«أنا وصدام» رؤية موثقة ـ متخيلة للوضع السوري ـ العراقي
يؤكد كاتب مسلسل «أنا وصدام» عدنان عودة أن عمله لا يتناول سيرة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وإن كان هذا الأخير سيكون جزءاً من حكايته.
وفي حواره مع «السفير» يكشف الكاتب الشاب أن «أنا وصدام» هو دراما سيرة ذاتية، إلاّ أن الشخصية المحورية، ليست شخصية الرئيس العراقي صدام حسين، ولا العراق بحد ذاته. بل هي سيرة ذاتية لشخصية سورية متخيلة بالمطلق، من مدينة «البوكمال» السورية الحدودية. ويدعى صاحبها ناصر العاني. ويقوم المسلسل على فكرة نشوء علاقة ما بينها وبين الرئيس العراقي إثر هربه إلى سوريا في العام 1959، بعد مشاركته في محاولة الاغتيال الفاشلة للزعيم عبد الكريم قاسم.
من هنا، فالرئيس صدام حسين وتجربته من البداية حتى السقوط، ستكون الإطار القدري (الزماني ـ المكاني) للأحداث التي عاشها العاني، والتي أثرّت عليه كفرد، وعلى المنطقة بشكل عام.
ويرى الكاتب عودة أن عمله «سيشكل وثيقة تاريخية (بعضها توثيقي والآخر متخيل) للوضع السوري ـ العراقي، بما يخدم الغاية الدرامية للمسلسل».
ويشير كاتب «أبواب الغيم» إلى أن مسلسله «سيكون معنياً بطرح الأسئلة، لا بتقديم الأجوبة وإطلاق الأحكام». لأنني معنيٌ بالدراما أولاً. فقد كان خياري أن أكتب عملاً متخيلاً يقيم مع الواقع صلات معينة. وأطالب من سيشاهد المسلسل أن لا يحاكمه على أنه الواقع، أو أنه فصل من التاريخ. فالتاريخ موجود في صفحات الكتب والوثائق، وليس في المسلسلات التلفزيونية».
لذا يأمل عودة «أن يتلقى العرب المسلسل بدون إثارة حساسيات حول طريقة المعالجة، وخصوصاً أني كأي مواطن عربي أحمل مشاعر متضاربة حول الرئيس العراقي، والمسلسل سيعكس وجهات النظر المختلفة حوله».
وحول مدى قدرته على الغوص في تفاصيل البيئة العراقية، التي لم يعايشها عن قرب، يقول: «أنا من منطقة الرقة - الفرات، وهي منطقة تشبه بثقافتها ولهجتها حد التطابق بنية المجتمع العراقي العشائرية والإثنية». كما أنني بذلت جهداً للاطلاع على الواقع العراقي الراهن بمساعدة مختصين بالشأن العراقي، منهم الصديق الصحافي محمد عبد الرحيم، والمخرج المسرحي باسم قهار».
وعن شراكته مع المخرج الليث حجو الذي سيقوم بإخراج العمل في ثاني تعاون بينهما في مسلسل «طويل»، يقول عودة: «نشأت العلاقة بيني وبين حجو خلال تعاوننا في مسلسل «فنجان الدم». ومنذ ذلك الوقت نسعى للتعاون في مشروع آخر. وهذا ما أتاحه «أنا وصدام».
ويضيف: «يتابع حجو كل حلقة أكتبها أولاً بأول، ليشاركني فيه عبر ملاحظاته، بما يصب في صالح العمل».
يتبنى إنتاج المسلسل الجديد «شركة فردوس للإنتاج والتوزيع الفني»، التي تملكها الفنانة لورا أبو أسعد.
وحول ما تردد من أن لمحطة «أم بي سي» علاقة بالمشروع، يوضح قائلاً: «حتى اللحظة لا توجد أية علاقة للمحطة بالمسلسل، وإن كانت قد عرضت علي كتابة السيرة الذاتية للرئيس صدام حسين قبل حوالى ثلاث سنوات. وقد اعتذرت يومها لاعتقادي أن السيرة الذاتية لصدام ـ شئنا أم أبينا ـ ستتضمن موقفاً سياسياً معيناً، وهذا ما تجنبته في مسلسلي الحالي. ولكن قد تكون «أم.بي.سي» إحدى القنوات المحتملة لعرض المسلسل بعد تصويره هذا العام».
يعتبر الكاتب عدنان عودة اليوم نفسه كأحد كتاب الدراما السورية التي تتميز بالخصوصية، ويرى أن النص هو الركيزة الأساسية لأي مسلسلٍ ناجح. لذا فهو أحد الكتّاب الأعلى أجراً. ما يقطع عليه الشعور بالغبن الذي يتعرض له النص الدرامي التلفزيوني في مجال التسويق، بما يخدم فقط نجوم المسلسل ومخرجه».
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد