رجال «ملكيون أكثر من الملك» في الدفاع عن حقوق الأفغانيات
قال وهو يحتسي الشاي في حديقة مقهى في العاصمة الافغانية كابول «جزء من المشكلة في أفغانستان أن معظم النساء يفكرن مثل الرجال». فالطالب الجامعي فردوس صميم وجد صعوبة حتى في إقناع والدته بأن دفاعه عن حقوق المرأة يستحق العناء، وهو كسواه من الناشطين يمضي في مسيرة الدفاع عن المرأة بكل إصرار.
وصميم واحد من مجموعة رجال يدعمون منظمة «شابات من أجل التغيير». وهو عضو ضمن مجموعة صغيرة، ولكن مهمة من النشطاء الذكور مساعدة الأفغانيات في كفاحهن من أجل حياة أفضل. والهدف المتواضع الذي يسعى صميم لتحقيقه خلال العقدين المقبلين، تمكين النساء من السير في شوارع وأسواق أفغانستان من دون ان يتعرضن للتحرش.
وهذا الهدف المتواضع في حد ذاته هو تذكرة بحجم التحديات التي لا زالت تواجه الأفغانيات، فالزواج القسري لا يزال شائعاً بينما تسجن من تسقط فريسة للاغتصاب بتهمة «الزنا القسري»، كما أن احتمالات وفاة المرأة في افغانسان اثناء الوضع أكبر منه في اي مكان آخر على ظهر الارض.
ولا يرغب عدد كبير من الرجال ممن في أيديهم سلطة تغيير أسلوب معاملة المرأة ـ من الملالي إلى شيوخ القبائل ـ في الاستماع للناشطات. وقال مفوض اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في أفغانستان أحمد نادر نادري إن فتح الأبواب في وجه الناشطات أهم دور يضطلع به. وأضاف «حين نفتح الباب للوصول للملالي ونشركهم في المناقشات..نذيب الجليد. ثم تأتي المتدربات ويتحدثن اليهم. ولكن نحن نبدأ أولاً».
وتعمل اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في افغانستان مع الشيوخ وتنظم ورش عمل وتنتج أفلاماً وثائقية وأعمالاً درامية لتبين مساوئ العادات التي تنتهك حقوق المرأة. ويشير نادري إلى أن الرجال الذين تصل اليهم لجنته غالباً ما تصدمهم المعلومات التي يطلعون عليها. ولكن تغيير أسلوب التفكير مهمة شاقة. ويضيف نادري «أن العمل معهم عملية طويلة الأمد» ويُعزي إيمانه بحقوق المرأة لانتمائه لأسرة تضم نساء قويات.
وثمة قوانين لحماية النساء، ولكن النشطاء يقولون إن المحاكم كثيراً ما تتجاهلها وفي بعض المناطق يتعرض المسؤولون للتهديد أو تقدم لهم الرشى لغض الطرف عن مناشدات النساء للحصول على مساعدة. وقد ساهم الناشط المدافع عن حقوق النساء لال جول في جمع عدد من المحاميات لتولي قضايا خاصة بالنساء، اللواتي يمثلن الآن نحو ربع عدد المحامين المستقلين المسجلين وعددهم 1200. ويقول جول «نقدّم الخدمات القانونية للنساء من خلال محامي الدفاع لدينا ونحمي حقوقهن لا سيما في قضايا انتهاك حقوق الإنسان مثل حالات الاغتصاب والزواج القسري والطلاق والعنف الأسري».
ويكافح النشطاء ضد افتراض شائع بأن المدافعين عن حقوق المرأة يسعون لتنفيذ أجندة معادية للإسلام ولأفغانستان. ويرى صميم أن الدفاع عن حقوق المرأة ليس متوافقاً مع الدين والحس الوطني، فحسب بل هو جزء منهما. وقال «أؤمن أنني كي أكون مسلماً صالحاً وأفغانياً صالحاً من واجبي ان اكون انساناً صالحاً وأحترم حقوق الجميع».
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد