مهرجان العجيلي السادس للرواية العربية

19-12-2010

مهرجان العجيلي السادس للرواية العربية

حسن عبد الله الخلف:  تقيم مديرية ثقافة الرقة ( شمال شرق سوريا ) مهرجان العجيلي السادس للرواية العربية ما بين 22 حتى 24 كانون الأول من عام 2010تحت شعار ( المحظورات في الكتابة الروائية العربية ) بمشاركة نخبة من الروائيين العرب والنقاد وسيشارك في هذه الدورة من المملكة العربية السعودية (تركي الحمد-  عبدو خال)والمغرب (أحمد المديني) والجزائر(الحبيب السائح) وتونس (حسونة المصباحي - آمال قرامي- الحبيب السالمي) ومصر (شيرين أبو النجا - خليل الجيزاوي -  هاله البدري)) والسودان (آدم كومندان جوغان حسب النبي) واليمن (عبد القوي العفيري) والعراق (عمار أحمد- عبد الحميد الربيعي - علي بدر)والأردن( سحر ملص - جمال ناجي - عبد الله رضوان) ولبنان (بشار شبارو- عبد المجيد زراقط ) وإيران ( محمد رضا سرشار- شكوه حسيني - حسين باينده) وسورية (شهلا العجيلي -فؤاد المرعي- سوسن جميل حسن- لؤي خليل -خيري الذهبي- نبيل سليمان - نبيل حاتم نصر محسن -عادل محمود-هايل الطالب -نجاح إبراهيم -أيمن ناصر- احمد المصارع)
ويناقش المهرجان علاقة الرواية بالمحظورات الثقافيّة والاجتماعيّة لكونها  واحدة من تجليات العلاقة بين الجماليّ والمعرفيّ، لذا جاءت  الدورة السادسة من مهرجان عبد السلام العجيلي للرواية العربيّة، لتطرح أسئلة مغايرة للسائد، حول محظورات الكتابة الروائيّة العربيّة، وتتمحور هذه الأسئلة حول عموميّة المحظورات الثلاثيّة المتعلّقة بالدينيّ، والاجتماعيّ، والسياسيّ، ونسبيّتها، إذ تفترض الحركة التطوّريّة لمسيرة البشريّة التقدّم نحو آفاق الحريّة، لكنّ الملاحظ أنّ الكتابة الإبداعيّة في الوطن العربيّ، والروائيّة بخاصّة، تعاني من تضييق آفاق الحريّات، ولعلّ الأمر رهن بإرادات خارجة عن الحقل الأدبيّ، مثلما هو رهن برؤية كلّ من المبدع، والنصّ، والناقد للعلاقة بين الحريّة والإبداع، ففي حين يرى البعض أنّ الحريّة لا سقف لها، يرى آخرون أنّها تتوقّف عند حدّ احترام معتقدات الآخر، وتاريخه، وممارساته الخاصّة.وتتكون محاور المهرجان من أربع محاور هي:
المحور الأوّل، المحظور اللغويّ ،المحور الثاني، المحظورات الثابتة، والمحظورات المتغيّرة في الكتابة الروائيّة العربيّة،المحور الثالث، التقنيّات الروائيّة في مقاربة المحظورات ،المحور الرابع، اختراق المحظورات وسياقات النزوع إلى العالميّة.
تتوزع أعمال المهرجان على ثمانية  جلسات عمل  خلال ثلاث أيام يقدم فيها أربع وثلاثون مساهم بين شهادة وبحث ولعلّ أحد الأسئلة المركزيّة الأخرى لهذا المهرجان يتركّز حول مدى الفنيّة التي تحقّقها النصوص التي قاربت (التابو) أو اخترقته، وإذا ما كان هذا الاختراق يشكّل كيفيّة القول الفضلى، أو أنّه الطريق الأسهل لإثارة دهشة المتلقّي العربيّ الذي يُقدّم على أنّه سليل لثقافة القمع والكبت والإرهاب.
ويفتتح المهرجان يوم الأربعاء 22/12/2010 الساعة الحادية عشرة صباحاً على مدرج دار الأسد للثقافة بالرقة ومعرض فن التصوير الضوئي للفنانين حمزة الحسين ـ م. أمير زينب ومعرض الكتاب العربي  دار الفرقد ـ وكلمة مديرية الثقافة بالرقة يلقيها مدير المهرجان محمد العبادة و كلمة المشاركين يلقيها الكاتب السعودي تركي الحمد و كلمة راعي المهرجان يلقيها محافظ الرقة حفل فني لفرقة الرقة للفنون الشعبية بقيادة الفنان إسماعيل العجيلي.
يذكر إن مديرية ثقافة الرقة أقامت المهرجان الأول عام 2005 على حياة العجيلي وحمل عنوان العجيلي أيقونة الرقة والمهرجان الثاني حمل عنوان خصوصية الرواية العربية والثالث الأساطير في الرواية العربية والخامس حمل عنوان الرواية والنقد.

وقبل وفاة العجيلي بأشهر عقد المهرجان الأول وأرسل رسالة للمشاركين يقول فيها ( إذا لم يكن ارتباطي بالرقة عاطفياً فهو على الأقل ارتباط واجب، بلدة عشت فيها، أهلي فيها و أصدقائي فيها، و هي التي زودتني بما بنيت عليه حياتي المستقبلية من علم و مقام اجتماعي و إمكانيات مادية، من العقوق أن أتركها لمجرد أن هناك بلداً أحسن منها  يقول لي بعض الأحبة: أليس إقامتك في الرقة حالة غريبة! ألم يكن المقام أطيب في كثير من الأماكن والمدن؟ والحقّ أقول: لقد اخترت هذا المقام عن سبق الإصرار والترصد، فأعطتني مدينتي مثلما أعطيتها، وصدق الشاعر حين قال:
<< ...لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق...>>
ويضيف العجيلي في رسالته ،لم أرد أن أكون عالة على أحد، وإنما أردت أن أعيش بعزة فقد خلقت على سوية لم أقصد إلى تجاوزها، ومارست فعل الحياة بعفوية.. ويضيف أيضاً: أعتز بهذه المناسبة ولكن هو جميل أن أكون مثالاً للإنجاز والمنجز الفكر والأدبي بين أهلي، وأن يتنادى المحبون من كل حدب وصوب وكأنني بالرقة تزحف إلى كل مدينة جاؤوا منها، وكأنني بنفسي أركب سيارتي وأزور مدائنكم التي أحبها كما أحبكم
الدكتور صلاح فضل من مصر شارك في المهرجان الأول وتحدث عن العجيلي بالقول: لقد جعل من الرقة إحدى عواصم الرواية العربية من هنا فالاحتفال بالعجيلي يعد احتفالاً بالرواية العربية التي تخمرت وتجذّرت هنا ودخل إنسانها تاريخ الإبداع في قلم العجيلي ،وهذه الخبرة والتواصل الحميم بالبشر وبالأرض وبرائحة الماء والتراب والإنسان لا يحيله إلى كاتب محلي معزول عن غيره فإبداع العجيلي إبداع إنساني شامل عرف كيف يكسر جدار العزلة أكثر من بعض من يقيمون في العواصم الكبرى فرحلاته المادية والحسية التي قام بها في تجوالا ته العريضة كانت أجنحته في العبور إلى الإنسانية فإخلاصه العميق للفن وتلك الثقافة الواسعة ذات البطانة الدافئة والوعي بثقافة الآخرين وأروع ما أنتجته عقولهم من فن تشكيلي ونحت وإبداع وكتب كانت الأجنحة التي طار بها أدبه ليعانق الأدب الإنساني .‏
حيث اقترنت مدينة الرقة بالعجيلي مثلما اقترن العجيلي باسمها فكلاهما يعرف بالآخر إذ لا يذكر الرجل إلا وتنهض الرقة مع ذكره ولا تذكر الرقة حتى ينهض اسم العجيلي مع ذكرها كلاهما يكمل الآخر و يكتمل به .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...