رئيس الوزراء التركي يُغضب إسرائيل مجدداً
توترت الأجواء مجدداً بين أنقرة وتل أبيب، إثر تحذير وجهه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى اسرائيل من أنّ تركيا «لن تقف مكتوفة اليدين إذا حاولت إسرائيل إشعال النار مجدداً في غزة»، وتأكيده سلمية البرنامج النووي الإيراني. وقد سارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى الرد على هذه التصريحات ببيان رسمي اعتبرت فيه أنّ رئيس الوزراء التركي يحاول دخول قلوب المسلمين «على ظهر إسرائيل»، فيما ذهب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى أبعد من ذلك حيث اعتبر أن أردوغان تحول إلى «القذافي أو تشافيز».
وقبيل وصوله أمس إلى فرنسا أبلغ أردوغان صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أن العلاقات مع إسرائيل «لم تتوقف، لكن عندما ترتكب أخطاء في المنطقة لا ينبغي أن نغمض أعيننا. وهناك مثل تركي قديم يقول ان الصديق الحقيقي قد يقول أقوالا مؤلمة لكنها هي الحقيقة. ونحن نتصرف على هذا النحو. وللأسف، فإن إسرائيل اليوم لا تؤيد السلام في الشرق الأوسط». وطالب الحكومة الإسرائيلية «بالإسهام في السلام رغم أنها مكونة حاليا من ثلاثة رؤوس، ولا نعرف لمن نصغي أو من نصدق».
ودافع عن المشروع النووي الإيراني مشددا على أنه لأغراض سلمية ووكالة الطاقة النووية لم تفلح في إثبات أن لدى إيران سلاحا نوويا. وقال إنه «في كل حوار أجريه مع صديقي القريب الرئيس أحمدي نجاد يشدد كل منا على الحاجة إلى عدم إدخال سلاح نووي إلى المنطقة. فهل بوسعنا إقناع إيران؟ عندما نتحدث معهم حول هذه المسألة يردون بأنهم لا يتطلعون إلى امتلاك سلاح نووي وإنما الطاقة النووية».
لكن أكثر ما أثار الدولة العبرية من تصريحات أردوغان قوله إن بلاده «لن تقف مكتوفة اليدين إذا حاولت إسرائيل إشعال النار مجدداً في قطاع غزة»، وتحذيره من أنّ «غيوما سوداء تحوم فوق القدس، درة حضارتنا». وفهمت إسرائيل هذا التصريح على أنه تهديد مباشر لها. واستذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أردوغان بدأ هذا الأسبوع بخطاب أمام رجال أعمال أتراك أعلن فيه أن العناصر التي تقرر مصير اسطنبول هي نفسها التي تقرر مصير غزة. وفي خطاب افتتاح القناة التركية بالعربية دعا العالم بأسره إلى التعاطف مع سكان غزة بالطريقة التي تعاطف فيها مع ضحايا هايتي وتشيلي بعد الهزات الأرضية.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان رسمي، أنها «لا تبحث عن صراع مع أي دولة وخصوصا مع تركيا، لكن الانطباع الناشئ يفيد بأن أردوغان يريد أن يتم انخراط تركيا في العالم الإسلامي على ظهر إسرائيل». وأضافت: «إننا نقترح على أردوغان البحث عن سبيل أكثر إبداعا في محاولاته الانخراط في العالم الإسلامي وعدم التحول إلى زعيم متطرف آخر على شاكلة (الرئيس الفنزويلي) هوغو تشافيز».
ونصحت الوزارة أردوغان «القلق على وضع المسلمين بأن يعرب عن أسفه لسلسلة عمليات القتل التي لا تنتهي للأبرياء في باكستان والعراق على أيدي منظمات إرهابية إسلامية»، معتبرة أنّ أردوغان تجاوز الحدود في «خطاب الغيوم»، وشددت على أن «القدس أيضا هي درة حضارة الشعب اليهودي، وعلى أردوغان أن يعرف ذلك».
وقال أفيغدور ليبرمان لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن أردوغان «يتحول بالتدريج إلى القذافي أو تشافيز». وأضاف ان «هذا خياره. مشكلتنا ليست تركيا، وإنما أردوغان».
وفي أنقرة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن تصريحات ليبرمان تعتبر بمثابة «تجاوز للحدود وغير مقبولة وغير لائقة ومرفوضة»، مؤكداً أن تركيا «تدينها بشدة وترى من المؤسف أن تصدر عن شخص يتولى مهام وزير الخارجية».
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد