طهران تتوقع عقوبات قريبة: سننسحب من اتفاق التبادل النووي

21-05-2010

طهران تتوقع عقوبات قريبة: سننسحب من اتفاق التبادل النووي

سعت طهران امس، الى إعادة الإمساك بزمام المواجهة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة على خلفية برنامجها النووي، فلوحت بالانسحاب من اتفاق التبادل الذي وقعته مع تركيا والبرازيل اذا أقرت عقوبات جديدة ضدها طرحتها واشنطن في مجلس الامن الدولي، رغم انها وصفت هذه التحركات الغربية بالـ«ضجيج» الذي لا يؤدي «الى أي شيء»، وذلك في وقت كثفت أنقرة حملتها الدبلوماسية لتسويق اتفاق طهران النووي، فيما كان الرئيس الاميركي باراك اوباما يصر على السير في طريق العقوبات الدولية.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية «ارنا» عن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، قوله ان «البعض وعلى مدى التاريخ وفي مرحلة الثورة عملوا بصورة ممنهجة لشطب ايران من الجغرافيا السياسية، ولكن على الرغم من المؤامرات والفتن فاننا نواصل طريقنا اکثر قوة وعزة وتطورا». واضاف ان ايران «تمضي قدما في طريق التطور بسرعة، وان الأعداء في حال التراجع بذات السرعة.. بالطبع فان الأعداء يثيرون الكثير من الضجيج، لكنهم هم نفسهم يعلمون ايضا بانهم لا يستطيعون فعل اي شيء ضدنا».
من جهته، حذر نائب رئيس مجلس الشورى محمد رضا باهونار، من انه «إذا صدر قرار جديد ضد ايران، فسنصبح في حل من الالتزام ببيان طهران وسيلغى إرسال وقود الى خارج ايران»، مشيرا بذلك الى الاتفاق الثلاثي بين ايران وتركيا والبرازيل. واضاف ان «القوى الكبرى، وكذلك مجلس الامن الدولي، توصلوا الى إجماع بخصوص ايران، ومن المرجح الى حد بعيد ان تصبح الجولة الرابعة من العقوبات سارية ضدنا في المستقبل القريب».
- وقبيل ذلك، أجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، سلسلة محادثات هاتفية مع عدد من الزعماء، شملت الرئيس الاميركي باراك اوباما، والسوري بشار الأسد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، وتناولت اتفاق التبادل النووي الذي وقعته ايران مع تركيا والبرازيل، واعدا بمواصلة اتصالاته مع زعماء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.
وشدد اردوغان خلال تقييمه لفحوى هذه الاتصالات، على ان إيران «قامت بالخطوة المطلوبة منها، وعلى المجتمع الدولي أن يقدر ما قامت به حتى الآن»، مشيرا إلى أن ذلك «ينبغي أن يكون توطئة لتجريد المنطقة من السلاح النووي». واضاف «تحدثت مع اوباما وبوتين وأبلغتهما أن البروتوكول المبرم مع إيران هو نصر دبلوماسي تم تحقيقه بعد عملية مفاوضات صعبة. ولا بد هنا من الإشارة إلى الدور الذي لعبته البرازيل ورئيســها (لويس ايناسيو لولا دا سلفا) في هذه المفاوضات».
واضاف اردوغان «لعل النتيجة الحساسة هنا أن إيران أعلنت قبولها شروط وكالة الطاقة الذرية، الأمر الذي يعني أيضا تأكيدها، ونحن معها، على الحق الطبيعي لأي دولة في امتلاك الطاقة النووية لأغراض سلمية». وتابع «بعد إنهاء هذه العملية الصعبة بنجاح، على المجتمع الدولي أن يقدم الدعم اللازم للتسوية السلمية، وهو المهم بالنسبة لمنطقــتنا التي لا نريد فيها سلاحا نوويــا أبدا، ولا نقبل أيضا أن تقوم أي دولة، مهما كانت، بالاستثمار في السـلاح النووي هنا».
- بدورها، ذكرت «وكالة أنباء الأناضول» أن اردوغان شدد خلال اتصاله مع اوباما، على رفضه وجود «سلاح نووي في المنطقة»، ووصف الاتفاق الثلاثي بـ«النصر الدبلوماسي»، قائلاً إن تركيا ستراقب احترام الوعود المشار إليها في الاتفاق. واوضح اردوغان «يجب أن تثق تركيا والولايات المتحدة ببعضهما البعض، وأن تدعما بعضهما كشريك استراتيجي وصديق نموذجي».
ونسبت الوكالة إلى اوباما قوله إن الولايات المتحدة وتركيا تعاونتا بصداقة حقيقية لسنة ونصف السنة بعد توليه سدة الرئاسة، ورحب بقيادة اردوغان في تركيا والمنطقة. وأشار إلى أنه يتفهم رغبة اردوغان في حلّ المسألة الإيرانية عبر السبل الدبلوماسية، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستستمر في التعاون مع تركيا في هذا المجال. وأمل أن تحل المسألة دبلوماسياً وفي إطار الاتفاقــات التي تم التوصل إليها، وإلا سيتم اللجوء إلى تطبيق قرارات يتخذها مجلس الأمن.
وكان البيت الابيض أعلن أن اوباما أجرى أمس اتصالاً هاتفياً مع اردوغان أبلغه فيه أن السعي مستمر لفرض عقوبات جديدة على إيران في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن أفعال طهران الأخيرة لم تساهم في «بناء الثقة».
ويقوم رئيس الوزراء التركي الأسبوع المقبل بزيارة رسمية للبرازيل حيث يلتقي الرئيس البرازيلي، الذي قال ان ايران أبدت استعدادا للتفاوض بشأن برنامجها النووي وانه ينبغي للدول الأخرى الآن أن تبدي استعدادا مماثلا. وأضاف «إيران التي كانت تصور للعالم على انها الشيطان، جلست إلى طاولة المفاوضات. أريد ان أرى الآخرين يلتزمون بما يريدون من إيران ان تفعله». وتابع «هناك بعض الاشخاص الذين لا يعرفون كيفية ممارسة السياسة مع عدو». وسأل «من قال إن قضية إيران تخص الولايات المتحدة وحدها».
- في مقابل ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ايران لإرسال تفاصيل تبادلها المقترح لليورانيوم الى الوكالة الذرية التابعة للامم المتحدة بأسرع ما يمكن. واعتبر انه «لا ينبغي ان يتداخل هذا (الاتفاق الثلاثي) مع المحادثات في مجلس الامن الدولي»، مضيفا انه يأمل ان يتوصل مجلس الامن الى توافق في الآراء.
يأتي ذلك في وقت قال دبلوماسيون غربيون، ان مشروع قرار الامم المتحدة الذي ينص على فرض عقوبات على طهران يمنع تسليمها صواريخ مضادة للطيران من طراز «اس ـ300» باعتها موسكو لايران التي لم تتسلمها بعد.
كما يتزامن ذلك مع إعلان رئيس الهيئة النووية الحكومية في روسيا سيرغي كيرينكو، ان من المقرر ان يبدأ تشغيل المفاعل الذي تبنيه روسيا في محطة بوشهر للطاقة النووية في ايران في آب المقبل.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...