ايران تواصل حملة الاعتقالات وتدعو الى تظاهرات مؤيدة للنظام
اتهمت إيران القوى الغربية بإثارة المظاهرات التي شهدتها طهران الأحد الماضي والتي خلفت ما لا يقل عن ثمانية قتلى. وقد وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المظاهرات بالمسرحية المقززة التي تقف وراءها واشنطن وتل أبيب .
ونقلت مصادر إعلامية عن احمدي نجاد قوله إن الإيرانيين شهدوا الكثير من هذه الألاعيب، وإن الأمريكيين والصهاينة هم المتفرجون الوحيدون على هذه المسرحية على حد تعبيره.
واتهم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الدول الغربية بأن لها أجندة سرية في إيران، موجها انتقادا حادا لبريطانيا بشكل خاص.
هذا وقد ضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي صوته الى قائمة المنتقدين لما وصفه بالقمع الدموي للمتظاهرين.
ودعت السلطات الايرانية الى تظاهرات مؤيدة للنظام الاربعاء في كل مدن البلاد، بينما واصلت حملات الاعتقال ضد المعارضين، مستهدفة بشكل خاص الصحافيين والناشطين الحقوقيين مثل شقيقة شيرين عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام عام 2003.
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان المشاركة المكثفة في هذه التظاهرات "ستذل" الذين ينتقدون قمع تظاهرات الاحد، واصفا هذه التظاهرات بانها "سيناريو امريكي-صهيوني."
وتابع الرئيس الايراني حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية: "سيرون ان الشعب الايراني عندما يعبأ على الارض سيذلهم مرة اخرى."
وقال رجل الدين الايراني البارز آية الله عباس واعظ طبسي الثلاثاء ان قادة المعارضة الايرانية هم "اعداء الله" ويستحقون الموت، حسب ما نقلت عنه وكالة فارس للانباء.
وقال آية الله طبسي الذي يمثل المرشد آية الله علي خامنئي في مقاطعة خراسان "ان قادة التمرد هم اعداء الله، وفي نظامنا القضائي فان عقاب اعداء الله معروف."
ويعتبر هذا التهديد الاقسى بحق قادة المعارضة الذين نزلوا الى الشوارع باستمرار منذ يونيو حزيران الماضي احتجاجا على اعادة انتخاب الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد اثر انتخابات يؤكدون انها كانت مزورة.
وقال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني: "ننتظر من هؤلاء السادة الذين اشتكوا من الانتخابات ان ينأوا بأنفسهم عن الحركة المفسدة لا ان يدلوا مجددا بتصريحات تسمم الاجواء."
وجاء تحذير لاريجاني متزامنا مع أخرى وجهتها السلطات الى زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، اذ استهدفت حملة الاعتقالات في اليومين الاخيرين أسرهما وحلفاءهما السياسيين.
كما هاجم مجهولون سيارة كروبي مساء الاثنين في طهران كما جرى مع مير حسين موسوي لدى عودته من جنازة آية الله العظمى حسين علي منتظري قبل اسبوع.
واعتبرت شيرين عبادي التي توجه انتقادات لاذعة الى النظام الايراني من المنفى ان الهدف من اعتقال شقيقتها هو الضغط عليها، مؤكدة ان شقيقتها "لا تمارس اي نشاط سياسي."
ونقل موقع رهسبز التابع للمعارضة الاصلاحية ان سبعة صحافيين اعتقلوا بينهم مسؤولان في جمعية الصحافيين الايرانيين.
وكانت السلطات الايرانية اعتقلت الاثنين ما لا يقل عن 15 صحافيا اضافة الى مدافعين عن حقوق الانسان وشخصيات قريبة من قادة المعارضة.
ونددت فرنسا بهذه الاعتقالات ودعت الى اطلاق سراح "كل الاشخاص المعتقلين ظلما."
ومن جهة اخرى، افادت تقارير بان ابن اخ مير حسين موسوي، علي موسوي الذي قتل في مظاهرات الاحد، تلقى تهديدات بالقتل قبل ايام من مقتله.
وقال المخرج الايراني المقيم بباريس محسن مخملبف لبي بي سي ان المخابرات الايرانية كلمت علي موسوي هاتفيا وقالت له: "سنقتلك".
لكن الشرطة الايرانية قالت في بيان ان موسوي قتل على يد "ارهابيين".
وكانت التظاهرات التي شاركت فيها المعارضة الاحد وجرت في العديد من المدن الايرانية ادت الى سقوط ثمانية قتلى ومئات الجرحى اضافة الى مئات المعتقلين.
واتهمت طهران لندن بالتدخل في الشؤون الداخلية لايران واستدعت السفير البريطاني في العاصمة الايرانية.
ونقلت وزارة الخارجية البريطانية ان السفير رد بان "على الحكومة الايرانية ان تحترم حقوق الانسان الخاصة بمواطنيها."
المصدر: BBC
إقرأ أيضاً:
الإضطرابات السياسية على الساحة الإيرانية
65 حزبا سياسيا معاديا لنظام الثورة الإسلامية في إيران
إضافة تعليق جديد