النشاء والاسبيداج والمايونيز مواد أساسية في غش الألبان ومشتقاتها
تراجع أسعار النفط وهبوط قيمة صرف اليورو والأزمة الحالية في اليونان التي تفجرت أحداث عنف وشغب واحتجاجات نتيجة خطة التقشف التي أعلنتها الحكومة اليونانية والتي تقضي بتوفير 30 مليار يورو والتي ستنعكس بدورها بشكل سلبي على الخدمات التي تقدمها الحكومة وعلى الرواتب والأجور والمتقاعدين كانت أهم عناوين الأسبوع الماضي والتي لاتزال تداعياتها مستمرة.. كما أن تلك الأحداث أدت بدورها إلى مفاعيل جديدة تمثلت بتراجع كبير في قيمة الأسهم في البورصات العالمية..
وقد عاد بعض المختصين للحديث من جديد عن فصول جديدة من الأزمة ستؤخر انبلاج فجر الانتعاش الحقيقي ما يعني أن العالم لم يصل بعد إلى المرحلة الأخيرة من الأزمة، وفي السياق نفسه فقد حمل بعض المراقبين الاتحاد الأوروبي جزءاً من المسؤولية عن الأزمة في اليونان، بسبب التأخر في تقديم المساعدة إضافة إلى الفوائد العالية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على القروض التي سيقدمها لليونان والبالغة بين 5-6%...
أما على الصعيد المحلي فيمكن التلخيص بالتالي:
تراجع في أسعار البيض
يؤكد المربون ان الصعوبات الخارجية الكبيرة التي يواجهها مصدرو البيض والفائض الكبير في الإنتاج أدى إلى تراجع كبير في الكميات المصدرة وانعكس ذلك بالتالي انخفاضاً جديداً في أسعار البيض في السوق المحلية. ولكن هذا التراجع لم يلمسه المستهلك بشكل كامل في البقاليات لأن السعر الحقيقي ضمن الظروف الحالية لصحن البيض يفترض أن يكون بحدود 110 ليرات.. لكن البقاليات تعرضه بـ125 ليرة وفي بعض المناطق بـ135 ليرة علماً أن المربي يبيع الصحن من أرض المزرعة بين 70-90 ليرة في أحسن الأحوال.. أما بالنسبة للفروج فقد اتجهت أسعاره إلى مزيد من الاعتدال تحت تأثير الضغط الكبير والفعال الذي مارسته وزارة الاقتصاد على المربين وعلى المتاجرين بالمادة فانخفضت الأسعار بنسبة 28% إذ تراجع سعر الكغ من 160 ليرة إلى 115 ليرة وقد حددت وزارة الاقتصاد سعر 110-115 ليرة ليكون متداولاً وسائداً بتاريخ العاشر من الشهر الجاري.
في المقابل لا يزال المستهلكون يأملون بدور مماثل لوزارة الاقتصاد في مسألة اللحوم الحمراء التي انخفضت أسعارها الحية بنسبة 17% إلا أن هذه النسبة لم تنعكس في أسعار اللحوم المجرومة.
الغلاء والمقاطعة
السيد عدنان دخاخني رئيس جمعية حماية المستهلك له وجهة نظر يصر عليها في مسألة خفض اسعار بعض السلع التي يرفع التجار أسعارها دون مبرر فهو يدعو ويحض المستهلكين على مقاطعة شراء أي سلعة إذا ارتفعت أسعارها وهذه المقاطعة ستؤدي إلى ركود وكساد السلعة واضطرار منتجيها والمتاجرين بها إلى خفض أسعارها، وقد أكد في حديثه لتشرين الاقتصادي الأسبوع الماضي ان المواطن إذا امتنع عن شراء مادة الخيار ليوم أو اثنين فإنها قد تتعرض للتلف وبالتالي يضطر البائع لخفض سعرها.
وقال دخاخني: نحن ندعو لمقاطعة أي سلعة قد ترتفع أسعارها بشكل غير مقبول وغير مبرر، ونوه إلى دعوة الجمعية لمقاطعة اللحوم الحمراء التي تمت قبل عدة أشهر فقال: إن البعض التزم وآخرون لم يلتزموا.. بدورنا نؤكد على وجهة نظر السيد دخاخني لكن نجاح المقاطعة بهدف خفض السعر لابد من أن تسبقه حملة تنظيم وتوعية وإرشاد تؤمن التزام أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين بالمقاطعة.. أما ان نطلق دعوات المقاطعة دون أي تحضير مسبق فإن النجاح المتوخى سيكون أقل من زهيد.
اعتلال القدرة الشرائية
لا يزال الاقتصاد السوري كغيره من الاقتصاديات الوطنية يعاني من آثار ومفاعيل الأزمة العالمية، فتحسن حركة التداول لم ينه حالتي الجمود والركود في بعض مناحي الاقتصاد كما أن نسب التضخم التي حدثت خلال الأعوام الماضية ومستجدات الأنفاق الجديدة لكل أسرة أصابت القدرة الشرائية للمستهلكين بالاعتلال الذي يمكن علاجه بزيادة الأجور والرواتب لتمكين الطبقات الفقيرة من تلبية احتياجاتها وتصحيح معادلة الإنفاق والقدرة على تلبية الاحتياجات ومازال العاملون في القطاع الحكومي يتبادلون الشائعات حول زيادة مرتقبة للرواتب مستندين في أحاديثهم عن الزيادة لأحاديث المسؤولين الحكوميين في الخطة الخمسية لزيادة الرواتب والأجور نفذ منها 65% وبقي 35% ستنفذ خلال العام الحالي في حال توفر الإمكانات اللازمة لتغطيتها.
المواد الغذائية والغش
نصح المعنيون في مديريتي التجارة الداخلية في دمشق وريفها المستهلكين بعدم البحث عن سلع غذائية رخيصة لأن ذلك يوقع المستهلك في شباك الغشاشين والمحتالين، الذين باعوا ضمائرهم فكغ اللبنة عندما يباع بين 40-50 ليرة يعني ان المادة مغشوشة حكماً وبكل تأكيد لأن سعر كغ الحليب واللبن بـ30 وواحد كغ لبنة يستلزم تصفية ثلاثة كيلوغرامات لبن، وكذلك الأمر بالنسبة للقشطة والجبنة البلدية البيضاء والتي يتم غشها من خلال مادة النشاء والمايونيز والاسبيداج وأيضاً البحث عن زيت زيتون رخيص الثمن يعني أن المادة هي عبارة عن زيوت مستعملة أو محروقة ومضاف لها منكهات وقد تم خلال الأسبوع الماضي تنظيم أكثر من مئتي ضبط بغش المواد الغذائية في دمشق وريفها أما غش اللحوم فأصبح ظاهرة يمارسها القصابون مستفيدين من فرق السعر بين لحم الجاموس الهندي المستورد والمبرد وسعر لحم البقر ولحم العواس البلدي وتستفحل ظاهرة غش اللحوم في المطاعم.
الألبسة
سبق أن أشرنا إلى شيء من الفرز بالنسبة لأسواق بيع الألبسة شعبية وغير شعبية لكن سوء الحالة المادية للمستهلكين جعل الباعة في الأسواق الشعبية يجرون تنزيلات مستمرة ومهمة وأغلبها حقيقي وذلك تماشياً مع الحالة المادية الراهنة للمستهلكين، أما بالنسبة لظاهرة إيهام المستهلك أن المعروض من الألبسة أوروبي وهو في واقع الأمر صيني أو تركي وتقاضي ثمن الأوروبي فأصبح ظاهرة مستمرة يمارسها العديد من محال بيع الألبسة وفيما يتعلق بالأحذية فإن أسعارها عالية جداً بالنسبة للأنواع الجيدة والممتازة أما الشعبية فتفتقد إلى اتقان الصنعة والجودة والمتانة، لكن الملاحظ ان صناعة الأحذية السورية حتى الممتازة منها ليس باستطاعتها منافسة الأنواع الأوروبية ولا يتم في تصنيعها مراعاة الناحية الصحية للمستهلك كما هو الحال با
لنسبة للأنواع الأوروبية.
العقارات
لايزال العاملون في تجارة العقارات يأملون بتحسن اضافي يزيل كل آثار الركود والجمود الذي طرأ على هذا القطاع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ويتوقع هؤلاء ان يحدث خلال الصيف الحالي تحسن كبير بعد عطلة المدارس وانتهاء الامتحانات العامة وعودة المغتربين لقضاء العطلة الصيفية في الوطن.
الخضر والفواكه
تواصل أسعار الخضر الصيفية تراجعها رغم عدم الوصول إلى ذروة الانتاج فالكوسا تراجعت إلى 15 ليرة والخيار هبط من 40 إلى 25 ليرة والفريز إلى 65 ليرة والبندورة إلى 20- 25ليرة
أما بالنسبة للذهب فقد أدى ارتفاع الأسعار غير المسبوق جداً إلى ركود كبير في تداول المعدن الثمين ويؤكد بعض العاملين في مهنة الصاغة والمجوهرات ان نسبة التداول تقدر بـ10% قياساً بالأحوال العادية. كما أن ظاهرة بيع المدخرات من المجوهرات والحلي الذهبية انتهت لأن القسم الأكبر باع ما لديه من مجوهرات وحلي ذهبية تحت تاثير اغراءات الارتفاع الكبير للأسعار وقد بيع غرام الذهب عيار 21 يوم أمس في السوق السورية بـ 1555
وبلغ سعر الأونصة في البورصات العالمية بـ1207
وصرف اليورو بـ 59
والدولار بـ 46.40
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد