أبعاد التحرك العسكري والأمني الإسرائيلي باتجاه بولندا وتشيكيا
الجمل: بدأت ليل أمس الاثنين 12 تشرين الأول زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك إلى بولندا وجمهورية التشيك وسيعود الجنرال باراك إلى إسرائيل يوم الخميس.
* دبلوماسية وزير الدفاع الإسرائيلي: أبرز التساؤلات:
تميزت زيارة باراك لبولندا وتشيكيا بالتعتيم الإعلامي الشديد وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• لم يقتصر التعتيم على الجانب الإسرائيلي فحسب وإنما على الجانبين البولندي والتشيكي كذلك.
• تم نشر أربعة أخبار فقط لم يتجاوز حجم كل منها بضعة أسطر وسعت جميعها إلى الربط بين زيارة باراك وفعاليات إحياء ذكرى معسكرات الهولوكوست النازية في بولندا وتشيكيا.
التضليل والتعتيم الإخباري يثير الاهتمام والعديد من التساؤلات التي من أبرزها:
• ما هي علاقة زيارة باراك بزيارة هيلاري كلينتون الأخيرة للعاصمة الروسية موسكو؟
• ما هي علاقة زيارة باراك بزيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى بولندا والتشيك ورومانيا؟
بكلمات أخرى ما هي علاقة الزيارة بنقاط الخلاف والاتفاق الروسية – الأمريكية؟
* جدول الأعمال غير المعلن لجولة الجنرال باراك:
يقول أحد التسريبات الاستخبارية أن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي لكل من بولندا وتشيكيا تتميز بحساسيتها الشديدة وأشار التسريب إلى النقاط الآتية:
• ترتبط الزيارة بالسياق العام لخط علاقات موسكو – واشنطن وعلى وجه الخصوص في الجانب المتعلق بالاتفاق الأمريكي – الروسي الخاص بملف شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية، ومن الجهة الأخرى في الجانب المتعلق بالخلاف الإيراني. وملف مبيعات الأسلحة الروسية إلى دول الشرق الأوسط.
• بموجب التفاهم والاتفاق الروسي – الأمريكي تراجعت واشنطن عن نشر شبكة الدفاع الصاروخي في بولندا والتشيك.
• نظر الإسرائيليون إلى تراجع واشنطن عن نشر الشبكة باعتباره تم ضمن صفقة غير مكتملة لأن الإسرائيليين كانوا يريدون أن تشمل الصفقة تراجع روسيا عن دعم إيران وخصوم إسرائيل الشرق أوسطيين.
• يسعى الإسرائيليون إلى ملء الفراغ الأمريكي الذي حدث في بولندا والتشيك بما يضع روسيا تحت خطر الأسلحة والصواريخ الأمريكية المتطورة التي يستطيع الإسرائيليون الحصول عليها بسهولة من واشنطن.
• يرى الإسرائيليون أن وضع روسيا مجدداً تحت خطر الأسلحة الأمريكية سيشكل عامل ضغط جديد على موسكو بحيث لا يكون أمامها من وسيلة سوى التفاهم مع الإسرائيليين من أجل عقد صفقة تتضمن امتناع روسيا عن دعم إيران مقابل امتناع إسرائيل عن تزويد بولندا والتشيك بالأسلحة المتطورة.
تقول التسريبات أن موسكو تقوم حالياً بمراقبة تطورات علاقات أطراف مثلث تل أبيب – وارسو – براغ بدقة فائقة وأضافت التسريبات أن موسكو تعتقد بالآتي:
• أن التحرك الإسرائيلي العسكري – الأمني باتجاه بولندا تشيكيا لم يأت من فراغ وإنما بالتنسيق الكامل على خط محور واشنطن – تل أبيب.
• إن الجمع بين معطيات زيارة جو بايدن لبولندا وتشيكيا ورومانيا، وزيارة هيلاري كلينتون لموسكو، وزيارة إيهود باراك الحالية لبولندا وتشيكيا هو جمع بين عناصر المشهد الموحد والخاص بالسياسة الموحدة لمحور تل أبيب – واشنطن إزاء موسكو خلال الفترة القادمة.
• الاستراتيجية السياسية الأمريكية إزاء روسيا أصبحت تتميز بالازدواج فهناك استراتيجية دبلوماسية معلنة تتم عبر اللقاءات غير المباشرة التي تجمع أطراف خط موسكو – واشنطن وهناك استراتيجية دبلوماسية غير معلنة تظهر من خلال الأداء السلوكي الميداني الدبلوماسي الذي تعكسه علاقات خصوم روسيا (بولندا – تشيكيا – جورجيا – أوكرانيا - رومانيا) مع أطراف محور تل أبيب – واشنطن.
حتى الآن لم تتضح المحتويات الحقيقية الرئيسية لجدول أعمال دبلوماسية وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في بولندا وتشيكيا وعلى ما يبدو فإن واشنطن التي تخلت في العلن عن بولندا وتشيكيا وجورجيا وأوكرانيا قد سعت إلى دفع إسرائيل من أجل مواصلة وإكمال ما لم يتمكن الأمريكيون من القيام به، وبكلمات أخرى ستقوم تل أبيب بدبلوماسية الوكالة نيابة عن واشنطن.
الأسلحة الأمريكية المتطورة وتحديداً الصواريخ الاعتراضية وبطاريات شبكة الدفاع الصاروخي والرادارات كما تشير التوقعات ستكون في طريقها إلى إسرائيل خاصة وأن مناورات كوبرا الإسرائيلية – الأمريكية الحالية تتضمن المزيد من التدريبات والتمرينات حول الصواريخ وعمليات الاعتراض الصاروخي.
وإلى حين ظهور التفاصيل الكاملة لجدول أعمال دبلوماسية وزير الدفاع الإسرائيلي في بولندا وتشيكيا، ستفهم بوضوح الأسباب الحقيقية التي دفعت إسرائيل إلى إطلاق سياسة خارجية جديدة ضد روسيا تتضمن تجاوزاً للنطاق التقليدي الدبلوماسي الإسرائيلي، أم أن إسرائيل تقوم بالوكالة بدور دبلوماسي أمريكي يسعى لإكمال المشروع الأمريكي لتطويق روسيا من جهة حدودها الأوروبية؟
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد