دقيقة صمت أمريكية لراحة العالم
تحيي الولايات المتحدة غدا الاثنين الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الأعنف في التاريخ، فيما عادت حرب العراق وبن لادن إلى الصورة.
وتلبية لدعوة الرئيس جورج بوش سيقف الأميركيون دقيقة صمت بالثامنة و45 دقيقة بالتوقيت المحلي، ساعة الهجوم الأول على برجي مركز التجارة العالمية بنيويورك.
وستُنكس الأعلام حدادا عن روح الضحايا البالغ عددهم 2973 قتيلا الذين خلفتهم أربعة هجمات شنها بتلك الصبيحة 19 من خاطفي الطائرات.
وستقام الاحتفالات في نيويورك بموقع البرجين لعائلات الضحايا وفي مركز الإطفائيين الذي يشارك فيه بوش، ويفترض أن يتوجه الرئيس لاحقا إلى بنسلفانيا شرقي البلاد ثم مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) قبل أن يدلي بخطاب متلفز بالساعة 21 بالتوقيت المحلي الاثنين (الواحدة بتوقيت غرينتش الثلاثاء).
وفيما تعيد الذكرى إلى الأذهان مشاعر أليمة بين الأميركيين، تابع بوش دفاعه المستميت عن سياسته المثيرة للجدل.
وقبل شهرين من انتخابات تشريعية متوقعة، يصر الرئيس على أن التهديد الإرهابي ما يزال قائما وإن كانت الولايات المتحدة بلدا أكثر أمانا برأيه.
ولكن قبل أربعة أيام من ذكرى سبتمبر، عاد تنظيم القاعدة ليذكر بأن زعيمه أسمة بن لادن لا زال حرا طليقا رغم وعود بوش باعتقاله "حيا أو ميتا".
وكما جرت العادة كل عام قبل إحياء ذكرى 11 سبتمبر/أيلول، أعاد التنظيم التذكير بنفسه عبر بث شريط مصور يظهر للمرة الأولى أسامة بن لادن واثنين من الخاطفين يحضرون للهجمات.
وبالولايات المتحدة ينظر إلى نتائج الهجمات بطريقة متفاوتة، إذ يرى محللون أن التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية مثل مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA) والأجهزة الأجنبية تحسن كثيرا، كما أن الناس العاديين تعلموا أخذ الحيطة والحذر.
لكن المستنقع العراقي يبقى مصدر سخط متزايد. فقد أودى النزاع بحياة أكثر من 2600 جندي أميركي منذ اندلاعه عام 2003 بذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل تبين أنها غير موجودة.
وفي أفغانستان الجبهة الأولى في "الحرب على الإرهاب" التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2001 عادت المعارك مع حركة "طالبان". ففي كابل أدى انفجار انتحاري الجمعة الماضية إلى مقتل 16 شخصا بينهم جنديان أميركيان.
وتراجعت شعبية بوش إلى 31% في مايو/أيار الماضي قبل أن ترتفع من جديد قليلا. وفي استطلاع للرأي أجراه مركز غالوب في أغسطس/آب رأى 51% من الأميركيين أن العراق يشكل أولوية بالنسبة للحكومة قبل الاقتصاد أو أي مسألة أخرى.
وفي الوقت نفسه تثير مسألة الاعتداء على الحرية الشخصية بحجة الضرورات الأمنية جدلا واسعا. فالحكومة تجد صعوبة فعلية في تبرير برنامج التنصت على المكالمات الهاتفية أو حتى وسائل الاستجواب التي تكاد أن تكون تعذيبا فعليا.
وفي يونيو/حزيران عطلت المحكمة العليا عمل المحاكم التي أقرها بوش للفصل بقضايا معتقلي غوانتانامو، لكن الرئيس يبقي على دفاعه عن الأوجه الأكثر إثارة للجدل في طريقته لمكافحة الإرهاب خصوصا منها التنصت.
وبعدما أكد بوش وجود سجون سرية تديرها CIAبالخارج وتأكيده أنها فارغة، عاد وطلب الأربعاء الماضي أن يحاكم 14 مسؤولا بالقاعدة تعتقلهم الولايات المتحدة بمحاكم عسكرية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد