واشنطن ممتنة من دمشق ودمشق تنتقد واشنطن
أجهضت قوات مكافحة الإرهاب صباح أمس عملية إرهابية قامت بها مجموعة إرهابية تكفيرية مسلحة مؤلفة من أربعة إرهابيين، حاولت اقتحام مقر السفارة الأميركية بدمشق، واستخدمت خلال ذلك القنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة.
واشتبكت العناصر المخصصة لحماية السفارة الأميركية من قوات مكافحة الإرهاب مع الإرهابيين، فقتلت ثلاثة منهم وجرحت الرابع، وأدت الاشتباكات إلى استشهاد عنصر من قوات مكافحة الإرهاب وجرح آخر، إضافة إلى جرح شرطي من حرس السفارة وأحد موظفي الأمن فيها.
كما أصيب نتيجة العملية الإرهابية عشرة مواطنين بينهم سبعة عاملين في ورشة فنية من المؤسسة العامة للاتصالات، كانوا يقومون بإصلاحات في المنطقة، واثنان «رجل وامرأة» يحملان الجنسية العراقية، نقلوا جميعاً إلى المشفى لتقديم العلاج اللازم.
وأكد اللواء بسام عبد المجيد وزير الداخلية ان العملية الارهابية التي استهدفت مقر السفارة الاميركية بدمشق أخفقت وتم احباطها ولم تحقق اهدافها وابعادها المرسومة لها من الجهات الاجرامية التي تقف وراءها.
ونوه الوزير بدور قوات مكافحة الارهاب في احباط هذه العملية الارهابية ويقظتها في حماية امن الوطن والمواطن لافتا الى ان التحقيقات الاولية كشفت ان السيارتين اللتين استخدمتا فيها مسروقتان، ولفت الوزير عبد المجيد إلى ان التحقيقات جارية حاليا لكشف خيوط هذه العملية الارهابية.
وقد عبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن امتنانها لسورية لاجهاضها الهجوم الارهابي الذي استهدف مقر السفارة الاميركية.
وقالت في مؤتمر صحفي عقدته في هاليفاكس بكندا أمس: اننا نقدر تدخل قوات الامن السورية في ضمان أمن سفارتنا معربة عن امتنانها الكبير لأن هذا الهجوم الارهابي لم ينجح.
وأشارت وزيرة الخارجية الاميركية الى أن سورية ردت على هذا الهجوم الارهابي بشكل أتاح ضمان أمن العاملين في السفارة وأضافت: ان هذا الامر نقدره كثيراً.
كما أعربت رايس عن تعازيها لأسرة أحد عناصر مكافحة الارهاب الذي استشهد في العملية الارهابية مؤكدة ان الموظفين الاميركيين في السفارة بخير.
بدوره عبر البيت الابيض عن الامتنان للحكومة السورية لاحباطها العملية الارهابية التي استهدفت السفارة الاميركية بدمشق.
وذكرت «رويترز» ان المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو أكد أن الحكومة الاميركية تشعر بالامتنان لما قدمته سورية في احباط العملية الارهابية وملاحقة الارهابيين.
كما أعلنت سفارة الولايات المتحدة الاميركية بدمشق أن جميع موظفي السفارة وعائلاتهم بخير بعد العملية الارهابية مشيرة الى اصابة موظف أمني واحد يعمل في السفارة تم نقله الى احد مشافي دمشق وهو في حالة صحية مستقرة.
وفي وقت لاحق أمس اتهمت السفارة السورية في اشنطن ،الولايات المتحدة بتشجيع التطرف والإرهاب ومشاعر العداء للأميركيين في الشرق الأوسط. وقالت، في بيان، إن «السياسات الأميركية في الشرق الأوسط عملت للأسف على تغذية التطرف والإرهاب والشعور المعادي للأميركيين». ورأى البيان أن «على الولايات المتحدة أن تغتنم هذه الفرصة لمراجعة سياساتها في الشرق الأوسط وتبدأ بمعالجة جذور الإرهاب وتعمل على تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط».
وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، قال السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى، في تصريحات نشرت على موقع الـ «سي أن أن»، إنه يُشتبه في أن جماعة «جند الشام» هي التي نفذت العملية.
وشددت باريس، بعد الهجوم، الإجراءات الأمنية حول سفارتها المجاورة للسفارة الأميركية في دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتييه: «نندد بهذا الاعتداء الإرهابي وسنتخذ إجراءات وقائية لتعزيز الأمن حول سفارتنا القريبة من السفارة الأميركية». لكنه أضاف: «لن نخلي السفارة في هذه المرحلة».
إضافة: قال مسؤول سوري يوم الاربعاء ان رجلا رابعا شارك في هجوم الثلاثاء على السفارة الامريكية في دمشق توفي متأثرا بجروحه.
وقال المسؤول: "توفي في المستشفى الليلة الماضية. ولم يكن بمقدورنا استجوابه قبل ذلك"
الجمل + وكالات
إضافة تعليق جديد