أهل التلفزيون على هامش مهرجان دمشق السينمائي
عندما اعتلى خالد تاجا ونجدت أنزور وأمل عرفة مسرح مهرجان دمشق السينمائي في دورته السابعة عشرة، كان جلياً ان القاعة امتلأت بكثير من التصفيق لبراعة أداء الثلاثة في التلفزيون وليس في السينما. إذ كرّم المهرجان ثلاثة من أبرز نجوم التلفزيون، كل في ميدانه، خصوصاً ان للنجوم الثلاثة تجارب متفاوتة في السينما، فالفنان تاجا كان نجم السينما السورية في بداياتها، والمخرج أنزور بدأ بالتأسيس للسينما الأردنية ونفذ قسماً من فيلم يعول عليه كثيراً لإحداث ما يسميه «انقلاباً» في السينما العالمية، بينما ظهرت النجمة عرفة في فيلم «صعود المطر» بأداء ساحر..
وبعيداً عن التكريم، تمكن ملاحظة توجه لافت عند الفنانين السوريين، فخلافاً لنجوم مصر الذين يدخلون التلفزيون من بوابة السينما، يبدو أن السوريين يعدون لحركة معاكسة تماما مع تحركهم باتجاه السينما من باب التلفزيون. إذ يعود شيخ المخرجين هيثم حقي إلى قواعده السينمائية من باب الإخراج في «التجلي الأخير لغيلان الدمشقي»، ومن باب التأليف من خلال فيلم «الليل الطويل» ومن باب الإنتاج للفيلمين السابقين ولأفلام ثمانية أخرى، منها ما نُفِّذ ومنها ما هو قيد التنفيذ. وبالمثل يكمل المخرج حاتم علي تجربته السينمائية ليرتفع عدد أفلامه إلى ثلاثة، فبعد فيلم «عشاق» المأخوذ عن مسلسله «أحلام كبيرة» أنجز المخرج علي فيلمه «سيلينا»، ومؤخراً فيلمه «الليل الطويل» الذي حصد أكثر من جائزة في مهرجانات سينمائية مهمة. أما على صعيد التمثيل، فالقائمة بدأت تطول مع نجوم السينما السورية: بسام كوسا، فارس الحلو، أديب قدورة، ناجي جبر، سمر سامي، سلاف معمار.. وآخرين كثر، كما لا يغيب نجوم سوريون يشاركون في السينما العربية والعالمية مثل سلاف فواخرجي، جمال سليمان، غسان مسعود، جمانة مراد، باسم ياخور، باسل خياط، تيم حسن..
في المهرجان أيضا، كرمت لجنة صناعة السينما والتلفزيون منتجي الدراما السورية، من شركات الإنتاج الخاصة التي أنتجت أفلاماً هذا العام، وصولاً إلى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بصفتها منتجة للدراما التلفزيونية، وذلك ضمن حفل ترحيب بضيوف مهرجان دمشق السينمائي السابع عشر. إلا أن الصحافيين منعوا من دخول قاعة التكريم، فاكتفوا بتلقف الفنانين الداخلين إلى القاعة، بينما نقلت وسائل إعلامية ومواقع الكترونية سورية أخباراً عن انزعاج عدد من المنتجين من الطريقة التي تم تقديمهم بها، والتي حملت شيئاً من الإساءة في مكان يفترض أن يتم تكريمهم.
بدورها، غابت السيــــنما اللبنانية عن منافسة المهرجان، لكن النجوم اللبنانيين حضروا بكثافة، ســـواء تمثيلاً في الأفلام الســـورية حيـــث لعب عمار شلق بطولة «بوابة الجنة» وبيارت قطريــــب في فيلم «مرة أخرى»، أو حضوراً في حفلي الافتــــتاح والخــــتام كما عندما قدمت سيرين عبد النور جـــائزة أفضل فيــلم عربي وقطريب إحدى جوائز الأفـــلام القصيرة، أو تحكيماً مثلما فعل المخرج أسد فولدكار.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد