إسرائيل تطالب الأمم المتحدة بمراقبة تسـلّح «حزب الله»
ارتفعت مطلع الأسبوع حرارة التصريحات الإسرائيلية حول احتمالات الحرب مع لبنان، لكنها سرعان ما بردت ومن دون اتضاح الأسباب الحقيقية، وإن كان هناك من يربط هذه التصريحات باقتراب الذكرى السنوية لاغتيال القيادي في المقاومة الشهيد عماد مغنية والخشية المتزايدة في إسرائيل من عملية ثأرية وشيكة.
وقد تناقضت التصريحات الإسرائيلية، ليس فقط حسب خلفية مطلقها، المدنية أو العسكرية، بل كذلك تصريحات الشخص ذاته ما يوحي بوجود نوع من التردد أو الحيرة إزاء الوضع برمته. وهذا ما بدا في تصريحات كل من الوزير يوسي بيلد ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ثم في تصريحات نائب وزير الخارجية داني إيالون وقائد الجبهة الشمالية غادي آيزنكوت.
وفي ظل التصريحات الساخنة وصل إلى تل أبيب مبعوث الأمم المتحدة إلى لبنان مايكل وليامز للاجتماع بعدد من القادة الإسرائيليين حول قضيتي قرية الغجر وتنفيذ القرار 1701. واجتمع وليامز فور وصوله مع أيالون الذي حذر بحضوره من أن عناصر «حزب الله» يتدربون في سوريا ويتزودون بمنظومات متقدمة من الصواريخ المضادة للطائرات المراد نشرها في لبنان.
وأبلغ أيالون وليامز أن أعضاء «حزب الله» يتدربون أيضا في سوريا على صواريخ أرض - أرض وطلب من الأمم المتحدة التحقيق في هذه المعطيات. وبحسب ما نشر في إسرائيل فإن أيالون طالب المبعوث الدولي أيضا بأن يشمل التقرير الدوري الجديد حول تنفيذ القرار 1701 هذه المعطيات وحالات أخرى خطيرة بينها اكتشاف وسائل قتالية لـ«حزب الله» في لبنان. وأشار إلى أن مراقبة الحدود اللبنانية السورية غير فعالة، وأن عمليات تهريب السلاح مستمرة. واعتبر أن «هذا يمثل ميلا خطيرا نحو التصعيد من جانب «حزب الله»، وينبغي على التقرير أن يعبر عن ذلك».
وطالب أيالون بتنفيذ بند في القرار 1701 يرى أنه يفرض وقف إيصال السلاح من سوريا وإيران إلى «حزب الله»، مشددا على أن «هذا هو العنصر المركزي والخطر على الاستقرار في لبنان. إن وجهتنا ليست نحو التصعيد، بل على العكس، نحن نظن أن مصلحة إسرائيل وأيضا كل من سوريا ولبنان هي في المحافظة على الهدوء في الشمال، ولكن من أجل خلق ذلك ينبغي وقف تهريب السلاح لحزب الله في لبنان».
من جانبه طالب وليامز إسرائيل بالكف عن طلعاتها الجوية في سماء لبنان، معتبرا ذلك انتهاكا للقرار 1701. وفي لقائه مع المدير العام للخارجية الإسرائيلية يوسي غال تطرق وليامز إلى قضية الغجر، معبرا عن أمله بإيجاد حل لها.
وأعلن قائد الجبهة الشمالية الجنرال غادي آيزنكوت أن «ما نشر في وسائل الإعلام حول توتر في الشمال ليس سوى افتراضات لا أساس لها على أرض الواقع». وقال، في ندوة عقدت أمس في مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، «إننا نعيش حالة استعداد متواصلة، تدريبات كثيرة أعدت لضمان الهدوء».
وعاد آيزنكوت وشدد على الدور الإيراني المتزايد في كل ما يجري في جنوب لبنان و«حزب الله». وختم كلامه بالقول إنه إذا وقع القتال مستقبلا مع «حزب الله» فإن الرد الإسرائيلي سيكون «غير متناسب».
وخلص آيزنكوت، الذي يكثر من التهديد بـ«نظرية الضاحية»، إلى أن من يحيل هذه المناطق «إلى ميادين قتال هو حزب الله. وآمل أن يبعد هذا التفكير عنه الرغبة في أن يبادر ضدنا بأعمال إرهاب، هجوم، اختطاف أو إطلاق نار. وإذا لم يحدث ذلك ينبغي أن يفهم أن هذا ما جناه حزب الله على نفسه لأنه يبني هناك مناطقه القتالية. وعلينا أن نوضح ذلك لأنفسنا وللمحيط».
وكان الوزير في حكومة نتنياهو والقائد الأسبق للجبهة الشمالية الجنرال يوسي بيلد حذر من «أننا نتجه نحو جولة أخرى في الشمال، لكني لا أعرف موعدها».
غير أن هذا الكلام لم يخدم في اللحظة الراهنة، وبوجود المبعوث الأميركي جورج ميتشل في المنطقة، مصالح نتنياهو السياسية، فسارع ديوانه للتوضيح أن كلام بيلد يمثل رأيه الشخصي ولا يعبر عن تطورات ميدانية محددة. وأضاف أن «إسرائيل لا تتطلع إلى أية مواجهة مع لبنان. ووجهة إسرائيل هي نحو السلام مع جيرانها».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد