السفر إلى الآخرة: درجة رجال الأعمال بالسياحة أو بالهوب هوب

«فوق الموتة عصة القبر» مثل شعبي طالما سمعناه من أهلنا ورددناه في مجالسنا، فمصيبة أهل الميت لا تقتصر على فقدانهم لعزيز غادرهم إلى دار الحق ولكن الأهل ومن منطلق حرصهم على تكريم ميتهم بالصورة الاجتماعية اللائقة فإنهم يتحملون أعباء تفوق في كثير من الأحيان إمكانياتهم المادية من أجل ترتيب مراسم الدفن والجنازة والعزاء وما يرافقها من طقوس وعادات معقدة سارية على كل شرائح وطبقات المجتمع فقيرها وغنيها ولو بحدود متفاوتة ويجب على الجميع الأخذ والقيام بها بالشكل الأمثل وقد يلجأ الكثيرون إلى الاقتراض أو طلب المعونة لسد نفقات هذه المراسم.
 للموت منازل
ترتيبات دفن الميت لها درجات ومنازل مثل أي شيء في حياتنا وذلك حسب طلب ذويه.
يقول زهير الموصلي أحد العاملين في مكتب دفن دمشق الذي يتبع إدارياً لمحافظة دمشق ويتحمل جميع أعباء ومستلزمات الدفن: إن أهل الميت يختارون الوصل الذي سيدفعون بموجبه أجور جميع مستلزمات الدفن فوصل الدرجة الممتازة يبلغ 1800 ل. س ويشمل السيارة بداخلها التابوت وخمسة أكفان وحنة وكافور وصابون وليفة بما فيها تكلفة أجر المغسل الذي يقوم بغسل الميت والملقن وسائق السيارة أي إن أهل الميت لا يتعرفون على شيء.
وأما الدرجة الأولى وتكلفتها 1600 ليرة فهي تتضمن كل تلك الأشياء ولكن بثلاثة أكفان والدرجة الثانية بـ800 ليرة وتقتصر على كفنين وهناك درجات نفقاتها أقل.
وأشار إلى وجود نفقات أخرى مثل الإكراميات التي يقدمها أهل الميت لعمال مكتب الدفن وخاصة أن الرواتب التي يتقاضاها العمال هناك زهيدة لا تتجاوز 12 ألف ليرة للعامل الذي بلغت خدمته 25 سنة ولهذا فهم يستفيدون من الإكراميات أو البراني كما يسمى من أهل الميت إضافة إلى أجور الحفار وتبلغ 100 ليرة لقاء تنزيل الميت في القبر وفي حال كان القبر بحاجة إلى ترميم وتعمير فتكلفته تتجاوز خمسة آلاف ليرة ويدفع هذا المبلغ بموجب إيصال يأخذه الحفار من أهل المتوفى ثم يصرفه من المكتب.
وأضاف: أسعار القبور قد تصل في بعض الأحيان إلى خمسمئة ألف ليرة سورية وما فوق كمقبرة الدحداح وباب الصغير، والقبر يتفاوت سعره حسب المنطقة الموجود فيها ويرتبط بأسعار العقارات فيها وحسب موقعه من المقبرة ذاتها وكلما اقترب القبر من مقابر العائلة ازداد سعره والكثير من المقابر في دمشق لم يعد فيها قبور للبيع وفيما إذا أراد أحد بيع قبر يملكه فإن التنازل يتم عن طريق المحكمة بموجب عقد بين الطرفي، ولكنه لا يثبت باسم المشتري فملكية القبر تعود للأول، وقد درجت العادة أن يتم تنزيل المتوفى في مقبرة يتوارثها الأبناء ومن ثم الأقرباء وهنا يجب على أهل الميت بعد إبراز تقرير الوفاة أن يقدموا ثبوتيات تبين رقم القبر واسم صاحبه وأسماء المدفونين فيه ومن المفترض أن يمضي أربعة أعوام على دفن آخر جثمان في القبر لكي يسمح بدفن جثمان جديد من أجل التأكد من فناء الجثة وفي بعض المناطق مثل الصالحية فإن مدة الدفن يجب أن يمضي عليها عشرة أعوام لكون تربة الأرض صخرية باردة لا تفنى الجثة فيها بسرعة وفي كل الأحوال يوجد كشاف يقوم بفتح جزء من القبر للتأكد فيما إذا كان يصلح لإنزال جثمان جديد أم لا وفي حال عدم صلاحيته لتنزيل الميت وكان الميت لا يملك قبراً آخر يقوم المكتب بتحويل الميت إلى مقبرة نجها ويدفع فقط 1200 ليرة ثمن القبر.
وأشار إلى وجود عائلات فقيرة غير قادرة على دفع تكاليف الدفن وهنا يطلب مكتب الدفن منهم إحضار وثيقة من مختار الحي الذي كان يسكن فيه المتوفى يثبت فيها ذلك وحينها يعفى من جميع التكاليف.
أبو شادي حفار قبور وحارس مقبرة بوابة الميدان أكد بأنه منذ زمن طويل لم يتم بيع قبر في المقبرة ومعظم القبور الموجودة ملك لعائلات محددة مخصصة لدفن أبنائهم وأقاربهم وفي بعض الأحيان تقوم هذه العائلات بالسماح لعائلات أخرى بالدفن في قبورها على سبيل الاستضافة لأسباب عدة فقد تكون هذه العائلات فقيرة لا تمتلك قبوراً خاصة بها أو عدم مضي خمس سنوات على دفن آخر شخص في القبر الذي تمتلكه.
وبالطبع فإن الأمر لا ينتهي بدفن الميت فكل العائلات تحرص على وضع شواهد للقبور مصنوعة من الرخام وفي منطقة باب الجابية تنتشر المحال المتخصصة بتجهيز هذه الشواهد وقد أكد لنا بعض العاملين في هذه المهنة أن تكلفة الشاهدة تتراوح بين 1500 ـ 10000 ليرة سورية حسب المواصفات التي يطلبها الزبون وتختلف حسب الحجم وعدد الكلمات التي ستحفر عليها ونوعية الرخام وفيما إذا أراد الزبون تلبيس القبر بالرخام أو الموزاييك فإن التكلفة تتراوح بين عشرة آلاف و150 ألف ليرة سورية.

الدفع مستمر
كل التكاليف التي دفعت خلال الدفن هي زهيدة إذا ما قورنت بما يدفعه أهل الميت بعد ذلك لدى فتح باب العزاء وفي السنوات الأخيرة انتشرت بقوة في دمشق بعض المحال المتخصصة بتقديم كل الخدمات اللازمة للعزاء والتي وفرت فرص عمل للكثير من العاطلين عن العمل ليثبتوا أن كل شيء في الحياة قابل للاستثمار حتى الموت وليصح المثل القائل «مصائب قوم عند قوم فوائد».
أحمد ملحم صاحب أحد هذه المحال في الميدان قدم شرحاً عن الخدمات التي يقدمها المكتب لأهل الميت وتكلفتها فأوضح أن اتفاقاً يجري بين أهل الميت والمكتب من أجل القيام بجميع الخدمات ونوعية هذه الخدمات يحددها الزبون حسب إمكانياته المادية وتشمل طباعة النعيات وإلصاقها وتقديم القهوة المرة والمشروبات الأخرى كالليمون والكمون والشاي بأنواعه حيث يقوم بها أربعة عمال وهناك نساء يقدمن هذه الخدمات لعزاء الحريم وفي أغلب الأحيان يطلب أهل الميت قارئين يتناوبان على قراءة القرآن لمدة لا تقل عن ساعتين في اليوم الواحد وتكلفة القارئين تتراوح بين 10- 15 ألف ليرة حسب درجتهما وشهرتهما.
لافتاً إلى أن التكلفة التي يقدمها المكتب لقاء هذه الخدمات لا تقل عن 25 ألف ليرة سورية خلال ثلاثة أيام العزاء.
ويضيف: يطلب أهل الميت طعاما ليقدم بعد الدفن للمشاركين في الجنازة ويكون في أغلب الأحيان صرراً من الأوزي وهي مكلفة جداً وقد تتراوح تكلفة الطعام بين 100- 150 ألف ليرة سورية وهي قابلة للزيادة في حال كان عدد الأشخاص كبيراً خاصة فصرة الأوزي ثمنها اليوم بين 100- 125 ليرة سورية وفي بعض الأحيان تطلب بعض العائلات الصفيحة وتكلفتها أقل من ذلك.
كما يقوم المكتب بإعداد طعام الغداء بناء على طلب أهل الميت في أول خميس على الوفاة وتتراوح تكلفة طعام هذا اليوم بين 25- 50 ألف ليرة وبحكم عملنا أستطيع القول إن الحدود الوسطى التي يتكلفها أهل المتوفى خلال ثلاثة أيام العزاء لا تقل عن 175 ألف ليرة سورية عدا غداء الخميس وهي قابلة للزيادة وإذا قلت التكلفة عن ذلك فإن مستوى الخدمة يصبح متدنياً وفي كثير من الأحيان يطلب إلينا تقديم الخدمات في ذكرى الأربعين والسنوية وتقدر تكلفتهما بين 25- 50 ألف ليرة.

قبور تنتظر سكانها
هذا الواقع قد يفسر لنا لجوء وسعي الكثير من الأشخاص الأحياء الذين يعيشون بيننا وخاصة المتقدمين في السن إلى شراء مرقد لهم يؤويهم بعد موتهم ولا نستغرب هنا وجود قبور على شواهدها أسماء وتاريخ الولادة ولكن تاريخ الوفاة مجهول وبعضهم يدخر جزءاً من ماله من أجل سد تكاليف وفاتهم ليخففوا الأعباء المادية عن ذويهم ولسان الحال يقول ادخر في حياتك ليوم مماتك.

رجاء يونس   

33 مقبرة في دمشق أقدمها «الباب الصغير»

ميت فوق ميت هذه الآلية في عملية دفن الموتى في مدينة دمشق تنسحب على كل مقابرها الواقعة ضمن الحيز الجغرافي للمدينة التي تنتشر في أنحاء المدينة المختلفة حيث تحتوي المدينة على 33 مقبرة أقدمها مقبرة باب الصغير في منطقة باب مصلى التي عمرها من عمر المدينة وسكانها تليها مقبرة الدحداح في حي العقيبة – شارع بغداد وبعدها مقبرة الشيخ أرسلان شرق المدينة.
 وهذه الآلية معتمدة ومنذ زمن بعيد لعدم قدرة المقابر على توفير أماكن جديدة للقادمين الجدد حيث يدفن اللاحقون فوق السابقين وفق شروط صارمة ومستندات وأوراق ثبوتية وموافقات تثبت صلة المتوفى الجديد بالسابق على أن يكون قد مر على الوفية بين 5 و10 سنوات بحسب رغبة الأهل للدفن فوقها.
وبحسب أحمد سهيل المشرف على مقبرة برزة البلد والواقعة على تلة على سفوح جبال برزة على الأوتستراد بداية طريق التل فإن كلفة دفن المتوفى تخضع لعدة عوامل وعناصر وبحسب عمق الحفر أو الكشف عن القبر موضحاً أن بعض القبور (والحديث هنا يقصد فيه ميت فوق ميت وليس حفر قبر جديد) يصل الحفار إلى بلاطتها على عمق 30 سم وبعضها تتطلب الحفر حتى عمق مترين حتى يصل إلى بلاطة القبر وبعضها تظهر فيه الصخور المعوقة عدا وضع المقبرة وموقعها إذا كانت مستوية أو جبلية أو صخرية وعملية نقل الكرستة من مواد البناء مثل الرمل والبحص والإسمنت والبلوك والرخام إذا تطلب الأمر ذلك قائلاً إن كل تلك العوامل تدخل في كلفة القبر وتقع على عاتق أهل الميت.
وبين السهلي تولد 1968 الذي يعمل في تربة القابون وحديثاً في تربة برزة البلد بأن كلفة القبر العميق تصل إلى نحو 5 آلاف ليرة والأقل عمقاً 3 آلاف ليرة يضاف إليها وصل بقيمة 1000 ليرة بشكل عام مع ذلك أشار إلى إحدى الوفيات التي دفنت قبل حديثنا معه بيوم لم يدفع أهلها سوى قيمة الوصل البالغة 1000 ليرة دون دفع التكاليف الأخرى بسبب وضع الميت وحالته الفقيرة.
وأضاف إن هناك بعض الناس الذين يدفعون أتعاب الحفار ويظنونها إكرامية أو ما شابه ذلك بينما هي لا تعدو أن تكون أجرة مقابل أتعاب الشغيل أو الحفار قائلاً: هناك عشرة شغيلة تركوا العمل في مقبرة برزة البلد لقلة المردود أو الحصول على أجور لا توازي أتعابهم في مقبرة تكثر فيها الوعورة والأشواك لطبيعتها الجبلية مشيراً إلى ضرورة أن يدفع أهل المتوفى ما يقارب الـ3 آلاف ليرة غير الوصل في مقبرة برزة البلد.
وقال: إن العامل يتقاضى 500 ليرة عن كل وفاة لكونه لا يتقاضى أي راتب ولا تشهد المقبرة حالة دفن إلا كل أسبوعين مرة بينما تشهد مقبرة القابون بمعدل عشر وفيات يومياً والمقبرة تعود إلى أيام الثوار بحسب السهلي.
في مقبرة الدحداح وقبل الدخول إلى المقبرة كان لنا حديث قصير مع أبو محمد 55 عاماً من أهالي الحي حيث بيّن أن كلفة القبر تتراوح بين 80 و100 ألف ليرة مطالباً بإيجاد حلول واضحة لهذه الحالة أو إيجاد البدائل بتخفيف الأعباء المالية والمادية على أهل الميت فليس كل الناس قادرين على دفع التكاليف الحالية مع وجود أناس مستعدين لدفع حتى 500 ألف ليرة ثمناً للقبر ووجود أناس لا تسمح إمكانياتهم بدفع تكاليف عالية ولكنهم يخضعون لذلك لأن إكرام الميت دفنه ولا أحد يعلم بيوم منيته حتى يقوم قبل أسبوع أو شهر بالبحث أو التفاوض على مكان إقامته بعد الوفاة.
أبو خالد مشرف مقبرة الدحداح نسبة إلى أحد الصحابة قال إن أرض المقابر في كل أنحاء المدينة هي وقف يعود لمديرية أوقاف دمشق ولكل مواطن الحق بالدفن في هذه المقابر بينما يرتبط الإشراف الإداري والمالي بمحافظ دمشق ومكتب دفن الموتى.
ولفت إلى أن تجهيزات دفن الفقير تقع على عاتق محافظة دمشق أو تبرع من إحدى الجمعيات الخيرية أو أهل الإحسان وأن هناك 7 حفارين يعملون بالتناوب على مدار الأسبوع في مقبرة الدحداح. وبيّن أبو خالد أن إيجار الصيانة والترميم تدفع من قبل ذوي المتوفى حيث يتراوح تكاليف قبر الرخام بين 15 ألفاً حتى 100 ألف ليرة الذي يباع في محال تصنيع الرخام في منطقة السنانية في باب الجابية أو في معامل الرخام بالذات التي تملك آلات القص التي تقوم بمعظم هذه الأعمال بعد الحصول على إذن ترميم من مكتب دفن الموتى حيث لا يتقاضى الحفار أي مبلغ من هذه الكلفة.
وأشار إلى أن الوفاة تحتاج إلى تقرير طبي وبطاقة شخصية مع هوية المتوفى تقدم إلى مكتب الدفن حيث يتم دفن المتوفى في المقبرة التي فيها قبور العائلة.
وأضاف: إن الحفار يأخذ ثمن أتعابه فقط لكونه بلا راتب ولا ضمان صحي.
مدير مكتب الدفن في دمشق غسان معمولي أكد أن المقابر الـ33 الموجودة ضمن الحيز الجغرافي لمدينة دمشق لم تعد تستوعب حفر أي قبر وإنما يوضع الميت فوق الميت بعد مرور خمس إلى عشر سنوات وقال إن البديل الحالي والمتوافر هو في المقبرة الجنوبية الجديدة في منطقة الحسينية التي باتت تشهد إقبالاً من المواطنين لدفن موتاهم بأسعار رمزية قياساً للمدينة حيث لا تتجاوز كلفة القبر 2800 ليرة هي أجور حفر القبر والمواد المستخدمة فيه التي تحسنت الخدمات فيها في الآونة الأخيرة مشيراً إلى وجود إيصالين أحدهما للحفار بقيمة 1000 ليرة والثاني لمكتب الدفن بقيمة 1800 ليرة وأن الحفار لا يعتبر موظفاً ويتقاضى أتعابه من خلال دفن الوفيات وأعمال البناء أو الهدم والصيانة والترخيم أي أعمال الرخام.
وكشف عن دراسة يقوم بها المكتب مع محافظة دمشق لإعادة النظر بالكلف الحقيقية على اعتبار أن التسعيرة الحالية موضوعة منذ عام 1989 ويمكن أن تعدل بحيث ترفع قيمة الوصل من 1000 حتى 1500 ليرة والترميم من 7500 حتى 9000 ليرة لكون مواد البناء وأجور اليد العاملة ارتفعت كثيراً خلال الفترة الماضية.
وقال أيضاً: إن الأتعاب وأجور الشغيلة تختلف تبعاً لحالة القبر وعمقه وعوامل أخرى يقدرها ذوو المتوفى.
وبيّن أن هناك نحو 20 متوفى ترد إلى مقابر دمشق من المدينة وريفها وأن المكتب يقدم خدماته لدمشق وجزء من ريف دمشق لمسافة 20 كم ويمكن أن يخدم ابن المدينة عندما يرغب في دفن المتوفى في مقابر الريف من خلال 31 سيارة مع عناصر التغسيل والتكفين وغيرهما من الخدمات.
وختم إن المواطن مقتنع بالكلف الحالية ونتدخل عندما يتعرض لغبن أو ابتزاز أو تجاوز ما في الأسعار أو الكلف النظامية.

صالح حميدي 

اللجوء الدمشقي لمقابر الريف رفع أسعارها بشكل مفاجئ

يعاني بعض مناطق ريف دمشق من ضيق مساحات المقابر الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار القبور بشكل مفاجئ إضافة إلى لجوء أهالي المدينة إلى قبور الريف نتيجة ارتفاع سعر القبر في دمشق إلى 300 ألف ليرة سورية، أهالي منطقة عربين قالوا إن تكلفة القبر في تربة عربين تصل إلى 10000 ليرة سورية بعد أن كانت تكلفته لا تتجاوز 2000 ليرة ويعود السبب إلى ازدياد عدد سكان مدينة عربين إلى 75 ألف نسمة وبالتالي أصبحوا يدفنون الميت في نفس المكان الأمر الذي استدعى إلى دعوة خطباء المساجد إلى جمع تبرعات لشراء مساحة من الأرض لجعلها مقبرة جديدة فتم جمع 18 مليون ليرة من أجل شراء 10 دونمات لأهالي عربين، ناهيك عن أن اللجنة المسؤولة عن تربة عربين بدأت تأخذ عمولة تتجاوز 5000 ليرة سورية لتأمين قبر في نفس التربة.
أوضح قاسم- د المشرف على مقبرة المعضمية أن لجوء أهالي مدينة دمشق إلى مقبرة معضمية الشام وتدفق الأموال لعبا دوراً كبيراً في رفع أسعار المقبرة ويعود السبب بارتفاع تكلفة القبور إلى اللجوء الدمشقي الذي يعاني من غلاء أسعار المقابر في مدينة دمشق، لافتاً إلى أن قبور ريف دمشق أرخص من مثيلاتها في دمشق وأن قرى وبلديات الريف تختلف أسعارها عن مواقع المدن لاتساع أراضيها، ناهيك عن أن بعض أهالي ريف دمشق يتبرعون بمقاسم فارغة لإنشاء مقابر بعد السماع بضيق المقبرة الموجودة في مركز المدينة.
وقال المحامي رأفت.م: إن مصاريف العزاء والقبر في سيدي مقداد قد تصل إلى 40 ألف ليرة في حال إقامة العزاء في منزل المتوفى بينما بعد صدور قرار وزارة الإدارة المحلية المتضمن منع ظاهرة العزاء في الخيم وجعلها في صالات المساجد تضاعفت التكاليف لتصل إلى 50 ألف ليرة، مشيراً إلى أن ظاهرة خيم العزاء كانت حلاً ومتنفساً للأسر الفقيرة التي كان يعيبها صغر المكان وضيق الحال في المنزل إضافة إلى أن عدد المساجد قد لا يكفي على حد تعبيره.

أسعد المقداد   

المصدر: الوطن السورية