فتوى جريئة للترابي والقرضاوي يعترض عليها

15-04-2006

فتوى جريئة للترابي والقرضاوي يعترض عليها

في إفتاءات جديدة مثيرة للجدل، في ندوة حضرها حشد من السياسيين وعلماء الدين في الخرطوم، أجاز الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي «مسيحيا كان أو يهوديا»، قبل أن يصف أن القول بحرمة ذلك، « مجرد أقاويل وتخرصات وأوهام وتضليل» الهدف منها جر المرأة الى الوراء.

وقال الترابي إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما وتوازيه بناء على هذا الأمر، بل أحيانا تكون أفضل منه، وأعلم وأقوى منه. ونفى ما يقال من أن شهادة امرأتين تساوي شهادة رجل واحد، وقال «ليس ذلك من الدين أو الإسلام، بل هو مجرد أوهام وأباطيل وتدليس أريد بها تغييب وسجن العقول في الأفكار الظلامية التي لا تمت للإسلام في شيء». واعتبر الترابي «الحجاب» للنساء، يعني الستار وهو الخمار لتغطية الصدر وجزء من محاسن المرأة، «ولا يعني تكميم النساء»، بناء على الفهم الخاطئ لمقاصد الدين، والآيات التي نزلت بخصوص الحجاب والخمار

هذا وقد اعترض د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على  فتوى الترابي واعتبرها باطلة، ولا يجوز العمل بها لأنها مخالفة لاجماع المذاهب الإسلامية وما استقر عليه الفقه الإسلامي. وقال القرضاوي ، على هامش زيارته للقاهرة في الملتقى العالمي لخريجي الأزهر: إننا نرفض هذه الفتوى، لأنها ضد إجماع الأمة وأن جميع المذاهب الإسلامية السنية والشيعية والزيدية، سواء المتبوع منها أو المنقرض، تستنكر هذه الفتوى وتؤكد مخالفتها للشرع الإسلامي، لأن كل اتباع في هذه المذاهب متصل بالعمل. وأضاف القرضاوي: لا يجوز شرعا أن تتزوج المرأة المسلمة ابتداء من رجل كتابي (يهوديا كان أم مسيحيا)، لان تحريم زواج المرأة المسلمة من رجل كتابي من الأمور التي استقر عليها الإسلام، منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان. وتابع القرضاوي قائلا: في الحقيقة ان فتوى الترابي هذه قديمة متجددة سمعتها منه وهو في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1975، وراجعته فيها وفسرها لي في ذلك الوقت، بأنه لا يقول إن المسلمة لا تتزوج ابتداء من رجل كتابي، ولكنه يقصد المرأة غير المسلمة التي تعتنق الإسلام وهي متزوجة من رجل كتابي يجوز لها البقاء مع زوجها غير المسلم، ولكنه لم يقصد أن تتزوج المرأة المسلمة من غير المسلم ابتداء ولم أوافقه على هذه الفتوى، ولكن بعد ذلك قرأت أن الإمام ابن القيم الجوزية ذكر في مثل هذه المسألة تسعة أقوال في أحكام أهل الذمة، ومنها أقوال تجيز للمرأة أن تبقى مع زوجها الكتابي، ومنها من قال أن نكاحهما يبقى حتى يفرق بينهما السلطان.

 

المصدر : الشرق الأوسط

التعليقات

لا أدري ما أقول هل وصلنا إلى زمن جديد حتى نتجرأ على أحكام الدين الإسلامي الحنيف أم كثر المتفيهقون و لمجرد الحديث فقط

الفتوى أمرها عظيم وخطرها جسيم، يقول الله تعالى: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"، ويقول سبحانه: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون". فالجرأة على الفتيا أمر خطير جدا على دين ذلك الذي تجرأ على الله وتكلم بغير علم أو بهوى، وهي خطيرة أيضاً على المجتمع المسلم إذ تكون سبباً في تفككه وبعده عن الدين. وقد أخرج الدارمي في سننه بسنده عن عبيد الله بن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار". وكان السلف ـ رضي الله عنهم ـ أخوف على دينهم من أن يتجرؤوا بالكلام في دين الله أو التعجل في الفتوى، فعن عبدالرحمن بن أبي ليلى ـ وهو من التابعين الثقات ـ قال: "لقد أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُسأل عن فتيا إلاّ ودّ أن أخاه كفاه الفتيا". ولما سُئل الشعبي ـ رحمه الله ـ كيف كنتم تصنعون إذا سُئلتم؟ قال: على الخبير وقعتَ، كان إذا سُئل الرجل قال لصاحبه أفتهم، فلا يزال حتى يرجع إلى الأول. فالواجب التحفظ والتحرز من التسرع في الفتوى، وأما المسائل الكبيرة التي تتعلق بمصالح الأمة عامة دينياً أو سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً أو غير ذلك مما يكون تأثيره عاماً فإن الواجب ألا ينفرد بالحديث عنه طالب علم، بل يجتمع له جمع من العلماء كهيئة كبار العلماء أو المجامع الفقهية ويُطرح الموضوع على مائدة البحث ويأخذ حقه في البحث والمشاورة ثم يصدر القرار بناءً على دراسة فاحصة متأنية يراعى فيها جوانب الموضوع ومُتعلقاته التي قد لا يدركها الفرد الواحد. وهذا ما كان يفعله عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ حيث كان له مجلس مشورة ورأي يجتمع فيه الفقهاء الكبار، وكان إذا عرضت له مسألة كبيرة جمع لها أهل بدر الذين هم قدماء الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وفقهاؤهم، وهكذا يجب على طلاب العلم أن يكونوا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...