هالدور لاكسنس: «حين تغني الأسماك»
في تاريخ الأدب الاسكندينافي (والأيسلندي تحديدا) يحتلّ هالدور لاكسنس موقعا محوريا في حياة تلك البلاد الأدبية في القرن العشرين. السبب الأول، طول عمره الأدبي الذي بدأه وهو في السابعة عشرة من عمره حين نشر روايته الأولى، والذي لم يتوقف إلا في الخامسة والتسعين. ثانيا هناك جائزة نوبل للآداب التي كافأته العام 1955، ما أعطاه مكانة لم تتأخر في إلقاء ظلّها الوارف على جميع كتّاب ايسلندا، الذين سبقوه كما الذين أتوا من بعده.
كثيرة هي الكتب التي نشرها لاكسنس طيلة مسيرته، ومنها رواية «حين تغني الأسماك» التي تقدمها اليوم بالعربية «الدار العربية للعلوم ناشرون» (بالتعاون مع مؤسسة الأدب الأيسلندي) في ترجمة عن الانكليزية لسهيل نجم.
رواية اعتبرت يومها متجاوزة لعصرها، وتقص علينا سيرة فتى تخلّى عنه أهل قريته ليذهب ويعيش في كوخ مع عجوزين، ليعمل كصياد، وليتقاسم السكن، في عليّة، مع مجموعة من غريبي الأطوار. وهناك يكتشف معهم روحية الاحترام للآخرين، كما المعايير الأخلاقية والفلسفية السائدة في هذا العالم.
هي رحلة في الحياة بكل تشعباتها ومفارقها المتنوعة، من هنا تأتي هذه الرواية، لا لتخبرنا فقط عن مكان محدد هو أيسلندا، بل أيضا عن هذا الكائن البشري، بكل تفاصيله، كما يرويها كاتب اعتبر واحدا من أكثر من غاصوا في الروح الاسكندينافية.
اسكندر حبش
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد