مواسـم الدرامـا تزدهـر بعيـداً عـن رمضـان
يتجه عدد من منتجي الدراما والفضائيات العربية إلى إقامة موسم عرض درامي في الشهر الأول (كانون الثاني) من العام القادم 2013، يكون شبيهاً بموسم العرض الدرامي في رمضان. وتشارك في الموسم مسلسلات تمّ إنتاجها خلال العام الحالي، وتم تأجيل عرضها خلال رمضان الفائت، أو حال تأخير تصويرها دون عرضها في الشهر الفضيل.
وتقود قناة «الحياة» المصرية التوجه نحو موسم العرض الثاني، بينما يؤسس له نجوم منهم الممثل السوري تيم حسن (الصقر شاهين)، والممثلان المصري خالد الصاوي، والسورية كندة علوش (على كف عفريت)، والفنانة أنغام (في غمضة عين)، والفنانة هيفاء وهبي (مولد وصاحبه غايب). وهؤلاء هم أبرز أبطال المسلسلات المصرية التي يحتمل عرضها ضمن الموسم المستحدث، إذ سبق وتحدث منتجوها عن نيتهم عرضها خارج العرض الرمضاني، في وقت واحد. وينتظر أن يشهد هذا الموسم عرض عشرة أعمال مصريّة، بينما لم تتضح بعد ملامح مشاركة الدراما السوريّة فيه، من خلال مسلسل «رابعة العدويّة» الذي تنتجه وتؤدي بطولته نسرين طافش. وكان المسلسل المرتقب، قد بدأ تصويره قبل نهاية شهر رمضان الفائت، ويعاود فريق عمله استكمال عمليات تصويره خلال أيام في مصر. وربما ترتفع المشاركة السورية في الموسم المستحدث، مع استعداد أكثر من مسلسل سوري للبدء بتصويره خلال الفترة المقبلة، بينها مسلسل «ياسمين عتيق».
ويشكِّل موسم العرض الدرامي الجديد فرصة حقيقية للدراما اللبنانية لتدخل المنافسة مع الدرامية العربية، خصوصاً أن الحديث يدور اليوم عن أكثر من مسلسل لبناني يتحضر فريقه، وبينهم مخرجون عرب، لمباشرة التصوير فيه. ولا شكّ في أنّ تلك المسلسلات ستجد لنفسها مكاناً تسويقياً في ظلّ غياب الدراما السوريّة والخليجيّة، أو حضورهما المحدود في موسم يفترض أن الداعين إليه يسعون للحصول على أكبر تنوع درامي عربي فيه، لإنجاح التجربة جماهيرياً وتحويلها إلى تقليد فنيّ سنويّ، فضلاً عن جذب أسواق إعلانيّة أكبر، تدعم التجربة وترسِّخها.
وكانت الدراما السورية سبّاقة في كسر حصريّة العرض الرمضاني، من خلال عرض أكثر من مسلسل جديد خارج الموسم الرمضاني، منها «يوم ممطر آخر»، و«أهل الغرام»، و«ندى الأيام» و«ضيعة ضايعة»، و«اسأل روحك»، و«رصيف الذاكرة»، و«هات من الآخر»، و«حصان طروادة». وهي مسلسلات شارك في إنتاج معظمها قنوات فضائية (أو تبنت عرضها)، منها «أبو ظبي» و«أم. بي. سي.» و«آي. آر. تي.»، ما جعل عرضها متاحاً من دون الدخول عميقاً في حسابات سوق الإعلان وسعر الحلقة التلفزيونية قياساً بسعرها الرمضاني. وهو السيناريو الذي يتكرر اليوم مع قناة «الحياة» التي تعيد التجربة، لكن على نحو أضخم. وذلك لا يعني أنّ حسابات الإعلان مغفلة في الموسم الجديد، لكنّ سطوتها تبقى رهن قناة «الحياة» وأخواتها الفضائيات، وقدرتها على الخروج بما يعوّض الزخم الإعلاني الرمضاني. وهو الأمر الذي يجعل بعضاً من نجوم تلك المسلسلات لا يبدون تفاؤلاً كبيراً بإقامة هذا الموسم. ويتساءل أحدهم: إلى أي حد يمكن أن ترضى القنوات بالمتابعة الجماهيرية الكبيرة، وحصد نجاح جماهيري وربما نقدياً كتعويض عن الريع الإعلاني الرمضاني؟
على كل حال، إن حصل ونجحت شركات الإنتاج والقنوات العارضة بتحقيق موسم عرض جديد، فمن شأننا أن نحظى بفرصة متابعة درامية هادئة، والتمتع بأداء نجوم اعتدنا أن يقدموا في كل مرة ما هو مختلف ومثير للجدل مثل تيم حسن وخالد الصاوي، فضلاً عن اكتشاف وجوه جديدة تطل لأول مرة في الدراما التلفزيونية مثل الفنانتين المغنيتين أنغام وهيفاء وهبي.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد