ثمة أمل لوقف انتشار الإيدز

كشفت دراسة دولية نشرتها دورية «لانسيت» الطبية وسيلة للحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسب «الإيدز» بشكل كبير، وبنسبة تصل إلى 90 في المئة، عبر استخدام العقاقير المضادة للفيروسات.
ولهذا الاكتشاف آثار هائلة على الحد من تفشي الوباء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أكثر المناطق الموبوءة في العالم، لكون استخدام هذه العقاقير قد «يقدم أفضل أمل لاستئصال الوباء»، الذي أزهق حياة أكثر من 25 مليون شخص في العالم منذ 1981.
والعقاقير المضادة للفيروسات غيرت نظرة المصابين بفيروس الإيدز بإطالة أعمارهم إلى العمر العادي تقريباً. لكن أهميتها كإجراء وقائي لكبح، أو حتى استئصال، انتشار المرض، لم تعرف إلا مؤخرا، حيث كان العلماء يتخوّفون من أن تؤدي إطالة أعمار المصابين إلى إصابة عدد أكبر من الناس».
ولكن بعد عامين على معالجة مرضى الإيدز بالعقاقير المضادة للفيروسات، (والتي يتعين تناولها يومياً مدى الحياة)، وجد الباحثون أن معدل الإصابة لدى شركاء المصابين كان أقل بنسبة 92 في المئة، من أولئك الذين لم يعالجوا.
وخلال الاجتماع السنوي لـ«الجمعية الأميركية لتقدم العلوم»، في كاليفورنيا، في شباط الماضي، قوبل اقتراح الباحث براين ويليامز، من مركز جنوب أفريقيا للتحليل الطبي، «اعتماد برنامج صارم لوصف العقاقير المضادة للفيروسات لكل شخص مصاب بالمرض، من أجل وقف كل الإصابات»، بتشكيك. لكن ويليامز كان يأمل «بوقف انتقال المرض بفاعلية في غضون خمس سنوات، وإزالة الإصابات في غضون 40 عاماً».
ويبدو أنه أصاب في اقتراحه، حيث أيدته دراسة «لانسيت» التي شملت 3400 ثنائي، أحد الشريكين فيهما مصاب بالمرض.
وقالت ديبورا دونيل من المركز الدولي للبحوث السريرية في جامعة واشنطن إن «الاكتشاف قد يعطي دفعة لاستخدام العقاقير المضادة للفيروسات كاستراتيجية وقائية»، لافتةً إلى أن 70 في المئة من الإصابات كانت تُنقل بواسطة شركاء لديهم أعلى معدل فيروسي (أكثر من 50 ألفاً لكل ملليلتر) وأن استهداف هذه المجموعة «سيكون الاستخدام الأفضل للموارد» التي توصلنا إليها.
ويتعايش 33.4 مليون شخص مع الإيدز وفق إحصائيات 2008، نحو 31.3 مليوناً منهم بالغون، بينهم 15.7 مليون امرأة، و2.1 مليون طفل. وفي العام ذاته، بلغ عدد الوفيات بسبب المرض مليوني شخص، منهم 280 ألف طفل. كما أن هناك 9.5 ملايين شخص بحاجة عاجلة إلى أدوية إيدز.

المصدر: السفير نقلاً عن «الاندبندنت»