...