الشركات الإسرائيلية تغزو أذربيجان وتشجع هجرة يهود روسيا إليها
الجمل: تمثل جمهورية أذربيجان، النقطة الجيوستراتيجية الأكثر أهمية في منطقة أوراسيا، وذلك على أساس الاعتبارات الآتية:
- تمثل بوابة السيطرة على منطقة حوض بحر قزوين، الغنية بالموارد النفطية والغاز الطبيعي.
- عن طريق أذربيجان يمكن بسهولة تهديد منطقة قلب الدولة الحيوي في إيران، وذلك لقربها الشديد من العاصمة طهران، والمناطق الإيرانية الفائقة الأهمية والحساسية، إضافة إلى وجود حجم معتبر الوجود لما يعرف بـ(الأقلية الأذربيجانية) الموجودة في شمال إيران، وتتميز بمشاعر عداء قوية إزاء المجتمع الإيراني، وتنشط داخلها حالياً بعض الحركات الانفصالية التي تطالب بالانفصال عن إيران والانضمام لأذربيجان، وذلك بدعم أمريكي- إسرائيلي.
- بالانطلاق من أذربيجان يمكن تهديد المنشآت الروسية في مناطق منابع النفط الروسي، ومحطات الطاقة الكهرومائية الروسية، وأيضاً منطقة جنوب غرب روسيا التي تتمركز فيها الأنشطة الصناعية الروسية.
- تمثل أذربيجان محطة لدعم الحركات المسلحة في آسيا الوسطى ومنطقة القفقاس، وبالتالي فإن دعم هذه الحركات عن طريق أذربيجان من الممكن أن يؤدي إلى المزيد من القلاقل في هاتين المنطقتين.
بعد الانفصال عن الاتحاد السوفييتي السابق، برزت أذربيجان على سطح الأحداث على خلفية الصراع مع ارمينيا حول مسألتين، هما:
• تبعية إقليم ناغورنو كرباخ: وهو منطقة تقع في وسط أذربيجان تسكنها أغلبية أرمنية مسيحية.
• تبعية إقليم تاختشيغان: وهو منطقة تقع في وسط أرمينيا تسكنها أغلبية أذربيجانية مسلمة.
ترجع جذور المشكلة إلى فترة الحكم السوفييتي الشيوعي، فقد أدرك جوزيف ستالين تطرف المجتمع الأذربيجاني الإسلامي، وتطرف المجتمع الأرمني المسيحي، وأراد أن يدمج بين الاثنين، فقام بترحيل أعداد كبيرة من الأرمن المسيحيين إلى وسط أذربيجان المسلمة بمنطقة ناغورنو كرباخ، وأيضاً بترحيل أعداد كبيرة من الاذربيجانيين إلى وسط أرمينيا المسيحية بمنطقة ناختيشغان.
بعد انفصال أرمينيا وأذربيجان عن الاتحاد السوفييتي، طالبت أرمينيا بإقليم ناغورنو كرباخ، وطالبت أذربيجان بإقليم ناختشيغان، وبدأت أرمينيا بالهجوم على سكان إقليم ناختيشغان على النحو الذي أدى إلى تهجير كافة الأذربيجانيين إلى أذربيجان، وعندما حاولت أذربيجان طرد الأرمن من إقليم ناغورنو كرباخ، اندلعت الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، واستطاع الجيش الأرمني احتلال 24% من أراضي أذربيجان.
الدعم الخارجي لعب دوراً أكبر في تعزيز موقف أرمينيا، فقد ساندتها روسيا، لكي تعزز أذربيجان موقفها لجأت إلى أمريكا والتي سرعان ما حضرت إلى المنطقة برفقة إسرائيل، وتم إيقاف الحرب بعد مشاورات أمريكية- إسرائيلية- أرمنية- تركية، وبدأ بعد ذلك ظهور الاتفاقيات الاذربيجانية- الأمريكية- الإسرائيلية- التركية حول موارد نفط
منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى.
تزايدت أعداد الإسرائيليين الموجودين في أذربيجان بأعداد كبيرة، إضافة إلى تواجد قدر كبير أيضاً من الشركات الإسرائيلية.. ومن أبرز العوامل التي ساعدت على ذلك قيام إسرائيل بتشجيع اليهود الروس على القيام بـ(الهجرة المعاكسة)، أي دفع اليهود الروس المقيمين بإسرائيل للهجرة إلى أذربيجان، وتوفير الدعم اللازم لهم لإنشاء الشركات والمنشآت، على النحو الذي جعل من اقتصاد أذربيجان يقع بقدر كبير تحت سيطرة الشركات اليهودية والإسرائيلية.
إن وقوع أذربيجان تحت دائرة النفوذ الأمريكية والقبضة الإسرائيلية الخانقة على اقتصادياتها سوف يلقي بتداعيات كبيرة على الأمن الاستراتيجي في منطقة شرق المتوسط، وذلك لأنه يمثل مصدراً خطيراً لتهديد إيران، والضغط على المصالح الروسية بما يعوق حركة روسيا الداعمة للبلدان العربية، كذلك يؤدي إلى تهديد تركيا نفسها، لأن أنابيب نقل نفط بحر قزوين تنطلق من أذربيجان، وبالتالي يصعب على تركيا الاستقلال بقرارها بمعزل عن أذربيجان.
حالياً يقوم معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بمشروع دراسي بحثي يقوم على أساس اعتبارات أن النموذج الأذربيجاني للتعايش بين اليهود والمسلمين، من الممكن أن يتم تعميمه كنموذج مستقبلي يتم تطبيقه في البلدان العربية المسلمة، بحيث يتحقق تعايش يهودي عربي على غرار النموذج الأذربيجاني.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد