منشورات سورية 29 : كائنات قمرية
الجمل- عمار سليمان علي:
نحن لم نقتنع أساساً أن في سوريا "ثورة" حتى نقبل أن فيها "ثورة مضادة"
على كل حال ما تسمونهما كذلك هما توأمان سياميان مشوهان مشتركان بالرأس ويستحيل فصلهما إلا بالموت!
***
كما يُجرَّد اللاعب الرياضي من ألقابه وميدالياته وتكريمه عندما يثبت أنه تناول جرعات من المواد المنشطة بكل أشكالها وأنواعها, الخفيفة والثقيلة, ينبغي أن تُجرَّد "الثورات" من أسمائها وألقابها وقدسيتها, عندما يثبت أنها تلقت جرعات من الدعم الخارجي بكل أشكاله وأنواعه, المالي والإعلامي واللوجستي والتسليحي!
***
يظهر القمر باللون الأزرق, حسب فلكيين فسروا الأمر على أنه مجرد خدعة بصرية, قد تكون ناتجة عن ملوثات غازية منتشرة في الغلاف الغازي لكوكب الأرض..
يبدو أن الخدعة البصرية نفسها أو ما يشابهها تجعل بعض الرومانسيين الثوريين يشاهدون "الثورة" في سوريا باللون الوردي, ربما بسبب كثافة الملوثات الإجرامية والدموية!!!
***
كان العرب ومازالوا كائنات "قمرية"
لذلك خوّفوهم من الهلال الشيعي
حتى يقبلوا بالبدر الوهابي الأميركي!
رحم اللـه نزار قباني صاحب "خبز وحشيش وقمر"
***
أذكر أنني في بداية الأزمة قبل عام ونصف استخدمت في أحد مناشيري تعبير "حكماء سوريا الافتراضيون" وقد عاتبني البعض لأنهم اعتبروا أنفسهم, أو بعض من يعتبرونهم قدوة لهم في الفكر والتنظير, مقصودين بالنقد في ذلك المنشور "القاسي", وعاتبني آخرون لقناعتهم بعدم وجود أو بندرة من سميتهم "حكماء سوريا الافتراضيين" الذين توسمنا بهم خيراً وظننا أنهم سوف يستفيقون, وقد كانت استفاقتهم آنذاك, فيما لو حصلت, ذات جدوى للوطن..
اليوم تكاد سوريا نفسها تصبح افتراضية, أو غير موجودة, بفضل "الثورة" التي يدعمها أولئك "الحكماء الافتراضيون" أنفسهم ومن لف لفيفهم, عبر أفكارهم وتهويماتهم المنفصلة عن الواقع والغارقة في الرومانسية... وحتى لو أرادوا أن يستفيقوا فقد فات الأوان, ولم تعد استفاقتهم تقدم ولا تؤخر, تماماً كأحلامهم الوردية التي فيها "يعمهون"!!
***
كتب مجهول تعليقاً على مقالتي في الأخبار "مسؤولية المنظّرين للثورة السورية" يتضمن تعريفاً لكون المرء مع الثورة من إبداعات ياسين الحاج صالح وهو حرفياً: "من يعترض على الثورة أصلاً في غير حاجة إلى تسقّط زلاتها. وإذا أردنا التعبير عن الأمر بوضوح فإن من لا يدين النظام ويطالب بإسقاطه فوراً فاقد الأهلية الأخلاقية لنقد الثورة أو التحفظ على أشد أفعالها سوءاً. هذا على كل حال مجرد تعريف لكون المرء مع الثورة."
الرد يمكن أن يكون ببساطة عبارة عن تعريف معاكس لكون المرء مع النظام: "من يعترض على النظام أصلاً في غير حاجة إلى تسقّط زلاته. وإذا أردنا التعبير عن الأمر بوضوح فإن من لا يدين الثورة ويطالب بإنهائها فوراً فاقد الأهلية الأخلاقية لنقد النظام أو التحفظ على أشد أفعاله سوءاً. هذا على كل حال مجرد تعريف لكون المرء مع النظام."
على فكرة أنا أدري أن الأمور لا تستقيم هكذا, ولكنها من مبدأ "العين بالعين والمدني بالمدني والعسكري بالعسكري" التي وضعها قبل فترة نفس المبدع أو المبتدع الكبير الذي ابتدع التعريف أعلاه!!
***
كما أنه لا يُقبل منطقياً وأخلاقياً مديح ضوء القمر إذا قُرن بذم نور الشمس, لما يدل عليه من مغالطة وقلة وفاء..
فكذلك لا يُقبل منطقياً وسياسياً مديح السيد حسن نصر اللـه إذا قُرن بذم بشار الأسد..
هذه المعادلة برسم الكاتب اللبناني نصري الصايغ ومقالاته الأخيرة, وخصوصاً مقالته في السفير بعنوان (في أي عالم يعيش السيد حسن نصر اللـه؟) التي كرّسها لمديح السيد حسن ليختمها بذم بشار الأسد الذي ـ بعلم الجميع أعداء وأصدقاء ـ يعيش مع السيد حسن في نفس العالم ويشاركه نفس المركب!
***
ما معنى أن يقوم ميشيل كيلو اليوم (في مقالته في السفير) بسرد قصته الحوارية مع الشهيد آصف شوكت والتي جرت قبل دزينة كاملة من الأعوام (نهاية آب 2000)؟!
هل على مبدأ "بدك تسحبا بعّد شهودك" أم على مبدأ "غاب القط العب يا فار"؟
في الحالة الأولى يكون كيلو "سحّيباً. أما في الحالة الثانية فيكون حاجز الخوف لدى كيلو ـ رغم أنف "الثورة" ـ لم ينكسر بعد... إلا من الأموات!!
***
كل هذا الإجرام البشري, وليس لدى الإنسان إلا لسان واحد ويدان اثنتان فقط!
أليس من لطف الباري عز وجل أنها لم تكن أكثر؟!
***
مو بس المصائب بتلمّ
"الثورات" كمان بتلمّ
يا لطيف شو عم تلمّ
من كل حدبٍ وصوبٍ وأنفٍ وتمّ!!
***
أين من يقدِّمون أنفسهم أو يُقدَّمون على أنهم "مانديلات" سوريا؟! وأين تضع نفسها "الثورة" التي تعادي "مانديلا" السوري الحقيقي صدقي المقت؟!
***
يا "صدقي" يا بطل
ترى لمن سببت "المَقْت" الأكبر؟!
للصهاينة؟ أم لجماعة 15 آذار؟
اللهم زدهم مَقْتاً على مَقْت
وأما أنت فلك منا خالص المِقَة!!
***
التفكير ـ مجرد التفكير ـ بإعادة تمثال المستعمر فرديناند ديليسبس إلى مدخل قناة السويس من قبل محمد ابراهيم وزير الآثار المصري في أول حكومة في عهد محمد مرسي, أول رئيس منتخب بعد "الثورة", هو مؤشر خطير وشديد الدلالة على أن الاستعمار متحالف مع "نظام الثورة"!!!
فإذا جمعنا ذلك إلى غلطة/فلتة لسان صلاح عبد المقصود وزير الإعلام في الحكومة نفسها, عندما قال في لقاء تلفزيوني: الرئيس مبارك, بدل أن يقول: الرئيس مرسي. تكتمل الدلالات والإشارات بأن شيئاً في مصر لم يتغير إلا بعض الرؤوس والوجوه والأسماء!!
***
((أبنائي الشهداء، مع خالص ودي وتمنياتي بالتوفيق))
هذا ما كتبه الرئيس المصري محمد مرسي على العلم المصري المزين بأسماء شهداء الجيش المصري في رفح!
بدون تعليق!!!
***
من محمد نجيب إلى محمد مرسي
هل يكرر التاريخ "الثوري" نفسه؟!
***
"مصر عبد الناصر": فخامة اللفظ والمضمون
"مصر مبارك": فخامة اللفظ بدون مضمون
"مصر مرسي": ركاكة اللفظ وسماجة المضمون!!
***
دُماهم تسفك دِمانا
مجدداً في جرمانا
***
جمعة
لا تحزني سوريا
إن الجيش معنا
***
لماذا أخرج من عنق الزجاجة أصلاً
إذا كانت لدي مطرقة قوية؟!
***
فليسمعنا
من لا يسمعْ
سوريا
ألِفُ لا تركعْ
***
سوريا (سابقاً)!!!!
لا يمكن أن يكتب هاتين الكلمتين مؤمن بسوريا, كائناً من يكون, خطيباً ببدلة أو من غير بدلة!
***
ليت الكاتب المبدع فادي قوشقجي يتحفنا في العام القادم بمسلسل عن "الأرواح المستأجرة" وما أكثرها هذه الأيام!
***
كتبَ عاشق عابر للطوائف:
يا ربّ عفوَك لست ضد الدينِ
فأنا أعفّرُ في هواكَ جبيني
وإذا أنا عاتبتُ في أمرٍ فلي
عذرٌ بإيماني وصدق يقيني
أرهقتَ نفسَك كلّ يومٍ مرسَلٌ
ولواحدٌ من بينهم يكفيني..
لغدا إذاً للناس دينٌ واحدٌ
وغدا على دين الحبيبة ديني
***
الطائفية بعضٌ من نجاستنا
لو كان في قلبنا دينٌ غسلناها
***
نعم عربٌ ولا نسألْ
ونعرفُ كيفَ كيفَ نثورْ
ونعرفُ كيف نمسك قبضةَ الساطورْ
نعم عربٌ ـ أيا درويشُ ـ لا نخجلْ
***
يا أمّة الذلّ حلّي عن شراييني
دمٌ بمسحة ذلٍّ ليس يحييني
***
فاصل ترفيهي:
هي: أنا حرة وحبي مكسيكي
ماريا وخوسيه أنريكي
هو: أنا حر وحبي تكتيكي
وبفرّ بأول تزريكي
***
للـه درّ الغباء ما أعدله
بدأ بصاحبه فبهدله!
***
ملاحظة: هذه مختارات مما أنشره في صفحتي على الفيسبوك
إضافة تعليق جديد