ويكيليكس: تعاون بين قناة الجزيرة والاستخبارات الأمريكية
كشف موقع ويكيليكس في وثائق نشرها مؤخراً عن تعاون وتنسيق دوريين بين وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية دي آي اي والمدير العام لقناة الجزيرة وضاح خنفر الذي كان يتلقى تقارير شهرية من الوكالة عن أداء الجزيرة في تغطية الأحداث المرتبطة بأميركا ومصالحها.
وأكدت إحدى الوثائق أن خنفر حذف صوراً لطفلين في مستشفى وامرأة مصابة في وجهها وذلك بسبب اعتراض الولايات المتحدة على نشرها كما قام بحذف موضوع آخر يتضمن استخدام الأمريكيين غازات سامة في العراق نزولا عند طلب السفيرة الأميركية موضحة أن خنفر أصدر قراراً بعدم نشر أي موضوع قبل إرساله لمكتبه للموافقة على نشره.
بدورها قالت صحيفة الأخبار اللبنانية في مقال نشرته اليوم بعنوان مدير الجزيرة في عين ويكيليكس للكاتب الياس مهدي إن بعض الوثائق المنشورة والتي يعود تاريخها إلى 20 تشرين الأول من عام 2005 كشفت عن تعهد خنفر خلال اجتماعاته مع مسؤولة الشؤون العامة الأميركية بتعديل الأخبار التي تزعج الحكومة الأميركية أو حذفها تماماً.
وأضاف الكاتب في مقاله إن هذه الوثائق التي نشرها ويكيليكس كشفت جانباً من سر صعود خنفر وتدرجه السريع في الجزيرة وتمكنه من الوصول إلى إدارة شؤون القناة عام 2003 أي بعد ست سنوات فقط على التحاقه بها مراسلاً صحفياً عام 1997 موضحا أن خنفر يقف الآن في مواجهة فضيحة قد لا يتمكن من حلها ولاسيما أنه يواجه تهمة موثقة سربها موقع ويكيليكس الذي دافع خنفر عنه وعن صدقيته في السابق وكان من السباقين إلى نشر تسريباته على الشاشة القطرية.
وأشار الكاتب إلى أن تعيين خنفر كان مفاجأة مدوية وغير متوقعة في كواليس القناة الإخبارية ولاسيما من زملائه الذين لم يروا فيه الرجل المناسب بسبب تجربته الفتية التي لم تتعد ستة أعوام ووجود أسماء كبيرة من مؤسسي القناة كانت تستحق هذا المنصب.
وأشار الكاتب إلى أن العديد من الإعلاميين البارزين استقالوا من القناة احتجاجا على سياسته التحريرية ومنهم يسري فودة وغسان بن جدو ولونا الشبل وسامي حداد وحافظ الميرازي الذي وصف خنفر بأنه يفتقر إلى الخبرة الصحفية المطلوبة لإدارة القناة فلا يكفي مثلاً أن تكون مراسلاً نشيطاً لتصبح مديراً لقناة الجزيرة لافتا إلى ما قالته لينا زهر الدين الإعلامية اللبنانية المستقيلة من الجزيرة عن خنفر:بأن ما تغير في الجزيرة بعد وصول خنفر إلى إدارتها هو طريقة تعاطيه المتعالية مع الموظفين وإغلاق أبوابه أمامهم.
وأشار الكاتب إلى أنه رغم الخلافات التي ظهرت بين خنفر وعدد من الصحفيين البارزين في القناة بسبب السياسة التحريرية التي اعتمدها في القناة فإن خنفر احتفظ بمنصبه وأحاط نفسه بعدد من المستشارين وفرض حاجزاً بينه وبين زملائه مبينا أن خنفر كان يستند في إدارته إلى دعم قوي من القيادة القطرية ولاسيما أنه كان يظهر دبلوماسية رفيعة في الدفاع عن القناة التي اتهمت أكثر من مرة بعقد صفقات سرية مع الإدارة الأميركية والتغاضي عن جرائمها في العراق.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: إن خنفر لم يجد يوماً حرجاً في التعامل مع الأميركيين والإسرائيليين ومحاورتهم في واشنطن والدوحة ودول عدة.. والجميع يذكر استقباله رئيسة حزب كاديماً الإسرائيلي تسيبي ليفني في مكتبه في الدوحة.
إضافة تعليق جديد