الجامعة العربية تتولى تحرّك إعلان دولة فلسطين ونتنياهو يرد بتوسيع الاستيطان
قررت الجامعة العربية أمس، دعم مشروع إعلان الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، عبر التوجه إلى الامم المتحدة والتحرك للحصول على العضوية الكاملة في كل من الجمعية العامة ومجلس الامن، ما قابله رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالموافقة على بناء 210 وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة «ايتمار» في الضفة الغربية المحتلة. كما شنت قوات الاحتلال غارات على قطاع غزة، أسفرت عن إصابة 10 فلسطينيين.
وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الوزاري للجنة المتابعة للمبادرة العربية للسلام في الدوحة، إن اللجنة «قررت التوجه الى الامم المتحدة لدعوة الدول الاعضاء للاعتراف بالدولة الفلسطينية والتحرك لتقديم طلب العضوية الكاملة في كل من الجمعية العامة ومجلس الأمن». وجاء في البيان الذي تلاه العربي في ختام الاجتماع الذي ترأسته قطر ممثلة برئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن رئيس اللجــنة (قطــر) والامين العام لجامعة الدول العربية ومصر والاردن والسلطــة الفلسطيــنية «ومــن يرغــب بالالتحاق»، سيقومون بمتابعة هذا القرار.
وأكد البيان ان هذه الاطراف «ستقوم بمتابعة الموقف واتخاذ ما يلزم من خطوات لحشد الدعم المطلوب للاعتراف بالدولة الفلسطينية وبعاصمتها القدس الشرقية» ووفق «حدود العام 1967». وأكدت اللجنة «الموقف العربي بأن خيار السلام العادل والشامل مع اسرائيل لن يتحقق الا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي العربية المحتلة الى خطوط الرابع من حزيران العام 1967... وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين». كما قررت اللجنة ان يبقى اجتماعها مفتوحا لمتابعة التطورات.
من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان «117 دولة تعترف الآن بالدولة الفلسطينية» وإن هدف اجتماع الدوحة هو «تعزيز الدعم العربي لحصول دولة فلسطين على عضوية الامم المتحدة». واعتبر عريقات ان رفض الرئيس الاميركي باراك اوباما لهذا التحرك في الامم المتحدة «غير قانوني» مشيرا الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين «نتانياهو هو الوحيد الرافض للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية».
من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة على هامش الاجتماع انه «يجب ان نذهب الى الامم المتحدة بآليات محددة قررتها اللجنة الوزارية، بالفيتو الاميركي وبدونه، لن نتنازل عن حقنا».
أما رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة جوزيف دييس، فقال ان الفلسطينيين «سيحتاجون الى توصية مسبقة من مجلس الامن»، كي يتم إجراء تصويت الانضمام إلى الجمعية العامة. الا ان توصية كهذه تبدو مستبعدة جدا بفعل توقع استعمال الولايات المتحدة حقها في النقض (الفيتو) بحسب دبلوماسيين.
في المقابل، ذكرت القناة الاسرائيلية العاشرة أن نتنياهو وافق على خطة لبناء 210 وحدات استيطانية إضافية في مستوطنة «ايتمار» في الضفة الغربية المحتلة، وأضافت أن تنفيذ الخطة يحتاج إلى موافقة وزير الدفاع ايهود باراك.
وقال نتنياهو «إذا كانوا (الفلسطينيون) يريدون السلام حقاً يتعين عليهم الجلوس للتفاوض من دون شروط مسبقة. لا بديل عن المفاوضات. الخطوات الأحادية لن تجعل السلام أقرب ولن تحقق أي حل».
في هذه الأثناء، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن آلافا من الفلسطينيين والإسرائيليين سيخرجون اليوم ليجوبوا شوارع مدينة القدس المحتلة في مسيرة مطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة تحت اسم «مسيرة الاستقلال». ونقلت الصحيفة تصريحا لمنظمي المسيرة أكدوا فيه أن الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة يجب أن يتم قبل إجراء المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لا أن يكون نتيجة لها. وقالت الصحيفة إن الحدث يمثل نوعا فريدا من التعاون بين حركة التضامن اليسارية الإسرائيلية واللجان الشعبية في القدس الشرقية المحتلة، كما أنه يعد الحدث العربي - اليهودي المشترك الأول من نوعه الذي يجرى في مدينة القدس منذ العام 1991.
واندلعت مواجهات بين مواطنين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة العيسوية في القدس المحتلة. وقال عضو اللجنة التنظيمية في حركة «فتح» في العيسوية رائد أبو ريالة إن قوة معززة من جنود الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت البلدة من مدخلها الرئيسي وحاولت اعتقال من كان في الشارع من الأطفال والفتية الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات. وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت قنابل غاز سامة ومسيلة للدموع بكثافة تجاه المواطنـــين ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وشنت طائرات حربية إسرائيلية ثلاث غارات على أهداف متفرقة في غزة، أسفرت عن إصابة خمسة أشخاص. وذكرت مصادر فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية قصفت بصاروخين موقعي تدريب يتبعان لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، غربي غزة، ما أدى إلى إصابة 5 بجروح، قبل أن تشن غارة ثالثة على موقع تدريب تابع لألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية غربي خان يونس جنوب القطاع.
وأصيب خمسة فلسطينيين بجروح في احدى الغارات التي شنها الطيران الحربي الاسرائيلي قبل منتصف ليل أول من أمس، على رفح جنوبي قطاع غزة بحسب مصادر طبية فلسطينية. وقالت المصادر الطبية ان «خمسة فلسطينيين جرحوا في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت نفقا على الشريط الحدودي في رفح» ووصفت اصاباتهم بـ»المتوسطة». وأفاد شهود عيان انه فقد أثر اثنين من العاملين في الأنفاق ولا يزال البحث عنهما جاريا. وكان الجيش الاسرائيلي اعلن عن شن ثلاث غارات على قطاع غزة.
واستهدفت الغارة الاولى بصاروخ واحد نفقا في المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر في شرق معبر رفح مما ادى الى تدمير النفق وإلحاق أضرار في المنطقة نفسها كما قال شهود. وأوضح الشهود ان الغارة الثانية استهدفت منطقة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة حيث شوهدت النيران تشتعل في مستوعب.
من جهته قال الجيش الاسرائيلي في بيانه ان «الطيران أغار على نفقين يستخدمان للتهريب في جنوب قطاع غزة ونفق يستخدم لنشاطات إرهابية في شمال قطاع غزة». وأضاف البيان ان الغارات جاءت ردا على اطلاق صواريخ من قطاع غزة على بلدات جنوبي اسرائيل. وحذر البيان من ان «الجيش الاسرائيلي لن يسمح بأي محاولة لاستهداف مدنيين وجنود وسيرد بحزم على أي محاولة لاستخدام الارهاب ضد دولة إسرائيل».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد