الصحافة الأمريكية اليوم
اهتمت الصحف الأميركية بالوضع في أفغانستان والعراق, فتحدثت عن إخفاقات نظرية رمسفيلد وعن التفاوت ما بين أهداف الولايات المتحدة في العراق ومواردها التي خصصت لذلك, كما دافع أحد المعلقين عن بابا الفاتيكان معتبرا أنه كان صائبا فيما قاله حول المسلمين.
كتب كارل روبيشو مقالا في كريستيان ساينس مونتور قال فيه إن موجة الهجمات الانتحارية المدوية التي شهدها أفغانستان هذا الشهر تذكير مروع بأن وزير الدفاع دونالد رمسفيلد, الذي يواجه موجة من الانتقادات لدوره في حرب العراق, كان المخطط لحربين خاسرتين والمروج لنظرية خطيرة حول كيفية استخدام القوة الأميركية.
وأضاف الكاتب أن رمسفيلد تبجح في العام 2002 بالانتصار على طالبان وقطع أدبار القاعدة في أفغانستان وإنهاء المهمة هناك, بعد حربه التي شنها على ذلك البلد بطريقته الخاصة المعتمدة على تحقيق النصر بأقل ثمن وأقل تضحية في الأرواح.
لكن روبيشو علق قائلا إن المهمة هناك لم تكتمل واتضح بعد خمس سنوات على أحداث 11/9 أن الجهود الأميركية في أفغانستان كما هي في العراق ذهبت هباء منثورا.
وتساءل الكاتب عن السبب, فأكد أن الأمر يعود إلى أخطاء رمسفيلد وفريقه التكتيكية, وإن كان مرجعها الحقيقي هو النظرة الساذجة الخطيرة لمدى القوة الأميركية السائدة في واشنطن.
وذكر روبينشو أن نظرية رمسفيلد تقوم من الناحية العسكرية على الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة وقوة الضرب الجوية, وتغفل نشر قوات كبيرة على الأرض, كما تعتبر هذه النظرية أن الأهداف السياسية يمكن تحقيقها عن طريق القوة, دون أن يكون لذلك تداعيات كبيرة على المدى البعيد.
قالت يو أس إيه توداي في افتتاحيتها إن أحد أسباب تردي الأوضاع في العراق هو التفاوت الذي ميز أهداف الولايات المتحدة في حربها هناك مع مواردها التي وفرت على الأرض.
وذكرت الصحيفة بحديث بوش المتفائل بداية هذا العام عن البدء في سحب القوات من العراق وتسليم مهامها للقوات العراقية كلما استعد منها جزء لتولي تلك المهام.
لكنها أشارت إلى أن ذلك لم يحدث, بل نقلت عن قائد القوات الأميركية بالشرق الأوسط الجنرال جون أبي زيد قوله إن مستوى عدد القوات الأميركية, الذي زاد خلال هذه السنة بعشرين ألفا, سيظل على حاله خلال العام المقبل, بل قد تضاف له أعداد جديدة.
واعتبرت يو أس إيه توداي أن هذا التصريح ليس ما يود الحزب الجمهوري سماعه في هذه الفترة التي تسبق انتخابات الشيوخ القادمة.
وأضافت أنه مؤشر آخر صريح على أن الحرب على العراق لا تسير على ما يرام, مضيفة أن أسباب ذلك تشمل بطء استعداد العراقيين لتسلم مهامهم بأنفسهم, وتكاثر المليشيات وموجة العنف الطائفي التي تهدد بالتطور إلى حرب أهلية شاملة.
وهذا ما جعل جيم ماكغوفرن بالصحيفة نفسها يدعو إلى إنهاء الاحتلال الأميركي للعراق, معتبرا أن ذلك هو وحده الكفيل بدفع العراقيين إلى بناء مستقبل أفضل.
وأكد الكاتب أن الحرب على العراق كانت خطأ وأن المخرج الوحيد منها الآن هو سحب القوات الأميركية فورا أو جدولة ذلك, مما يمكن العراقيين والمجتمع الدولي من تقديم أفكار جديدة في سياق جديد.
لكنه اعترف بأن فرصة إنقاذ العراق ربما قد تلاشت, لكن على الولايات المتحدة أن تخرج قواتها من ذلك المستنقع وتترك للمجتمع الدولي والعراقيين أنفسهم مهمة الاعتناء بهذه القضية.
تحت عنوان «البابا كان محقاً» كتب جورج ويغل مقالا في لوس أنجلوس تايمز اعتبر أن خطاب البابا بنديكت السادس عشر الذي أساء فيه للمسلمين, مثل في حقيقة أمره أجندة واضحة وجريئة للعالم المتحضر.
وأضاف الكاتب أن أفكار البابا "النيرة" التي عبر عنها في محاضرته تلك تكاد تضمر في خضم الجدل الذي يحوم حول "تعليقاته التي يعتقد البعض أنها مسيئة للإسلام".
واستطرد ويغل يقول: إننا لو تصورنا مثلا وجود إله متعال عظيم, لا تتعدى علاقتنا معه الاستسلام المحض, فذلك يعني أن الإله المذكور قد يقودنا إلى اقتراف أعمال جنونية كقتل الأبرياء مثلا.
وأضاف أن ما فعله بنديكت هو تذكير الناس بأن التقاليد المسيحية, النابعة من التقاليد اليهودية, ترى الإله من مفهوم مغاير "فإله إبراهيم وموسى وعيسى, إله منطق وشفقة وحب, إله يبحث عن الإنسان عبر التاريخ ويطمئن له القلب والعقل البشري, إله يدعو البشر إلى حوار الخلاص".
واعتبر الكاتب أن ما أراده البابا هو التأكيد على أن قتل الأطفال والنساء والرجال الأبرياء لا يتلاءم مع الطبيعة الإلهية ولا مع طبيعة النفس البشرية.
وأضاف أنه إذا كان المنتسبون لمذهب جديد في الإسلام يرون أن العمليات الانتحارية التي يموت بسببها الأبرياء فعل يرضي الرب, فإنه لا بد من أن يقال لهم إنهم مخطئون حول ماهية الإله وحول غاياته وحول طبيعة الواجب الأخلاقي.
وقال ويغل إن بنديكت أراد أن يسلط الضوء على كون أغلب الزعماء الإسلاميين لا يريدون القيام بتطهير للضمير الإسلامي كما طهر البابا يوحنا بولس الثاني تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
وشدد على أن ما أراده بنديكت هو وضع الأسئلة التالية على الأجندة الدولية "هل يمكن للإسلام أن يتقبل النقد الذاتي؟ هل يمكن لزعمائه أن ينددوا بمتطرفيهم ويهمشوهم؟ أم هل هم رهائن رغبات أولئك الذين يحتسبون الأجر عند الله في قتل الأبرياء, وهل يمكن للغرب أن يستعيد تمسكه بالعقل ليتمكن من دعم الإصلاحيين الإسلاميين؟".
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد