احتدام الصراع حول سورية والإبراهيمي ينحاز إلى جوقة الزاعقين العرب
بدأ المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في نيويورك أمس مشاورات مكثفة لإيجاد حل للأزمة السورية، قبل أيام من تقديم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي حول مهمته، فيما أكد الجيش السوري أنه سيواصل «ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة في كل مكان من سوريا لإفشال المؤامرة».
وكشف وزير الصحة السوري سعد النايف أن «المجموعات المسلحة دمرت 48 مستشفى، منها 27 خارج الخدمة نهائيا، و400 سيارة إسعاف، منها 200 خارج الخدمة، كما استهدفت الكوادر الطبية والتمريضية أثناء تأديتهم خدماتهم الإنسانية، ما أدى إلى استشهاد 52 منهم وجرح 72 وخطف 20». وأوضح أن «معظم المعامل التي تصنع الأدوية تأذى نتيجة استهدافها المباشر من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة».
وفي حين فشل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في الاتفاق على تشكيل «حكومة انتقالية»، أعلن المسؤول في «الائتلاف» لؤي صافي أن رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب أجرى «محادثات مثمرة» مع المسؤولين في قطر وخصوصا مع رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأضاف أن الخطيب «طلب مساعدة مالية إضافية» مخصصة للمعارضين المسلحين.
وعقد الإبراهيمي اجتماعا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك، لبحث آخر ما توصل إليه لحل الأزمة السورية. وغادر الإبراهيمي الاجتماع من دون الإدلاء بأي تصريح.
وقال المتحدث باسم الأمين العام مارتن نيسيركي إن الإبراهيمي التقى بان كي مون لمدة ساعة تقريبا، وسيجري اتصالات مع مسؤولين في الأمم المتحدة والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن لبحث آخر تطورات الأزمة السورية، وذلك قبل إحاطته إلى مجلس الأمن في 29 كانون الثاني الحالي.
وكشف نيسيركي عن لقاء عبر الأقمار الاصطناعية بين الإبراهيمي وبان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لبحث تطورات الأزمة السورية وجهود المبعوث الدولي المستمرة في سبيل التوصل إلى حل سلمي للصراع.
وعن تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم حول تورط الإبراهيمي في مؤامرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، أشار نيسيركي إلى «الدعم الكامل الذي يتمتع به الإبراهيمي من قبل الأمين العام ومجلس الأمن الدولي».
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الاقتصادية في الرياض، أن «جميع الاتصالات التي أجراها الإبراهيمي لحل الأزمة السورية لم تسفر عن أي بارقة أمل لوضع الأزمة على طريق الحل ونقل السلطة».
وطالب «بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار في سوريا على ضوء فشل جهود الإبراهيمي في التوصل إلى وقف نزيف الدم السوري المستمر». ودعا إلى «إنشاء بعثة مراقبة دولية لتتحقق من الوقف الفعلي لإطلاق النار في سوريا».
وأكد وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، خلال جولة تفقدية له على أحد التشكيلات المقاتلة في دمشق، أن «عدوّنا الأساسي هو العدو الصهيوني الغاصب ومهمة القوات المسلحة الأساسية هي تحرير الأراضي العربية المحتلة».
وأثنى الفريج «على الروح المعنوية العالية التي يتحلى بها عناصر الجيش في التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة والإصرار على دك أوكارها والقضاء عليها وتخليص الوطن وأبنائه من شرورها»، مشددا على أن «الجيش العربي السوري سيتابع ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة في كل مكان من سوريا لتحقيق النصر وإفشال المؤامرة».
وأوضح الفريج أن «الإمكانيات التي زجتها أطراف العدوان على سوريا لإسقاطها لو زجت لتحرير الأراضي العربية المحتلة لكانت كافية لتحريرها»، مؤكداً أن «أعداء سوريا يتآمرون عليها بقيادة صهيونية أميركية، وبتمويل من بعض الأنظمة العربية، خدمة لمصلحة إسرائيل في ضرب صمود سوريا لتمرير مخططاتهم في المنطقة، لأنها الدولة العربية الوحيدة التي تعمل لتحرير فلسطين وجميع الأراضي العربية المحتلة».
في هذا الوقت، تصاعدت عملية عسكرة المنطقة، مع إعلان حلف شمال الأطلسي وصول صواريخ «باتريوت» ألمانية وهولندية إلى ميناء الاسكندرون، كمقدمة لنشرها قرب الحدود السورية، فيما أعلنت روسيا أن قواتها البحرية بدأت المرحلة الرئيسية من مشروع تدريبي لصد هجمات «إرهابية» وإنزال على الشواطئ تشارك فيه عشرات السفن الحربية والغواصات في البحرين المتوسط والأسود.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد